اصطياد روح الله زم: 3 هكذا أفشلت مخابرات الحرس الثوري خطة الحراك في إيران..
نضال حمادة – باريس
لم يكن توقيف روح الله زم عملاً عادياً تقوم به استخبارات الحرس الثوري الإيراني. كانت العملية نوعية بكل المقاييس وكان الرجل معارضاً نشطاً وصل لمستويات وقدرات كبيرة في عمليات التحريض والتجنيد ضد نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، رغم أن والده نور الدين زم، رجل دين مؤيّد للنظام وتقول إحدى الروايات عن اعتقاله أن والده تعاون مع المخابرات الإيرانية في هذا الأمر.
وصلت يد روح الله زم الطويلة والقوية الى تمكّنه من تجنيد ضابط في الحرس الثوري يعمل في سورية واسمه محمد حسين رستمي، حيث كان الضابط يرسل لروح الله زم إحداثيات ومعلومات عن مواقع الحرس الثوري في سورية مقابل أموال كان زم يحولها للضابط والتي كانت مبالغ كبيرة تدل أن جهاز مخابرات دولة يتولى تمويلها وليس روح الله زم، كما وصلت يده إلى عمليات التحريض على القتل والتظاهر والدعوة لإسقاط النظام عبر قناته على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام. وبلغت أعداد متابعيه ملايين عدة من المتابعين.
حصل روح الله زم على الجنسية الفرنسية وظهرت عليه علامات الثروة سريعاً، وأصبح قطب المعارضة الإيرانية في فرنسا وأوروبا، ولبّى دعوات من منظمة أيباك لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية في أميركا وأصبح معتمداً لتمثيل هذه المعارضة في أكثر من موقع نفوذ في الغرب.
لعب روح الله زم دوراً أساساً في التظاهرات التي شهدتها إيران خلال شتاء 2018 عبر راديو أمد نيوز الذي يديره، ما جعله الهدف الأساس للمخابرات الإيرانية.
تقول الرواية الأكثر واقعية أن مساعدة له في راديو أمد نيوز وتدعى شيرين نجافي كانت تعمل مع مخابرات الحرس الثوري الإيراني، أقنعته بالذهاب إلى العراق بحجة زيارة الأماكن المقدسة، ومن هناك يمكن له إدارة حملة تظاهرات كان زم يُعدّ لها في شتاء 2019. كان رأي شيرين نجافي أن سبب فشل مظاهرات العام الماضي كان بسبب وجود زم في فرنسا، وبالتالي تجب الإقامة قرب إيران جغرافياً.
اقتنع زم وطلب فيزا عراقية عبر تقديم جواز سفره الفرنسي، اعترضت المخابرات الفرنسية على قرار زم السفر الى العراق، لكنه أصرّ، واستحصل على الفيزا العراقية، سافر الى الأردن. ومن هناك سافر الى النجف في العراق حيث اختفى هناك وظهر بعدها معصوب العينين على التلفزيون الإيراني محاطاً برجال مخابرات الحرس الثوري.
كشف روح الله زم عن كنز من المعلومات منها ضابط الحرس الثوري محمد حسين رستمي المتعامل مع المخابرات الأميركية. كما كشف عن تعامل 17 شخصية في إيران مع وكالة الاستخبارات الأميركية ودورهم في تمويل وإشعال التحركات والمظاهرات عام 2018، ومن الأمور الخطيرة التي كشفها زم خطة لتحريك مظاهرات شعبية في إيران مع قدوم الشتاء، كما قدم معلومات عن مجموعات عراقية أجرت تدريبات عنده في استخدام القوة الناعمة تشمل عمليات تحريك الشارع واستعمال الشعارات وطرق التواصل مع المحيط، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتشير مصادرنا الى مساعدة قدّمها زم ساعدت في كشف الكثير عن طرق عمل شبكات تحريك الشارع. وتكمن الأهمية الكبرى لتوقيف مخابرات الحرس الثوري لهذا الرجل في هذا التوقيت أنها أعطت دفعاً معنوياً لكل دول المحور الإيراني التي تتعرض لاضطرابات وتظاهرات شعبية تطالب بإسقاط النظام في العراق وبدأت بالتصويب على سلاح حزب الله في لبنان.
غداً الجزء الرابع والأخير: الغاز مقابل الغذاء.. كيف سيواجه حزب الله خطة الحصار الأميركي المقبل؟
ويضيف راضي، أقنعته بعد ذلك بإجراء حوار مع السيستاني في العراق، واقتنع بالفكرة بالرغم من معارضة مقربين له.
رفضت الاستخبارات الفرنسية فكرة سفره إلى العراق ونصحته بالتخلي عنها لخطورتها على سلامته، لكنه تشبث بالذهاب، يؤكد المصدر نفسه.
وعلى أثرها سافر إلى الأردن، ومنه دخل مدينة النجف العراقية ليجد نفسه في قبضة رجال الاستخبارات الإيرانية الذين نقلوه إلى إيران