العراق والمرجعية

ـ بمعزل عن صفتها الدينية ومكانتها المعنوية، وهما رصيد كبير لمرجعية النجف، وتاريخها الجامع بين مكونات العراق طويل، ودورها في ريادة المواقف الوطنية بوجه المستعمر حي في الذاكرة.

ـ الأمر الجديد في دور المرجعية هو ما تظهره من حال تمكّن بقواعد علم الإجتماع السياسي، وما تبطنه من امتلاك عقول وخبراء يستطيعون توقيت التدخل المرجعي وإنسحابه، ويحدّدون سقف التدخل ومضمونه، وهذا ما أظهرته مواقف المرجعية من الإنتخابات والقوائم والتحالفات.

ـ العبقرية السياسية العصرية التي تظهرها مبادرات المرجعية تتجلى في مبادرتين تاريخيتين أنقذتا العراق من الهلاك، الأولى يوم دقت داعش أبواب بغداد وتهاوت حصون الجيش العراقي أمامها، فهبّت المرجعية تطلق النداء لتشكيل فرق الحشد الشعبي الذي صار اليوم رقماً صعباً في قوة العراق واستقلاله، والثانية اليوم مع استعصاء يتفاقم دموياً بين الحكومة والشارع، والالتباسات المتعددة المحيطة بظروف الصدامات الغامضة والعدد الكبير من الشهداء، تخرج المرجعية بحلّ مبتكر هو الدعوة لتشكيل لجنة الحكماء.

ـ لجنة حكماء مشهود لهم بالمعرفة والخبرة والنزاهة من خارج السلطة، يتولون لقاء المتظاهرين وسماعهم، ومن ثم يعكفون على وضع برنامج عمل واضح ومحدّد على المستويات الإجرائية والتشريعية والقضائية تللتزم السلطات كلّ في مجال إختصاصها تنفيذ ما يخصّها منه.

ـ الذين يحركون الشارع والذين يمسكون السلطة لا يمكلون القدرة على رفض دعوة المرجعية وإلا أدينوا بتهمة نية التخريب ولاحقتهم لعنة حب العراقيين للمرجعية وانتظامهم وراء مبادراتها على تنوع طوائفهم وأعراقهم.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

Back to top button