خامنئي يرفض التنسيق مع واشنطن حول سورية.. وواشنطن متردّدة بشأن التعاون مع موسكو
أعلن المرشد الأعلى للثورة الإيرانيّة، السيد علي خامنئي، رفض بلاده التنسيق مع واشنطن حول القضايا الإقليميّة، ولا سيّما النزاع في سورية، معلناً أنّ إيران ستتصدّى حتى النهاية للعدو.
وفي إشارة إلى التصريحات الأميركيّة التي ذكرت أنّ الولايات المتحدة ترغب بمفاوضات وبالتنسيق مع طهران بشأن المسائل الإقليميّة، وخصوصاً سورية، قال خامنئي: «لا نريد مثل هذا التنسيق، لأنّ هدفه الرئيسيّ إنهاء وجود إيران في المنطقة»، وفق ما نشر على موقعه الرسمي أمس. وأضاف أمام آلاف الطلاب الذين استقبلهم مساء السبت على مائدة الإفطار، «انطلاقاً من واجبي الديني والأخلاقي، وطالما بقي في جسدي نفس واحد، سأقاوم أعداء الثورة الإسلاميّة».
وجدّد انتقاداته للولايات المتحدة، التي يؤكّد المسؤولون الإيرانيّون أنّها لا تحترم التزاماتها في ما يتعلق برفع العقوبات عن إيران في إطار الاتفاق النووي، ولا تقوم بما يلزم لطمأنة المصارف الدوليّة التي تخشى من فرض عقوبات عليها في حال تعاملت مع إيران، بالرغم من قرار رفع العقوبات.
وفي السّياق، بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع نظيره الأميركي جون كيري، أول أمس، سُبُل حل الأزمة في سورية، بما في ذلك التعاون الروسي الأميركي في محاربة الإرهاب هناك.
وأفادت وزارة الخارجية الروسيّة في بيان، بأنّ الاتصال الهاتفي بين الوزيرين، الذي بادر إليه الجانب الأميركي، تناول أيضاً الخطوات القادمة لرؤساء مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي الخاصة بتسوية النزاع في قره باخ، وذلك في إطار تطوير نتائج القمّة الروسيّة الأرمينيّة الأذربيجانيّة التي عُقدت في سان بطرسبورغ، في 20 حزيران الماضي.
وكشفت مصادر دبلوماسيّة أوروبيّة، أنّ واشنطن لا تزال متردّدة بشأن التعاون العسكري مع روسيا في سورية، وتتمنّى أن تكون غرفة القيادة والتوجيه تحت إشرافها في حالة التوصّل إلى مثل هذا التعاون.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الإيطالية «آكي»، أمس: «أميركا تريد قيادة العمليّات لضمان عدم استهداف سلاح الجو الروسي لفصائل المعارضة الأخرى، كما تريد أن تراقب عن قرب وبدقّة كل التحرّكات العسكريّة المرافقة لهذه الحملة العسكرية لنفس السبب، ولا تريد لروسيا أن تستغل التعاون الجزئي هذا لتحقيق أيّة خطوات داعمة للنظام السوري».
ونقلت «آكي» عن المصادر ذاتها، من دون ذكر اسمها، أنّ إمكانية اتفاق الروس والأميركيّين على تعاون عسكري محصورة بإضعاف «جبهة النصرة» في سورية، وهدفها تفتيت هذه الجبهة ودفع المنتمين إليها من السوريّين إلى مغادرتها والانضمام لفصائل عسكريّة تعتبرها الولايات المتّحدة موثوقة.
من جهته، كرّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معزوفته من أنّ الموقف الرسمي التركي اتجاه الملف السوري والحكومة السوريّة لم يتغيّر، وذلك خلال زيارته لمدينة كيليس القريبة من حدود سورية.
يأتي تصريح الرئيس التركي هذا على خلفيّة تقارير إعلاميّة غربيّة تحدّثت عن استعداد أنقرة لاتّخاذ خطوات من شأنها أن تغيّر مسار الأزمة في سورية.
