«تايمز»: السعودية وتركيا تتقاربان بسبب تجاهل أميركا للمنطقة

قالت صحيفة «تايمز» البريطانية، إن لقاء العاهل السعودية سلمان بن عبد العزيز، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، مثّل صورة واضحة لتعميق العلاقات بين البلدين.

وأشارت «تايمز» إلى أن البلدين اللذين كانا على النقيض في الماضي، أصبحا في خندق واحد، خشية من إيران ما بعد العقوبات، والفوضى في الشرق الأوسط بسبب الأزمة السورية، وابتعاد الولايات المتحدة عن المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن سونير كاجابتاي، مسؤول البرنامج التركي في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، قوله إن التقارب التركي السعودي في المصالح والسياسات لا يمكن مقارنته بأيّ تقارب تركي مع أي حليف آخر، إقليمي أو دولي، واصفاً إياه بأنه أهم علاقة بنتها تركيا.

وتراجعت علاقات الولايات المتحدة مع تركيا، عضو الناتو وأحد أقرب الحلفاء إلى أميركا في الشرق الأوسط، وقد غضب الرئيس التركي من انتقاد الرئيس الأميركي باراك أوباما له حول حرية الصحافة، وبسبب موقفه من حربه المتصاعدة مع الأكراد جنوب البلاد.

واجتمعت كل من السعودية وتركيا حول الصمت الأميركي إزاء الأزمة السورية.

وأشار ديفيد لوغان، السفير البريطاني السابق في تركيا ورئيس المعهد البريطاني في أنقرة، إلى أن الأتراك والسعوديين يشعرون بأنهم يواجهون حقيقة أنهم يخسرون التأثير مع الولايات المتحدة.

وأطلقت تركيا مع السعودية برنامجاً طموحاً لبناء مساجد في أكثر من عشر دول، من فيجي إلى كوبا الشيوعية، سعياً إلى تقديم أنفسهم كقوة إسلامية في العالم.

وكان أبزر مساجد هذه الحملة، المسجد الذي افتتحه أردوغان في ولاية ميريلاند الأميركية، بتكلفة 71 مليون جنيه إسترليني 100 مليون دولار تقريباً. ، وتدير هذا البرنامج منظمة قوية تعرف بِاسم «ديانت»، وهي وزارة الشؤون الدينية التي أوجدها الرئيس العلماني مصطفى كمال أتاتورك عام 1924 مع تأسيس الجمهورية، للحدّ من سلطة الدين في السياسة، لكنها أصبحت في عهد أردوغان أداة لتعزيز التأثير التركي، بميزانية سنوية تصل إلى أكثر من مليوني مليار دولار أميركي.

ويرى محللون، بحسب صحيفة «تايمز»، أن تمدّد «ديانت» والتحالف مع السعوديين، ارتباط براغماتي سياسي أكثر من كونه دينياً أيديولوجياً.

إلى ذلك، قال أزجر كوركماز، مدير تحرير صحيفة «حرييت» التركية، إن أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم كانا يقولان للناس إن تركيا قوة عالمية وقائدة طبيعية في المنطقة، وقد كانت القوى الغربية تسعى إلى منعها من استخدام سلطتها لتحرير المسلمين.

ورأى كوركماز أن بناء المساجد طريقة لإثبات هذه القيادة، كما أنه محاولة للحصول على قوة ودعم سياسي من القوى الإقليمية، وليس مهمة دينية، بحسب قوله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى