رسائل الحاج قاسم لليانكي المترنّح على بوابة المنامة…!
محمد صادق الحسيني
– ثورة البحرين لن تبقى سلمية إلى الأبد…
– اليد كانت ترفع القبضات، ستوضع من الآن فصاعداً على الزناد…
– ليس صحيحاً أنّ شعب البحرين سيظلّ يخوض معركة حرياته وحده…
– ليس صحيحاً أنّ إيران ستبقى متفرّجة على معركة حريات البحرين إلى الأبد…
– ما اعتقده آل خليفة الحلقة الأخيرة من مسلسل حراك شعب قد يكون الحلقة الأولى في مسلسل نهاية طغمة ظالمة…
– يخطئ الأميركيون والسعوديون في قراءتهم مطبخ صناعة القرار في إيران…
– كما أنّ بشار الأسد لا يزال خطاً أحمر بالنسبة لطهران، فإنّ عيسى قاسم خط أحمر كذلك…!
هذه هي باختصار رسائل الحاج قاسم سليماني لليانكي الأحمق المترنّح هو وتوابعه في المنطقة، عبر تصريحاته التي تناول فيها تطورات ملف البحرين…!
وهي متفق عليها في طهران كلها من ألفها إلى يائها، ومن حرسها الثوري إلى وزارة خارجيتها، ومن شعبها إلى حكومتها، ومن جامعاتها إلى حوزاتها الدينية، ومَن يفكر غير ذلك فسيرى ما سيذهله في الآتي من الأيام…!
فما أعلنه الحاج قاسم سليماني ليس مقالة صحافي إيراني، ولا تحليل خبير في الشؤون الاستراتيجية في طهران، بل هو رأس الرمح المسدّد لولاية الفقيه وصاحب الكلمة الأهمّ والأساس في عملية صناعة القرار الإقليمي الإيراني…
وعندما يصدر إعلان كهذا عن قائد فيلق القدس التابع لقيادة حرس الثورة الإسلامية، والذي يعمل تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، والذي هو الولي الفقيه الإمام السيد علي الخامنئي، فهذا يعني ما يعني:
1- أنّ الإقدام «الأبله» – كما وصف في دوائر صنع القرار الإيراني – لحكومة البحرين على سلب الجنسية من آية الله الشيخ عيسى قاسم هو بمثابة وصول حكومة آل خليفة إلى الطريق المسدود مع ثورة البحرين السلمية، وأنها قد تعتقد بأنها ستكون الضربة القاضية للثورة البحرينية…!
2- أنّ ما تعتقده حكومة المنامة بأنها الخطوة الأخيرة في مسار وأد الحراك البحريني قد تكون الخطوة الأولى من مسار التحوّل الثوري باتجاه إنهاء حكومة آل خليفة…
3 ـ أنّ ما تعتقده حكومة آل خليفة بأنّ شعب البحرين سيظلّ مسالماً إلى الأبد هو من باب أضغاث أحلام، فيكفي أن يلجأ عشرة بالمئة من شعب البحرين، أيّ نحو ستين ألفاً إلى السلاح ليواجهوا ما مجموعه عشرة آلاف جندي بحريني لينهوا المعركة لصالحهم…
4 – أنّ إيران الثورة والدولة والشعب التي لطالما أكدت على امتداد العقود الماضية بأنها نصيرة أهل الحق في كلّ ثوراتهم، لديها الوسائل والأساليب والطرق المعروفة والواضحة والبيّنة في الدفاع عن المظلومين والمستضعفين، وهي لن تترك هؤلاء في وسط الطريق، ومسارات الدعم والإسناد في لبنان وسورية والعراق وفلسطين وأيضاً في اليمن تؤكد ذلك رغم أنف المرجفين في المدينة…!
باختصار وبتكثيف عالٍ جداً:
إما أن تتراجع حكومة البحرين عن قرارها «الأبله» وتذهب لملاقاة شعب البحرين في ثورته السلمية في الوسط، وهذا أمر يبدو مستبعَداً، وإما أن تصعد كمن تأخذه العزة بالإثم، وهذا يعني بداية التحوّل في مسار الثورة البحرينية، وبداية التحوّل في موقف إيران تجاه نظام آل خليفة ومرجعيته السعودية وسيدهما الأميركي…
حكومة المنامة الآن بين أمرين أحلاهما مرّ…
وإيران التي ساهمت بحصتها المناسبة في تحويل مليارات البترودولار الخليجية والعثمانية والأميركية لدعم الإرهاب والإرهابيين في سورية والعراق واليمن إلى نفايات تنتظر من يكنسها هناك، لقادرة بقوة أكثر على منع أية حماقة لمجموع أولئك في البحرين، وهي لن تترك أصدقاءها وحلفاءها وأحباءها من المستضعفين في وسط الطريق…
بل هي تمضي معهم حتى انقشاع الرؤية تماماً وتحقق حق اليقين…