وتشير التقارير إلى أنّ تركيا منذ نشوب الصراع في سورية عُرفت بموقفها المؤيّد «للمتمرّدين» الذين يقاتلون ضدّ الجيش السوري، ولكنّ المشاكل الداخليّة في البيت التركي تحثّ أنقرة على البحث عن حل وسط، مع لاعبين آخرين في الأزمة السورية مثل روسيا.
وكدليل على أنّ موقف أنقرة قد يلين في سورية، قالت صحيفة «فاينانشال تايمز»: «إنّ تركيا قد بدأت بالبحث عن تسوية قبل اعتذار أردوغان الرسمي لروسيا»، حيث ذكرت مصادر «فاينانشال تايمز» الدبلوماسيّة أنّ أنقرة تناقش القضيّة الكرديّة مع «النظام السوري» عبر قنوات اتّصال سرية، منوّهة إلى أنّ المباحثات تتمّ عبر الجزائر.
على صعيد آخر، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوماً حمل رقم 203 للعام 2016 القاضي بتشكيل الحكومة السورية الجديدة برئاسة المهندس عماد محمد ديب خميس.
ميدانياً، استعاد الجيش السوري وحلفاؤه جميع مناطق مزارع الملاح شمال مدينة حلب من الجماعات الإرهابية، وأكّدت مصادر عسكرية أنّ الجيش اقترب إلى مسافة كيلومترين من طريق الكاستيلو الاستراتيجي. وفي ريف دمشق، تقدّم الجيش السوري على المحور الجنوبي الغربي لمدينة داريا وسيطر على عدّة كتل أبنية.
ففي حلب، سيطرت وحدات من الجيش السوري على مزارع الملاح في الريف الشمالي في إطار عمليّة تطويق المدينة عبر الوصول إلى معبر الكاستيلو، حيث جاء تقدّم القوات البريّة بالتوازي مع غارات عنيفة لسلاح الجو الذي ضرب أرتال تعزيزات المسلّحين القادمة من منطقة بني زيد المتاخمة لمعبر الكاستيلو وعندان وحريتان في الريف الشمالي.
وأدّت المواجهات إلى مقتل عدد كبير من المسلّحين من حركة نور الدين زنكي، إضافة إلى سقوط عدد آخر من مسلّحي جبهة النصرة.
ومن شأن بسط السيطرة على مزارع الملاح إشغال المسلّحين المتمركزين في مدينة حريتان، ويحول بينها وبين تقدّم أيّ دعم على طريق الكاستيلو، ما يعزّز فرص الجيش وحلفائه بالسيطرة على هذا الطريق المهم.
وفي ريف دمشق، أحرز الجيش السوري تقدّماً على المحور الجنوبيّ الغربيّ لمدينة داريا في الغوطة الغربية لدمشق، وسيطر على حوالى 6 كتل بطول 450 متر وعرض 400 متر في محيط مسجد نور الدين الشهيد، إثر اشتباكات مع المجموعات المسلّحة.
وكان الجيش السوري قد أحبط مخطّطاً للمسلّحين هدفه إحداث خرق بين بلدتي داريا والمعضمية، ما دفعه إلى توسيع سيطرته في هجوم مضادّ على المحور الجنوبي الغربي من داريا بعد اعتماده على هجوم مباغت إثر تمهيد ناريّ مع استمرار العمليات باتّجاه عمق المدينة.
عزّز الجيش الأردني قدراته على الحدود مع سورية، وذلك بعد نحو أسبوع من الهجوم الدّامي الذي نفّذه تنظيم «داعش» واستهدف عناصر حرس الحدود الأردنيّ، ما أدّى إلى مقتل 7 منهم.
وشهدت المنطقة الشماليّة الشرقيّة منذ الجمعة الماضي تحرّكات عسكريّة يُعتقد بأنّها تعزيزات للجيش الأردني للمناطق الحدوديّة المحاذية لسورية، وفق شهود عيان.
وأكّد الشهود أنّ التعزيزات شملت العديد من الآليّات العسكريّة والأسلحة مختلفة الأنواع، وبيّنوا أنّ التعزيزات العسكريّة كانت كبيرة وامتدّت على الحدود الشماليّة للمملكة.