الأمطار لم تمنع استمرار الحراك الشعبي والجيش يفتح الطرق بعد إشكالات محدودة
لليوم السابع على التوالي، ورغم الأمطار الكثيفة التي هطلت أمس، تواصل الحراك الشعبي في العديد من المناطق، عبر اعتصامات وقطع العديد من الطرق الرئيسة التي أعاد الجيش فتح بعضها وسط اعتراضات للمحتجين.
وكان المتظاهرون توافدوا إلى وسط بيروت ونفذوا تجمعات في مناطق عدة في الشمال والجنوب، للمطالبة بمحاسبة ناهبي المال العام واسترداد الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد والمفسدين.
وواصل المتظاهرون اعتصامهم أمام مصرف لبنان في بيروت وطالبوا باستقالة حاكم المركزي رياض سلامة.
وقُطعت الطريق بين بيروت والجنوب في عدة أماكن. فيما لم يمنع تساقط الأمطار المحتجين عند ساحة إيليا من مواصلة تحركهم واعتصامهم، حيث تمّ نصب خيمة عند المنصة وبقي المحتجون في الشارع يرفعون الأعلام اللبنانية وينشدون النشيد الوطني، وسط انتشار لعناصر الجيش اللبناني في المكان. في وقت قام عدد من الرسامين برسم لوحة وطنية على جدار مستشفى إيليا تجسّد العلم اللبناني ورمزي الكنيسة والمسجد، في رسالة بأنّ الشعب اللبناني سيبقى موحداً للحصول على مطالبه وحقه في التغيير وذلك وسط شلل الحركة في أسواق صيدا، حيث أُقفلت المحال والمؤسسات التجارية في المدينة.
وأعاد الجيش فتح طريق صيدا البحري. ولدى وصوله إلى محلة الأوّلي بالقرب من مطعم «العربي» عند مدخل صيدا الشمالي اعترضه المحتجون وحصل هرج ومرج وتضارب بالأيدي في المكان ما استدعى تدخل عناصر من مخابرات الجيش اللبناني، حيث أعيد فتح الطريق. وقد أصيب عدد من الأشخاص في الإشكال نقلهم الصليب الأحمر اللبناني إلى مستشفى حمود الجامعي.
وتمكنت وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي من تطويق إشكال حصل قرب السراي الحكومي في النبطية بين المحتجين وشبان وتسبّب بوقوع عدد من الجرحى. وعملت وحدات الجيش وقوى الأمن على ضبط الوضع وتخفيف الاحتقان القائم.
وفي صور اقتصرت أعداد المعتصمين عند دوّار العلم على الذين باتوا ليلتهم في خيمتين نصبتا في المكان، في وقت كان شبان يقطعون منذ الصباح عدداً من الطرق وعمل الجيش على إعادة فتحها.
وانطلقت تظاهرة نحو مصرف لبنان فرع صور ، فيما انتشر الجيش والقوى الأمنية بكثافة حول المبنى.
وأقدم عدد من الشبان في الحراك الشعبي على قطع الطريق عند مفرق العباسية صور لبعض الوقت، وقد تدخل الجيش وعمل على فتحها.
واستمرت الطريق الدولية التي تربط البقاع بالجنوب عند نقطة مفرق ميمس وعند مفرق سوق الخان مقطوعة بالكامل بالأتربة.
وقد نفذ المحتجون اعتصاماً أمام الدوائر الرسمية في حاصبيا، ومنعوا مسؤولي المكاتب والموظفين من الدخول إلى مكاتبهم، وشمل الإقفال مبنى قائمقامية حاصبيا، مكتب مأمور النفوس، مكتب المالية، البريد، وزارة الزراعة، شركة الكهرباء، شركة المياه، الضمان الاجتماعي ومجلس الجنوب.
وقطع محتجون طريق مدخل الهرمل بالأتربة والعوائق ما تسبّب بعزل كامل للمنطقة، كونه المدخل الوحيد المؤدّي إلى البقاع الشمالي، وقامت قوى الأمن الداخلي بالإجراءات الأمنية المناسبة.
وتوقف العمل في سائر الدوائر الرسمية، بينما واصل العاملون في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي العمل لتسهيل معاملات المواطنين.
وتداعت مجموعة من الأهالي والهيئات والجمعيات إلى اعتصام أمام السراي الحكومي، في الهرمل، لرفع الصوت والمطالبة برحيل الحكومة.
وبادر اتحاد بلديات بعلبك، صباح أمس، إلى فتح الطريق عند دوّار دورس لجهة مدخل بعلبك الجنوبي بالاتجاهين، فتمّ رفع العوائق وكنس وتنظيف الطريق من آثار الإطارات المحروقة، بإشراف رئيس الاتحاد الدكتور حمد حسن .
