الوقت الحاسم

أين يكون البشر عندما تنتهي الحياة ويسقط القناع عن الحقيقة؟

أين يذهب الخوف الساكن في موطني منذ سنين؟

اليوم، تنطوي السجلات ويأبى القلم أن يكتب تاريخي. وتهزّ الرياح خبايا نفسي وتتألم الدموع لمفارقة جفني. ويمضي الحزن بعيداً عنّي يسابق الطير المسافر من ينابيع حرّيتي.

اليوم، تتجافى أفكاري عن مضاجعة عقلي. ويلوح الأمل هناك أين يرقد جسدي. وتنطفئ ظنوني ويُقتَل شكّي بين ضلوعي. وينحني العمر باكياً السنين ويذوب الجليد داخل عروقي. ويباعد بين جسدي وروحي القدر. وينكشف الحق وتجفّ الدماء وينقطع الكلام.

الوقت الحاسم قد أتى، لتنتهي العصور والقصور. وتمضي روحي بسلامٍ تغازل حرّيتي الأبدية. لا ملل بعد الآن، فما أصبحت أملك نفسي. بيني وبين قلبي حنين ابتسامة وأنين.

لا، لا تحزن يا صديقي، ما عدت مسافرةً بين ربوع خيالي. وما عاد قلمي يبحث عنّي بين خبايا سطورٍ تكتبها السنون.

فوزية بن عبد الله

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى