إسقاط طائرة تجسّس «إسرائيلية» مسيّرة جنوباً وإشادات بالعملية: لبنان بات محمياً جواً وبراً وبحراً وشلّ قدرة العدو على استباحة سيادته
بعد عملية بلدة صلحا المحتلة، نفذّت المقاومة وعدها بالرد على العدوان «الإسرائيلي» على الضاحية الجنوبية لبيروت بطائرتين مسيّرتين قبل نحو أسبوعين، بإسقاط طائرة مسيّرة معادية فجر أمس في خراج بلدة رامية الجنوبية قضاء بنت حبيل .
وأفاد شهود عيان أنّ أهالي البلدة المخاذية للخط الأزرق والأراضي الفلسطينية المحتلة، سمعوا الثانية فجر الإثنين، طلقة نارية، من دون معرفة الأسباب، إلى أن أصدر الحزب بياناً أعلن فيه تنفيذ العملية.
وجاء في البيان «تصدّى مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة لطائرة إسرائيلية مسيّرة أثناء عبورها الحدود الفلسطينية – اللبنانية في اتجاه بلدة رامية الجنوبية، حيث تمّ إسقاط الطائرة المسيّرة في خراج البلدة وأصبحت في يد المقاومين وذلك يوم الاثنين 09-09-2019».
من جهته، أكد الجيش «الإسرائيلي» الواقعة معلناً أنّ طائرة بدون طيار تابعة له، سقطت داخل جنوب لبنان في ساعة مبكرة من صباح أمس، وأن لا خطر من تسرّب المعلومات التي في حوزتها.
وأفاد موقع «العهد» الإخباري، أنّ الطائرة كانت مسلّحة ومجهّزة بأجهزة تنصت وتجسّس عالية الدقة وكانت في مهمة عسكرية. ولفت إلى أنّ الطائرة «الإسرائيلية» هوجمت بعد 5 دقائق من عبور الحدود وسقطت من دون تفجيرها، فيما سيّر جيش الاحتلال دوريات راجلة ومؤللة في نقاط خلفية على الحدود.
مواقف مشيدة
ولاقت العملية الجريئة للمقاومة، إشادات واسعة من شخصيات وقوى وأحزاب وطنية وقومية، فقال النائب إبراهيم الموسوي عبر حسابه على «تويتر» «المقاومة الإسلامية تُسقط طائرة مسيّرة إسرائيلية في جنوب لبنان، وكان وعداً مفعولاً. مبارك للبنان واللبنانيين، وكلّ المقاومين والشرفاء هذا الإنجاز النوعي الجديد».
ووجه الأمين العام لرابطة الشغيلة زاهر الخطيب تحية اعتزاز وافتخار إلى رجال المقاومة الأبطال، مؤكداً أنه «بوجود قيادة للمقاومة على رأسها السيد حسن نصرالله، وبوجود مقاومين بواسل يمتلكون الإيمان والعقيدة والمهارات والعقول المبدعة جاهزون دائماً لترجمة وعد قائد المقاومة الصادق، فإنّ لبنان، بعد اليوم، بات محمياً من الاعتداءات الصهيونية، مصوناً وقادراً على ردع العدو الصهيوني وإفهامه أنّ زمن عربدته في سماء لبنان قد ولّى إلى غير رجعة، وأنّ معادلة ردع المقاومة تطوّرت وباتت تشمل الجو والبر والبحر».
وقال «دشنت المقاومة اليوم أمس ، بقرار رسمي حاسم حازم عهد الدفاع الجوي عن سماء لبنان. فكلّ التحية والتقدير للمقاومين الأبطال الذين يصنعون المجد لنا وللأمة جمعاء وتحقيق الانتصارات على طريق تحرير كلّ حبة تراب من الأرض المحتلة في لبنان وفلسطين والجولان السوري».
بدورها، أشادت هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، في بيان بعد اجتماعها الدوري، بـ»قيام المقاومين البواسل بإسقاط الطائرة الصهيونية المسيّرة الكترونياً والسيطرة عليها، ما وجّه ضربة موجعة جديدة للعدو الصهيوني وبرهن على قدرات نوعية وكفاءة علمية لدى المقاومة، تعكس الجاهزية والاستعداد الدائمين لتنفيذ كلّ وعد يقطعه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في التصدي للعدوانية الصهيونية وتكريس معادلات ردع جديدة في مواجهة كيان العدو المحتل».
