تركيا المُحتلة… كيف يدّعي أردوغان «الثورية» وهو تابع لواشنطن وتل أبيب حتى أذنيه 2/1
د. رفعت سيد أحمد
لا يزال الرئيس التركي أردوغان مستمراً في التشدّق الدائم بالثورة ودعم الثوار سواء في سورية التي حوّلها خلال السنوات الخمس الماضية إلى مستنقع للإرهاب بفضل ثواره وجماعاته الداعشية المسلحة، والتي حوّلت الوطن والدولة السورية إلى أنقاض ، أو في مصر مع «الإخوان» وجماعات الإرهاب المسلح في سيناء وعلى الحدود مع ليبيا والتي دعمها بأكثر من 10 مليارات دولار بالتنسيق مع قطر خلال السنوات الثلاث الماضية تحديداً منذ 30/6/2013 إنه يدّعي في كلّ هذه الحالات أنه يدعم الثورة والاستقلال والحرية؟ طيب.. هذه الادّعاءات، لكي تكون صحيحة ينبغي أن يكون صاحبها أصلاً يحكم بلداً مستقلاً، ويعيش مناخاً ثورياً، شريفاً، ولا يمالئ أعداء الدين تحديداً نقصد بهم الصهاينة ، أما أن يكون تابعاً ذليلاً لأميركا، وتل أبيب، فإنّ كلّ دعاويه لمساندة الثورة المزعومة في سورية ومصر تكون كاذبة ومنافقة!
وإذا ما تركنا الحقائق تتحدّث فإننا سنكتشف أننا إزاء دولة مُحتلّة اسمها تركيا يحكمها حاكم ذليل تابع لواشنطن وتل أبيب اسمه أردوغان، ومن يؤيده من ثوار مصر أو سورية المدّعين هم مثله خانعون وتابعون وإنْ ادّعوا الثورية والاستقلال، ولندع الحقائق تتكلم.
على النقيض من الصورة الوردية التي يقدّمها أردوجان عن بلده الحرّ المستقل، ويصدّقه بعض السذج أو العملاء من مدّعي الثورية فى سورية ومصر وليبيا، تقول الحقائق إنّ تركيا بلد تابع بالكامل لواشنطن، وإنه منذ عام 1969 صار البلد «سداح مداح» أمام جيش الولايات المتحدة، ففي هذا العام 1969 وقعت اتفاقية سمح بموجبها للولايات المتحدة بإقامة 26 قاعدة عسكرية بالإضافة إلى مراكز الرصد والإنذار المبكر ومراكز الاتصالات اللاسلكية وقواعد التجسس وجمع المعلومات، وكذلك التسهيلات البحرية في أهمّ الموانئ التركية. ولقد عززت الولايات المتحدة القوات المسلحة التركية بحيث أصبحت تمتلك اكبر قوة برية تقليدية غير نووية بعد ألمانيا الغربية السابقة في حلف الناتو. كما انّ موقع تركيا القريب من منابع النفط يعطيها ميزة كقاعدة جيدة للسيطرة على منابع النفط في الخليج العربي في حال نشوب حرب عجزت دويلات الخليج فيها ـ وهو متوقع جداً ـ عن الدفاع عن أنفسها، ويسمح للولايات المتحدة السيطرة على معظم الطرق الجوية والبرية المباشرة بين الأقطار العربية والدول المجاورة، وأفريقيا كما يمنحها العديد من القواعد الجوية والبحرية اللازمة لتسهيل مهمات حلف شمال الأطلسي ويجعلها قادرة على تركيز وسائط الرصد والإنذار المبكر ومحطات التجسّس لمراقبة التحركات العسكرية لدول الجوار وبخاصة سورية بعد الأحداث الجارية فيها اليوم ومن أهمّ القواعد العسكرية في تركيا كما أثبتتها التقارير الدولية عبر الثلاثين عاماً الماضية…
1 – قاعدة انجرليك: وهي من أضخم القواعد الجوية للحلف الأطلسي المقامة على الأراضي التركية وتقع على أبواب مدينة أضنه إذ أنّ تجهيزاتها من الطائرات والصواريخ وأجهزة الاتصال الرادارية المتطورة والبعيدة المدى إضافة إلى تواجد الآلاف من الجنود الأميركان والأوروبيين، وتسمح لهذه القاعدة بالسيطرة على أجواء الجزء الشرقي من البحر المتوسط إضافة إلى مهماتها المخصّصة للهجوم والدفاع، فإنها تضمّ عشرات الطائرات من أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الغرب من طراز فانتوم وغيرها. كما تتمركز فيها وحدات من القوة الجوية الأميركية التكتيكية/ F16، وتتولى هذه القاعدة بدورها مهمة تدريب الطيارين الأتراك ومن دول حلف الأطلسي المتواجدين في المنطقة من جنسيات مختلفة، وهي اليوم تقوم بتدريب العصابات المسلحة من تنظيم «القاعدة» وغيرها من الجماعات المسلحة، والتي تقاتل في سورية باسم الثورة ولكن هدفها تفكيك سورية وضرب المقاومة المعادية لـ«إسرائيل» واستبدالها بحليف جديد صديق لـ«إسرائيل» ولمشيخات الخليج ولحكام اسطنبول.