ونُفذت وقفة احتجاجية في زحلة أمام السراي، في ظلّ حضور كثيف لعناصر الأجهزة الأمنية. وأعيد بعد الظهر فتح طريق ترشيش ضهور الشوير
أما طريق تعلبايا فقد أعيد اقفالها بعد مغادرة القوة المؤللة من الجيش التي عملت على فتحها بعد سبعة أيام من الإقفال.
وفي طرابلس بدأت الحشود الشعبية تتوافد منذ الصباح إلى ساحة النور لكن بأعداد قليلة، في ظلّ انتشار كثيف لقوى الامن الداخلي ووحدات الجيش عند مفترق الشوارع الرئيسية والفرعية وفي محيط الساحة.
وبعد الظهر، تزايد عدد المعتصمين بشكل كبير واستحدثوا في وسط الساحة خيماً اتقاءً من المطر رافعين الأعلام اللبنانية وقد انضمّ إليهم لبعض الوقت وفد روحي إسلامي – مسيحي شاركهم الإعتصام.
وقرّر المتظاهرون تمضية الليل في الإعتصام وعدم إخلاء الساحة.
أمّا في عكّار فقد توافدت أعداد كبيرة من المحتجين إلى ساحة الاعتصام في حلبا، رغم تساقط الأمطار، حاملين الأعلام اللبنانية، مردّدين هتافات تطالب بإعطاء عكار حقوقها. ودعا المشاركون الجيش للبقاء إلى جانبهم، مؤكدين أن لا تراجع حتى تحقيق المطالب ، رافضين الورقة الإصلاحية.
كما انضمّ إلى المتظاهرين وفد من علماء عكار أصدر بياناً، دعا الى التوحّد في طائفة واحدة لمحاربة الفاسدين، والوقوف صفاً واحداً .
واعتباراً من بعد الظهر، باتت طرق عكّار مفتوحة ما عدا ساحة الاعتصام في العبدة ومتفرّعاتها حيث بقي بعض المعتصمين فيها.
واستمرّ الاعتصام على الأوتوستراد في البترون تحت جسر المستشفى. وشهد مسلكا الأوتوستراد تظاهرة حاشدة تتخللها هتافات مطالبة باستقالة الحكومة. وواصل المحتجون عقد حلقات الدبكة على وقع الأغاني الحماسية وقرع الطبول.
وسُجل انتشار واسع للجيش اللبناني والقوى الأمنية في المكان حفاظاً على سلامة المشاركين.
وكانت جرت مفاوضات بين الجيش والقوى الأمنية والمحتجين على أوتوستراد البترون لفتحه.
وفي الجبل، بقيت الطرق الرئيسية في منطقة عاليه مقطوعة، وكذلك الطريق الدولية في عاريا عاليه – بحمدون – صوفر وجسر المديرج. كذلك أقدم عدد من المحتجين، على إقفال الطريق عند مستديرة بلدة حمانا في المتن الأعلى، التي تؤدّي إلى المديرج قرنايل – قبيع – بحمدون، وهي المرة الأولى التي تقفل فيها طريق في هذه المنطقة.
وشهد بلدات وقرى إقليم الخرّوب العديد من الاعتصامات. كما أقفلت المدارس والجامعات والمهنيات والمصارف.
وأفادت غرفة التحكم المروري أنّ الطرقات المقطوعة ضمن نطاق جونيه هي: البوار، العقيبة، الصفرا، ذوق مكايل، جعيتا، عشقوت ونهر الكلب.
ومساءً، امتلأت ساحة الاعتصام على أوتوستراد زوق مصبح – جونيه ، مع وصول المزيد من المشاركين.
وحال قطع الطرقات في المناطق دون وصول آلاف المواطنين إلى أعمالهم، كما رفعت القطاعات الصحية والنفطية والنقل العام الصوت طلباً لتسهيل التنقل.
وتوجهت قيادة الجيش اللبناني عبر حسابها على تويتر إلى المتظاهرين قائلةً الجيش يقف إلى جانبكم في مطالبكم الحياتية المحقة، وهو ملتزم بحماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيداً عن إقفال الطرق والتضييق على المواطنين واستغلالكم للقيام بأعمال شغب .
وتابعت القيادة نفتح الطرق لأجلكم ولأجل تسهيل وصول الحاجات الأساسية للمواطنين من مواد طبيّة ومواد غذائيّة ومحروقات وغيرها. جنودنا منتشرون على الأراضي اللبنانية كافة على مدار الساعة لمواكبة تحرّككم السلمي وحمايتكم في هذه المرحلة الدقيقة وهم بين أهلهم .
وأكدت أن الجيش لم يألُ جهداً في الأيام الماضية في التواصل مع كل الأفرقاء المعنيين للحؤول دون حصول احتكاك أو تصادم بين المواطنين .