ولفتت إلى أنّ «هذا الإنجاز الجديد إنما يأتي ترجمة لقرار قيادة المقاومة وسيدها بإسقاط الطائرات المسيّرة الصهيونية، على أثر العدوان الصهيوني الفاشل على الضاحية الجنوبية بالطائرتين المسيّرتين». وأكدت أنّ «هذا التطوّر الهامّ في أداء المقاومة، إنما يدشن مرحلة جديدة تتسم بشمول معادلة الردّ سماء لبنان، إضافة إلى البر والبحر، ويسهم في شل قدرة العدو على استباحة السيادة اللبنانية كما كان يفعل في الماضي».
واذ أعربت الهيئة عن اعتزازها وفخرها «بهذا الإنجاز الهامّ الذي حققه المقاومون»، أكدت أنّ «المقاومة وسلاحها وقدراتها العلمية وإبداع عقول مقاوميها، إنما هي ثروة وطنية للبنان يجب التمسك بها والالتفاف حولها، لأنها تبرهن كلّ يوم بأنها ضمانة لبنان لحمايته وللحفاظ على ثرواته النفطية والمائية من الاعتداءات والأطماع الصهيونية، وكذلك هي الضمانة لاستكمال تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة وعودة أبناء شعبنا الفلسطيني إلى أرضهم وديارهم التي شردوا منها بفعل الإرهاب الصهيوني».
كما أكدت أنّ «هذه المقاومة الجاهزة دائماً، هي الضمانة أيضاً لتحرير لبنان من الهيمنة الاستعمارية الأميركية وتحقيق الاستقلال الوطني بكلّ مضامينه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لا سيما أنه يوماً بعد يوم يتبيّن أنّ الولايات المتحدة الأميركية لا تنفك تسعى لتكبيل لبنان بقيود التبعية الاقتصادية وممارسة الضغوط على المقاومة وبيئتها لمحاصرتها والنيل من قدراتها خدمة لكيان العدو الصهيوني».
ووصف المؤتمر الشعبي اللبناني، إسقاط الطائرة «بالإنجاز البطولي والردّ الطبيعي على العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية»، مشيراً إلى أنّ هذا الإنجاز النوعي يؤكد أنّ حماية لبنان من الإعتداءات الصهيونية ومن الانتهاكات اليومية للسيادة اللبنانية يكون بامتلاك كلّ وسائل القوة والردع، خصوصاً مع عدو لا يفهم إلا لغة القوة ولا يقيم وزناً لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ولا للقوانين والأعراف الدولية، مشدّداً على «مقومات القوة المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة».
ولفت «تجمّع العلماء المسلمين»، إلى أنّ المقاومة «أثبتت أنها عندما تهدّد فإنها تنفذ تهديدها، وأنها بحق درع الوطن الذي يحمي أرضه وسماءه ومياهه، وهي عندما أسقطت المسيّرة فتحت صفحة جديدة في نوعية الصراع مع العدو الصهيوني، بحيث أصبح من الصعب عليه أن يفكر أنّ سماءنا مستباحة، وأنه لا يستطيع إرسال مسيّراته لتنفيذ اعتداءات من دون أن يخاف من ردّ فعل المقاومة»، متوقعاً بعد اليوم «أن يكون هناك أنواع أخرى من الصراع قد تكون بإرسال مسيّراتنا إلى سماء فلسطين وتنفيذ عمليات نوعية رداً على ما فعله الكيان الصهيوني في الضاحية الجنوبية».
ولفت إلى أنّ «من المفرح أن يتزامن هذا الإنجاز مع إنجاز آخر للمقاومة في فلسطين بإرسال مسيّرة وتنفيذ عملية داخل الأراضي المحتلة وعودة الطائرة إلى قواعدها سالمة، كلّ هذه الأمور تقدّم أدلة على تباشير إنجاز الوعد الإلهي بتحرير فلسطين وزوال الكيان الصهيوني».
