الأسد: سورية ستردّ على العدوان التركي عبر كل الوسائل المشروعة المتاحة
أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن سورية ستردّ على العدوان التركي عبر كل الوسائل المشروعة المتاحة.
وخلال استقباله فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي حاملاً رسالة من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أكد الأسد أن «الأطماع الخارجية بدول منطقتنا لم تتوقف عبر التاريخ، والعدوان التركي الإجرامي الذي يشنه نظام أردوغان على بلدنا حالياً يندرج تحت تلك الأطماع مهما حمل من شعارات كاذبة فهو غزو سافر وعدوان واضح ردّت سورية عليه في أكثر من مكان عبر ضرب وكلائه وإرهابييه وستردّ عليه وتواجهه بكل أشكاله في أي منطقة من الأرض السورية، عبر كل الوسائل المشروعة المتاحة».
بدوره، أكد الفياض أن «البلدين مستمران في عملهما المشترك على مختلف الأصعدة بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين العراقي والسوري ويحقق الأمن والسلام للبلدين».
إلى ذلك، أفادت «سانا» بأن الرسالة العراقية تمحورت حول سبل تطوير العلاقات بين البلدين والارتقاء بالتنسيق القائم بينهما إلى مستويات أعلى ومجالات أشمل، سواء في قضايا مكافحة الإرهاب أو أمن الحدود في ضوء التطورات الأخيرة، إضافة للتعاون الاقتصادي وفتح المعابر بين سورية والعراق.
هذا، وجدّدت وزارة الخارجية السورية، أمس، رفضها المطلق وإدانتها الشديدة للعدوان التركي السافر والتدخل في الشؤون الداخلية السورية.
وأكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية أنه «رغم سيل الإدانات الدولية لا يزال نظام أردوغان متعنتاً في عدوانه السافر على سورية ويزرع الموت والدمار في انتهاك فاضح لكل القوانين والأعراف الدولية. الأمر الذي يظهر إلى العلن الوجه الحقيقي لنظام أردوغان الفاشي».
وقال المصدر إن هذا «العدوان التركي الغادر وليد الأطماع التوسعيّة والأوهام البائدة لنظام أردوغان يؤكد أنه في مصاف المجموعات الإرهابية التي قدم لها مختلف أشكال الدعم».
وأضاف أن الجمهورية السورية إذ «تجدد رفضها المطلق وإدانتها الشديدة للعدوان التركي السافر والتدخل في الشؤون الداخلية السورية، فإنها تؤكد تلاحم السوريين كل السوريين ووحدتهم أكثر من أي وقت مضى تحت راية العلم الوطني في التصدي للعدوان التركي الغادر والحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً وحماية سيادتها وقرارها الوطني المستقل وعدم السماح لأي كان بالتدخل في الشأن الوطني السوري».
وتابع المصدر أن «المجتمع الدولي برمّته مطالب بالاضطلاع بمسؤولياته في الضغط على نظام أردوغان لوضع حد لعدوانه على سورية وتحميله كامل المسؤولية عن الآثار المترتبة عليه وإرغام النظام التركي على الإقلاع عن سياساته التخريبية التي تشكل تهديداً للأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم».
وفي سياق متصل، اعتبر مجلس الأمن الروسي أن العملية العسكرية التركية في سورية لن تستمر لمدة طويلة، مشيراً إلى وجود خطر اندلاع اشتباك بين الجيشين التركي والسوري نظراً لتواصل الأعمال القتالية.
وقال النائب الأول لسكرتير مجلس الأمن الروسي، يوري أفيريانوف، في تصريح صحافي أدلى به أمس: «على ما يبدو، لا تنصّ الأهداف التي يحددها الأتراك، برأيي، على وجود طابع مستمر للأعمال القتالية».
وأوضح أفيريانوف، رداً على سؤال حول ما إذا كان يوجد أي احتمال لاندلاع اشتباك بين القوات التركية والسورية بسبب العملية الجارية شمال شرق سورية: «أعتقد أن مثل هذا الخطر موجود دائماً في أي نزاع».
وكرر البيت الأبيض تهديده بتوسيع العقوبات ضد تركيا «لإبقائها داخل الحدود»، في تهديد موجه تزامناً مع لقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع نائب الرئيس الأميركي، مايك بينس، حول سورية.
وقال مستشار البيت الأبيض للشؤون الاقتصادية، لاري كودلو، في تصريح لقناة «CNBC» الأميركية، أمس: «سنقوم باستخدام العقوبات، ويمكننا اللجوء إلى مزيد من العقوبات لإبقاء تركيا داخل الحدود».
