قرار وقف الصراع في الحسكة ليس بيد الأكراد
حميدي العبدالله
على الرغم من التوصل إلى أكثر من اتفاق لوقف القتال في الحسكة بين الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني، ومجموعة الأسايش الكردية، إلا أنّ جميع هذه الاتفاقات التي تمّت برعاية روسية قد انهارت وعاد القتال من جديد.
لا شك أنّ قرار تفجير الصراع في الحسكة هو قرار أميركي قبل أن يكون قراراً كردياً، وتفجير الصراع في الحسكة هو للضغط على روسيا ورداً على التعاون العسكري الروسي الإيراني ولا سيما في جبهة حلب.
طالما أنّ قرار تفجير الصراع في الحسكة هو قرار أميركي فإنه من الصعب أن يصمد أيّ اتفاق لوقف القتال إلا في حالة من اثنتين:
الحالة الأولى، أن تفشل جميع هجمات القوات الكردية وتعجز عن تحقيق سيطرة كاملة على محافظة الحسكة، وتتحوّل الحرب إلى حرب استنزاف لكلا الطرفين، الأمر الذي يصبح في غير مصلحة الأكراد وحلفائهم، لا سيما أنه تنتظرهم معارك في جبهات أخرى في مواجهة تنظيم داعش، الذي قد يستغلّ الصراع الدائر في الحسكة لاستعادة ما خسره في هذه المحافظة، وربما في محافظتي حلب والرقة. الحالة الثانية، أن تقبل الولايات المتحدة ذاتها وتتراجع عن الرغبة في إشعال جبهة الحسكة لإلهاء سورية وحلفائها في هذه الجبهة، وصرف أنظارهم وتشتيت جهودهم الساعية للحسم على جبهات أخرى ولا سيما جبهة حلب.
لا يبدو حتى الآن أنّ أياً من الحالتين موجودة، ولهذا السبب انهارت اتفاقات وقف القتال ولم تتكلل المساعي الروسية بالنجاح.
إذا أصرّ الأكراد على مواصلة القتال والسعي للتفرّد بالسيطرة على محافظة الحسكة، هل يتخذ حلفاء سورية مواقف أكثر حزماً في مواجهة الأكراد، وأيضاً في مواجهة الولايات المتحدة، وهل يبعثون برسائل قوية للردّ على هذا التصعيد؟
هذا الاحتمال قائم، ولكن من الصعب معرفة المسار الذي سوف يسلكه الردّ على التصعيد الأميركي الكردي، هل يتمّ عن طريق خطوة دراماتيكية في العلاقة مع تركيا، أم يتمّ عن طريق فتح جبهات عسكرية غير متوقعة؟ ربما هناك الكثير من الخيارات، فالأفضل الانتظار لمعرفة ماهية هذه الخيارات.