وحيّا التجمّع «المقاومة الإسلامية» والسيد نصر الله على الإنجاز النوعي، معتبراً أنّ «هذا الإنجاز باكورة تحوّل في طبيعة الصراع، يؤكد أهمية المقاومة في الحفاظ على أمننا وسيادتنا خصوصاً مع الدعم الذي تلقاه اليوم من اغلب فئات الشعب اللبناني ما يشكل دليلاً على جدوى الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة».
وأشاد رئيس تيار صرخة وطن جهاد ذبيان بـ»الإنجاز النوعي الجديد للمقاومة المتمثل بإسقاط طائرة تجسّسية للعدو بعد إنتهاكها أجواء الجنوب اللبناني»، معتبراً أنّ «هذا التطور الجديد يعني فعلياً أنّ التفوّق الجوي للعدو سقط بفضل المقاومة وقدراتها العسكرية التي باتت قادرة على خلق توازن درع ورعب».
ولفت ذبيان إلى أنّ «هذا الإنجاز الميداني الجديد للمقاومة والذي يأتي بعد عملية أفيفيم يثبت مجدّداً أنّ المقاومة أرست قواعد جديدة في الصراع، وهي باتت تمتلك اليد العليا في توقيت زمان ومكان المعركة، بينما بات العدو في أزمة حقيقية نتيجة حساباته الخاطئة وسوء تقديره بينما المقاومة باتت قادرة على فرض شروطها في الميدان».
ورأى تيار «الفجر» أنه «بإسقاط الطائرة الصهيونية المسيّرة فوق بلدة رامية الجنوبية تكتمل حلقة الردّ الأولية على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، وتكتمل معها ملامح الخيبة اللاحقة بالقيادتين السياسية والعسكرية للكيان الصهيوني، وتصبح الوعود التي أطلقتها قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان مستوفاة لسائر شروطها ومستلزماتها، ما يجعل المحاولة الصهيونية لتعديل ميزان القوى القائم محاولة فاشلة، حيث تمّ التأكيد، من خلال عملية المقاومة قرب بلدة صلحا المحتلة في الأسبوع الماضي ومن ثم إسقاط الطائرة المسيّرة، على أنّ الدرع الذي نسجته المقاومة الإسلامية والذي يحفظ لبنان من أيّ اعتداء محتمل ما زال متيناً وقادراً على ردع الصهاينة وآلتهم الحربية المدعومة أميركياً».
واعتبرت «جبهة العمل الإسلامي» في بيان أنّ إسقاط الطائرة «الإسرائيلية» «يعبّر من جديد عن مدى صدقية المقاومة في التصدي للعدوان الإسرائيلي ومنعه من استباحة سماء لبنان وأجوائه، وأتى ليؤكد على حق لبنان جيشاً وشعباً ومقاومة في الدفاع عن أرضه وبحره وسمائه، وليؤكد أيضاً منع العدو الصهيوني الغاشم من تغيير قواعد الاشتباك وإلزامه بها وبتوازن الردع». وأشارت إلى «أنّ هذا الفعل المقاوم الجديد هو انتصار للبنان ولشعبه، وعلى اللبنانيين جميعاً حماية ظهر المقاومة لأنها تمثل اليوم القدوة الحقيقية في مواجهة العدو ومنعه وردعه من العدوان والتمادي في غيه وطغيانه وعنجهيته».
وهنأت «حركة الأمة» «مجاهدي المقاومة الإسلامية على إنجازهم النوعي الجديد».
وأضافت «إذا كان العدو قد خرق آلاف المرات القرار 1701، من دون أن نسمع من مدّعي السيادة ولو مرة استنكارهم لهذه الخروق، فإنه كان لافتاً خوفهم على هذا القرار بعد عملية صلحا المحتلة، علماً أنّ التجربة التاريخية أكدت أنّ المقاومة هي التي حرّرت الأرض ودحرت الاحتلال وليست القرارات الأممية التي ظلت معلقة لصالح العدو، ومن دون أيّ تطبيق».
وختمت الحركة بيانها بالتأكيد «أنّ المفاجآت لن تقف عند حدود إسقاط المسيّرة الصهيونية، فلننتظر المزيد من مفاجآت المقاومة الباسلة، وفي نهاية المطاف لقد انتهى الزمن الذي تعتدي فيه إسرائيل ولا تتلقى رداً».