«فتنة» المسألة الفلسطينية في لبنان بين الأمن والاقتصاد والسياسة…!
محمد صادق الحسيني
كشف مصدر أوروبي، ليس صديقاً لحلف المقاومة طبقاً لتقارير تلقاها من لبنان، بأنّ جون بولتون قد بحث مخططاً سرياً، خلال آخر ثلاث زيارات له إلى تل أبيب، مع كلّ من نتن ياهو ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس الموساد يهدف الى زعزعة الاستقرار الأمني اللبناني، وكيفية زجّ اللبنانين مجتمعين مع الفلسطينيين مجتمعين باعتباره المخطط الأنجع لإعادة خلط الأوراق على الساحة اللبنانية بعد تولي هذه الساحة مهمة إفشال صفقة القرن بنجاح…!
ويضيف المصدر بأنه قد تمّ عرض بعض جوانب هذا المخطط مع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، خاصة الجوانب المالية المتعلقة بالتنفيذ…!
وتابع المصدر قائلاً: وفي ظلّ يقين الطرف الأميركي الإسرائيلي بانتفاء احتمال الصدام المسلح، بين الأذرع العسكرية الفلسطينية الرسمية في لبنان وبين الدولة اللبنانيه أو/ المقاومة، فإنّ المخططين قد قرّروا استجلاب مجموعات من مسلحي داعش، سواء من الاحتياط الداعشي، الموجود في العراق وشرق سورية بإمرة الجيش الأميركي، او من بقايا داعش في شمال غرب سورية، والذين يشرف على إدارتهم وتشغيلهم ضباط عسكريون وأمنيون «إسرائيليون»، او حتى من مسلحي محافظة إدلب السورية الإرهابيين.
وتابع المصدر قائلاً بأنّ خطوات عملية قد تمّ تنفيذها، وإنْ بشكل محدود حتى الآن، حيث تمّ تسليح وتمويل بعض المجموعات المُشار إليها أعلاه ونشرها في المخيمات الفلسطينية في منطقتي صيدا وصور، والتي يبلغ مجموع عديدها حتى الآن حوالي 120 فرداً منتشرين في مخيمات صيدا وصور. وهو ما يعتبر عدداً كافياً لإثارة التوتر في المنطقتين، في أيّ وقت يحدّده الطرف الأميركي «الإسرائيلي».
كما أكد المصدر أنّ وزير الخارجية الأميركي، رئيس المخابرات المركزية الأميركية سابقاً جورج بومبيو، قد بحث هذا الأمر، مع شخصيات ورموز لبنانية معروفة في تغريداتها خارج السرب الوطني والقومي خلال زيارته لبنان في شهر آذار الماضي، إمكانية فتح خطوط إمداد إلى منطقتي صيدا وصور، عبر البحر والبر، عند الضرورة.
ولا يغيب عن ذهن أحد طبعاً انّ أيّ إمدادات سلاح عن طريق البحر ستنفذ تحت حماية القطع البحرية الأميركية والإسرائيلية المنتشرة غرب السواحل اللبنانية.
وفي هذا الإطار يرى محللون سياسيون مستقلون أنّ الأزمة المتصاعدة حول ما تسمّيه وزارة العمل اللبنانية تطبيق القانون، وما تطلق عليه الأوساط الفلسطينية بالإجراءات التعسفية ضدّهم من قبل تلك الوزارة، قد تكون جزءاً من هذه المؤامرة التي تمّ تكليف جهات معينة بتنفيذها على الساحة اللبنانية، ضدّ حلف المقاومة في لبنان، وانّ أطرافاً إقليمية ودولية، قد تكون وراء المخطط الذي يُراد دفع الساحة اللبنانية للغرق في المستنقع الأمني المترتب عنه بعد فشل مخططات الحرب على لبنان ومغالبته من الخارج!
ولا شكّ بأنّ المستفيد الأول من هذا التصعيد هم
دعاة الحرب والتطرف في الولايات المتحده الأميركية، وعلى رأسهم مايك بومبيو وجون بولتون، وبتشويق وترغيب سعودي إماراتي غير محدود، وهم الذين لا يتورّعون عن المشاركة في ايّ مخطط يقضي بإغراق لبنان مجدّداً في أحداث أمنية تربك الدولة اللبنانية والمقاومة معاً، وذلك رداً على الموقف اللبناني الموحد الخاص برفض صفقة القرن.
وهو الأمر الذي يدفع بالمتابعين الى التساؤل حول طبيعة هذه الحلقة الجديدة من التآمر وارتباطها بالقضايا الاستراتيجية العامة التي تتبعها كلّ من واشنطن وتل أبيب تجاه مجموع حلف المقاومة الذي يستعدّ للدخول الى فلسطين محرراً كما أعلن سيد المقاومة مؤخراً.
هذا كما تؤكد مصادر متابعة بأنّ هذا المخطط أخذ منحى تصاعدياً بعد انزعاج الحلف المعادي للمقاومة من الموقف اللبناني الموحد تجاه حقوق اللبنانيين في ثروتهم النفطية والغازية، سواء في المياه الاقليمية اللبنانية او على اليابسة، والرفض الجماعي لمخطط التوطين، الأمر الذي جعل القوى المعادية تتمادى في خلق أجواء مضطربة تساعد في خلق أزمات مالية واقتصادية مضاعفة على الدولة اللبنانية…!
لا تمنحوا من هو جاهز ومكلف لركوب موجات من هذا النوع، وله سابقة في هذا، والذي قد يتولى المهمة المقدّمة له على طبق من فضة…!
نعرف أنها كبيرة عليه هذه المرة وانّ العيون مفتحة عند المعنيين من أصحاب القرار وعند حراس القلعة والعرين بشكل خاص…!
لكن يبقى السؤال الأهمّ، في هذا الإطار، هو حول الإجراءات الوقائية السريعة المطلوب اتخاذها من قبل السلطات اللبنانية المعنية بشكل مباشر تجاه هذا الخرق الأمني الخطير، لا سيما أنّ الرئيس اللبناني ومعه رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وحزب الله، وكذلك الأجهزة الأمنية معنيون جميعاً بإفشال هذه الحلقة الجديدة من حلقات التآمر والخيانة على فلسطين ولبنان والعرب.
بعدنا طيبين قولوا الله…