2 – قاعدة سينوب: وتقع هذه القاعدة على الشاطئ الجنوبي للبحر الأسود وتوجد فيها رادارات بعيدة المدى وأجهزة اتصال متطورة، ويديرها موظفون من وكالات الأمن القومي، ومهمتها جمع المعلومات عن نشاطات الدول القريبة من منطقة البحر الأسود ورصد تجارب الصواريخ النووية وجمع المعلومات والنشاطات البرية، وهذه القاعدة مزوّدة بأجهزة الكترونية متطوّرة حيث تلتقط رسائل الراديو الخاصة باتصالات الطائرات.
3 – قاعدة بيرنكيك: وهي مخصصة للإنذارات المبكرة، في حالة حصول أيّ هجوم صاروخي معاد. وهذه القاعدة استخدمت أثناء خلع الشاه محمد رضا بلهوي شاه إيران عن العرش، والأحداث الإيرانية التي تلت ذلك داخلياً وخارجياً بالتنسيق مع الأقمار الصناعية التي تلعب هي الأخرى دوراً في مجال الاتصال والمراقبة، وتقع على بعد 30 كيلومترا شمال ديار بكر، وهي تستخدم اليوم ضدّ المقاومة العراقية والجيش العربي السوري والتخديم على «إسرائيل» في صراعها مع حزب الله في الجنوب اللبناني.
4 – قاعدة كارنمابردن: وتقع على الجانب الشمالي من بحر مرمرة وهي قاعدة لخفر السواحل وفيها محطة لتوجيه الملاحة البحرية عن بعد، مهمّتها مساعدة سفن الأسطول السادس على تحديد مواقعها بدقة.
5 – قاعدة ازمير الجوية: وتستخدم هذه القاعدة للدعم الجوي وتعتبر مقر القيادة البرية للجزء الجنوبي من حلف شمال الأطلسي وفيها قيادة القوة الجوية التكتيكية للأسطول السادس.
6 – قاعدة بلياري: وتقع هذه القاعدة جنوب العاصمة أنقرة وتعتبر مركزاً رئيسياً للتنصت على التجارب النووية التي تجريها روسيا سواء في البحر أو في باطن الأرض.
7 – قاعدة انقرة الجوية: وهذه القاعدة هدفها تأمين الجسور والإشراف على أجواء البحر الأسود، وفيها مركز عمليات تركي ـ أميركي مشترك…
8 – قاعدة سيلفلي: وتقع الى الشمال من أزمير وهي قاعدة جوية تكتيكية تستخدم عند الحاجة للقوات الأميركية وحلف الأطلسي.
9 – قاعدة الاسكندرونة، و يومورتاليك : وتقعان بالقرب من الحدود السورية وتعتبران من أهمّ مستودعات التموين والمحروقات وفيها 20 من مخزون الأسطول السادس من الوقود ومركز لتأمين الاتصالات الأميركية ومحطة رادارية أرضية تابعة لنظام الرصد والإنذار المبكر لحلف شمال الأطلسي الناتو .
من ذلك كله يمكن القول انّ موقع تركيا الاستراتيجي له أهمية كبيرة لدول حلف شمال الأطلسي الناتو ، وهي أهمّ قاعدة لتدريب المنشقين والعصابات المسلحة التي تعيث فساداً ودماراً الآن في سورية باسم الثورة، والثورة بريئة مما يفعلون، وبالمناسبة القواعد العسكرية سواء التي تعمل بكامل طاقتها أو جزء منها يتمّ اليوم منذ ما سمّي بثورات الربيع العربي التي بدأت 2011 ولا تزال مستمرة في فوضاها ودمارها! هذه القواعد العسكرية يتمّ فيها أيضاً استقبال بعض الإسلاميين من أمثال أولاد حازم أبو إسماعيل و الإخوان المسلمين و داعش و لجان الإغاثة الطبية لدفعهم إلى لموت المجاني فى سورية وسيناء باسم الله والدين، والحقيقة أنهم ذاهبون لصالح واشنطن وتل أبيب!
Email:yafafr hotmail.com