دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
على مدخل أحد المحلّات التجارية الضخمة في طرابلس، وفي وقت بدأتِ الشمس فيه بمغادرة المدينة، يستوقفك طفل جميل المحيّا، حسن الهندام، لم يتجاوز الثامنة من عمره، على وجهه ابتسامة محبّبة، وعلى كتفيه ينسدل شعر طويل، وبين يديه باقة من الورد الأحمر، وبين شفتيه سؤال كي تشتري منه وردة.
تحاول أن تقنعه، بعد أن تدفع ثمنها، بالاحتفاظ بالوردة لشارٍ آخر في رغبة منك لزيادة دخله، فيصرّ عليك بأخذها، ثمّ يركع على ركبتيه ويقدّمها لك وهو يقول:
ـ اعذرني سيّدي.. فأنا لا يمكنني العودة إلى البيت وفي يدي وردة واحدة.
ويسكت.. ثمّ يدير ظهره ليخفي دمعة محبوسة في عينيه، تاركك في لحظة من الغضب والثورة على عالم ليس للعدالة فيه مكان.