رئيس الجمهورية أمام زواره: سنكمل مسيرتنا بمحاربة الفساد وسنخرج من الوضع الصعب بإرادتنا ولبنان لن يسقط
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «أننا سنستخدم كل الوسائل التي لدينا من اجل انقاذ لبنان من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يجتازه، ولن نسمح بسقوط لبنان وإن كانت الازمة صعبة، ألا اننا ملزمون بالنجاح في عملية الانقاذ»، مشدداً على ان «الاقتصاد المنتج يؤدي الى دعم الليرة اللبنانية ومن المستحيل دعمها بالديون»، مشيراً الى انه اعتمد دائماً «الحقيقة عند مخاطبة اللبنانيين الذين لطالما وثقوا بي».
وشدد على انه اعتاد المواجهة «لأنها تجعلنا ندرك حقيقة الوضع والخروج معاً الى الاستقرار المطلوب»، معتبراً أنه «لكل خطر طريقة لمواجهته، والمطلوب اليوم العمل من اجل معالجة خطر العجز في الموازنة والعمل على تخفيضه وإحداث تغييرات بنيوية في الاقتصاد اللبناني من خلال تشجيع القطاعات المنتجة وتطويرها»، لافتاً الى ان «العجز الذي نعاني منه ناتج بمعظمه عن زيادة نسبة الانفاق على نسبة الإنتاج».
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، وفداً من مدرسة الأب ميشال خليفة في الفنار برئاسة الاستاذ مارون خليفة، أتى لشكر رئيس الجمهورية على ايفاده امين سر «تكتل لبنان القوي» النائب ابراهيم كنعان ممثلاً له في احتفال المدرسة بعيدها الستين، ناقلا دعمه للمدرسة واسرتها.
ودار حوار بين اعضاء الوفد ورئيس الجمهورية حول مختلف الاوضاع التي يشهدها لبنان، وأكد عون انه بطبيعته «لا أخاف وقد اعتدت على تحمل العديد من المسؤوليات التي تدفعني التهديدات التي تحيط بها الى اتخاذ موقف قوي للدفاع عنها»، وقال: «أنا لا أحب التراجع بل العمل من أجل إنقاذ الوضع»، مضيفاً «ان القوة فرضت علينا أمراً واقعاً في تسعينيات القرن الماضي، لكن مقاومتنا سمحت لنا بالمطالبة باستقلالنا، وقد ناضلت مدة 15 سنة في سبيل استرداد سيادة لبنان واستقلاله. وعندما عدت الى لبنان وجدت الاقتصاد في حالة مزرية وقد ترتبت علينا ديون كثيرة».
ورأى عون «ان لبنان وطن منهوب ولكننا سنكمل مسيرتنا من أجل تنظيف البلد ومحاربة كل اشكال الفساد فيه».
وردا على سؤال، رأى ان «النظام الديموقراطي يبدأ من الشعب ويقوم على قبول الآخر أياً كان واحترامه، اضافة الى احترام معتقداته السياسية والدينية والفكرية، الأمر الذي يؤدي الى قيام احترام متبادل»، مشيراً الى ان «الحق بالاختلاف ساهم في تطوير العالم وابتكار الامور الجديدة، اضافة الى وجوب احترام حرية التعبير. هذه المقومات مجتمعة تؤدي الى تطوير المجتمع من خلال دعم مقومات الحياة السياسية والاقتصادية وازدهار المجتمعات».
وكان خليفة ألقى في بداية اللقاء كلمة، شكر فيها الرئيس عون على استقباله الوفد، وقال: «شرف كبير وفخر لا يُضاهى، ان لبيتم طلبنا اللقاء بكم، وحققتم الرغبة التي انتظرناها حيث نستمد من حكمتكم وصبركم ودرايتكم وتضحياتكم ما يثلج القلوب ويريح العقول، ويطمئن الى ان لبنان في ظلكم هو لبنان القوي الذي يتحدى كل من وما تسوّله نفسه ان ينال منه».
الى ذلك كانت للرئيس عون لقاءات ديبلوماسية واقتصادية واستقبل سفير ايطاليا ماسيمو ماروتي واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الأخيرة ومجالات التعاون بين لبنان وايطاليا، في ضوء مداولات مؤتمري «سيدر» و»روما 2» والدعم الذي تقدمه ايطاليا للبنان.
والتقى سفيرة تشيلي مارتا شلهوب في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامها الديبلوماسية في لبنان بعد تعيينها مديرة عامة للمراسم في بلادها. وتمنى لها عون التوفيق، ومنحها وسام الارز الوطني من رتبة ضابط أكبر تقديراً للدور الذي لعبته في تطوير العلاقات اللبنانية – التشيلية.
واستقبل بحضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، بول رافاييل وفراس ابي ناصيف من الجمعية العالمية للمسؤولين اللبنانيين التنفيذيين في الحقلين المالي والمصرفي «Life» اللذين اطلعا الرئيس عون على نشاطات الجمعية في لبنان والخارج والدور الذي يمكن أن تلعبه في المساهمة بإنعاش الاقتصاد اللبناني وتطويره، لا سيما من خلال الكفاءات اللبنانية المنتشرة في العالم.