ويأتي هذا التهديد بعد دقائق من انطلاق لقاء بين الرئيس التركي ونائب الرئيس الأميركي في أنقرة، بشأن العملية العسكرية التي تنفذها القوات التركية شمال شرق سورية ضد «قسد»، المتحالفين مع الولايات المتحدة في إطار الحرب على تنظيم «داعش» المصنف إرهابياً على المستوى الدولي.
ميدانياً، كشف مصدر طبي في المشفى الوطني في مدينة الحسكة عن وصول حالات عدة لأشخاص مصابين بحروق شديدة مساء الأربعاء، يرجح أنها بسبب أسلحة مذخرة بـ «مواد كيماوية» لم يتم التعرف على ماهيتها.
ونقل عن مصدر طبي في المشفى، تأكيده وصول «حالات عديدة من الأشخاص المصابين بحروق شديدة مساء الأربعاء ناتجة عن القصف التركي على مدينة رأس العين شمالي الحسكة، والحروق – على ما يبدو – سببها أسلحة فيها مواد كيماوية غير معروفة ماهيتها».
وتابع المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته بأن: «قلة الإمكانيات الطبية والتحليلية في المشفى، لم تسمح بتحديد نوع المادة التي أدت لحدوث هذا النوع من الحروق الغريبة، ولكن المؤكد أنها مواد محرمة الاستخدام دولياً تبعاً لتأثيرها الكبير».
وبين المصدر بأن «أغلب الإصابات التي استقبلها المشفى أمس ناتجة عن استخدام الجيش التركي جميع أنواع الأسلحة الثقيلة وهي من الحالات الخطيرة».
وتتعرض أحياء مدينة رأس العين في شمالي الحسكة لقصف جوي ومدفعي وصاروخ عنيف من قبل الجيش التركي لليوم التاسع على التوالي.
واتهمت مصادر «قسد» قوات الجيش التركي استخدام الفوسفور المحرّم دولياً، إضافة لمنع الجيش التركي دخول سيارات الإسعاف إلى المدينة لمعالجة الجرحى حيث تقصف الطائرات الحربية مداخل المدينة وهي ما يعتبر مخالفاً للقوانين والأنظمة الدولية.
وناشدت «قسد» المجتمع الدولي، العمل على فتح ممر إنساني لإجلاء الحالات الطارئة من مدينة رأس العين السورية التي تتعرّض لهجمات تركية.
وقالت: «نطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وجامعة الدول العربية وروسيا الاتحادية والتحالف الدولي بالتدخل العاجل لفتح ممر إنساني آمن لإجلاء الضحايا والجرحى المدنيين المحاصرين في مدينة رأس العين». وأضافت: «نطالب المجتمع الدولي وروسيا بإيقاف العدوان لمنع حدوث مجازر وإبادة بحق المدنيين».
وكثفت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها الإرهابيون عدوانها على الأراضي السورية مستهدفة بعدد من قذائف المدفعية والغارات الجوية الأحياء السكنية والبنى التحتية في قرى وبلدات عدة في ريف الحسكة وحاصرت مدينة رأس العين بالريف الشمالي الغربي.
وذكر مراسل سانا في الحسكة أن العدوان التركي ركز اعتداءاته بكثافة على مدينة رأس العين، مستخدماً كل صنوف الأسلحة في قصف أحيائها السكنية موقعاً عشرات الجرحى بين المدنيين وأضراراً كبيرة في البنى التحتية وممتلكات الأهالي دفعت المئات من سكانها للنزوح خارجها هرباً من وحشية القصف.
وأشار إلى أن عمليات القصف طالت أيضاً قرى عالية والسوسة والحويش والأسدية والدردارة والجهفة وحليوة وحميد ولوذي بريف رأس العين مخلفة أضراراً كبيرة في منازل المدنيين وممتلكاتهم بالتوازي مع استهداف حي علايا في القامشلي شمال شرق محافظة الحسكة بالقذائف متسبباً بتضرر عدد من المنازل والممتلكات أيضاً.
أفادت وسائل إعلام سورية رسمية، مساء الأربعاء، بإسقاط طائرة تركية مسيرة في محافظة الحسكة في شمالي سورية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا»، أنه تم «إسقاط طائرة مسيرة لقوات الاحتلال التركي في قرية مجيبرة زركان بريف ناحية تل تمر في محافظة الحسكة».
وتصدت وسائط الدفاع الجوي السوري خلال السنوات الأخيرة لهجمات أميركية وإسرائيلية بالطائرات والصواريخ على عدد من المواقع في مناطق مختلفة في سورية والتي كانت تأتي بالتزامن مع الانتصارات التي يحققها الجيش السوري في حربه على التنظيمات الإرهابية في محاولة لرفع معنوياتها المنهارة أمام تقدم الجيش.