«غلوبال ريسرتش»: أردوغان… أنتَ مجرم حرب بموجب القانون الدوليّ
ترجمة: ليلى زيدان عبد الخالق
نشر موقع «غلوبال ريسرتش» تقريراً جاء فيه: اجتاحت تركيا سورية، قتلت المدنيين. وذلك بحسب «المجتمع الدولي».
غزت تركيا سورية، ناقضةً بذلك قانون نورمبرغ الدولي، بمباركةٍ من الولايات المتحدة و«المجتمع الدولي».
ووفقاً للتقارير الصحافية، فقد شارك سلاح الجوّ التركي إضافةً إلى المدافع الصاروخية بقصف معاقل «داعش» في جرابلس مدينة سورية في شمال حلب . وكان بيانٌ رسميّ تركيّ قد أشار إلى «تطهير الإرهابيين تماماً من المنطقة الحدودية مع سورية».
صفّقت وسائل الإعلام، فلدى تركيا مهمة إنسانية تقع ضمن مسؤولية عقيدة «واجب الحماية» «Responsibility to Protect R2P ».
وحقيقة الأمر، أن تركيا هي التي ترعى الإرهابيين، ثمّ تغزو سورية بحجّة حمايتها من إرهابيي «داعش». يقتفي أردوغان خطى الإرهابيين الذين صنعهم بنفسه. فالقيادة العليا التركية هي التي تدعم «داعش» وترعاه.
ومنذ بداية الغزو التركي، ارتكبت القوات التركية فظائع واسعة النطاق، ملتحفةً بعباءة مكافحة «داعش» و«القاعدة»، أي الجماعات التي تُدرَّب وتُموَّل من قبل تركيا والسعودية.
شهدت تركيا حالةً من الهياج العسكري في الشمال السوري. وكي ننعش ذاكرتنا، دعونا لا ننسى، أن الحرب ضدّ العدوانية، هي في الواقع «جرمية ضدّ السلام»، وهي ـ في نهاية المطاف ـ ما ينصّ عليه قانون حرب نورمبورغ.
وينصّ بند نورمبورغ السادس على أن «الجرائم ضدّ السلام والحرب»، يُعاقب عليها باعتبارها «جرائم تخضع للقانون الدولي». وتنحصر هذه الجرائم في: التخطيط، التحضير، البدء بشنّ عدوان أو حرب انتهاكاً للمعاهدات والاتفاقات أو الضمانات الدولية.
وتجدر الإشارة إلى أن مبدأ نورمبورغ الثالث، يشير إشارةً واضحة إلى الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، وكذلك إلى رؤساء بعض الدول ورؤساء الولايات المتحدة ودول وحكومات حلف شمال الأطلسي التي تقودها قوات التحالف.
«مَن يرتكب فعلاً يشكّل جريمة بموجب القانون الدولي، ويتصرّف كرئيس دولة أردوغان، أوباما، وغيرهما أو مسؤولاً حكومياً لا يعفيه هذا الفعل من المسؤولية تجاه القانون الدولي».
ووفقاً للحكومة السورية ووكالة الأنباء السورية «سانا»، فقد استهدفت القوات الجوية والمدفعية التركية وبالتنسيق مع المنظمات الإرهابية المسلّحة، قريتَي جبّ الكوسا والعمارنة الواقعتين جنوب مدينة جرابلس في حلب، وذلك خلال قصف عشوائيّ أدّى إلى حدوث مجزرة وسقوط 35 مدنياً، فضلاً عن عشرات الجرحى. وأرسلت وزارة الخارجية السورية في رسالتين متشابهتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، وصفاً دقيقاً للمجزرة الدموية البشعة التي ارتكبتها القوات الجوية التركية في الشمال السوري: «تدين حكومة الجمهورية العربية السورية ـ بأشدّ العبارات ـ هذه الجرائم المتكرّرة، العنفية، العدائية والمجازر التي يرتكبها النظام في أنقرة ضدّ الشعب السوري، وسيادته ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية على مدى أكثر من خمس سنوات».
ويؤكد وزير الخارجية السوري وليد المعلّم أن سورية تدعو جميع الأعضاء في مجلس الأمن إلى إدانة هذه الجرائم الجبانة، وممارسة جميع الضغوط واتخاذ التدابير الفعّالة لضمان التعافي من النظام التركي، والعودة به إلى رشده وإجباره على التخلّي عن دعمه الإرهاب او استخدامه كذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية السورية».
وعقب دخولها جرابلس، لم تطلق القوات التركية أيّ رصاصة باتجاه عناصر «داعش»، الذين تحميهم أنقرة. وما يحملنا على السخرية المريرة من هذا الواقع، دعوة هؤلاء الإرهابيين للانضمام إلى صفوف القوات التركية المحتلّة:
وأكدت الوزارة على أن المحادثات مع النظام التركي حول كيفية خروج «داعش» من جرابلس، شكّلت مدخلاً حقيقياً لعدد من المنظمات الإرهابية الأخرى إلى هذه المدينة، ما يعني أن الإرهاب يُستبدل بالإرهاب.
ويتابع الوزير المعلّم قوله: «إن الدعم المستمرّ للنظام التركي من قبل فرنسا، بريطانيا، السعودية وقطر، يشكل دعماً حقيقياً للإرهابيين، ليس فقط في سورية، بل أيضاً في جميع دول العالم».
كما دعت الحكومة السورية مجلس الأمن الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في حماية السلام والأمن العالميين، ودعوة تركيا إلى الانسحاب فوراً من الأراضي السورية، واحترام سيادة وسلامة الأراضي السورية وتنفيذ جميع القرارات الدولية: 2170 2178 2199 2253.
جنون هيلاري كلينتون… وآفاق الحرب العالمية الثالثة
كتب الدكتور بول كريغ روبرتس في موقعه الإلكتروني:
أطلق بول وولفوويتز عدداً من الأكاذيب، مفادها أن عدداً ممن يشغلون المناصب الحكومية هم المسؤولون الرئيسون عن هذا الكمّ الهائل من الموت والدمار في سبع دول. وها هو نفسه، يعلن تأييده هيلاري كلينتون ومنح صوته لها. فهل هذا يجعلنا نشعر بالاطمئنان؟
أما المفاجأة الحقيقية، فكانت إعلان وولفوويتز تفضيله دونالد ترامب. لكن، لمَ كان هذا الخبر متوقعاً؟ يقول ترامب إنه لم يكن يرى أيّ مستقبل في الصراع الذي بدأته واشنطن مع روسيا، ويشكّك ترامب في مدى جدوى استمرارية وجود حلف الناتو. تجعل هذه المواقف السلمية ترامب في خانة من يشكلون خطراً على الأمن القومي بحسب وولفويتز. ما يعني أن مرشح السلام هذا هو تهديد لعقيدة وولفويتز التي تصرّ على هيمنة الولايات المتحدة على العالم. فاستناداً إلى عقل وولفويتز المجنون، عقول المحافظين الجدد، لن يكون العالم بمأمن في أن تحكمه أميركا.
تعتبر هيلاري من دعاة الحرب، وقد تكون الأخيرة في حال تولّت سدّة الرئاسة، كما أن المزيج من الغطرسة وعدم الكفاءة الذي يهيمن على شخصيتها، يُرجّح أنه سيؤدي إلى حرب كبيرة قد تكون الحرب العالمية الثالثة. فهي التي كانت قد أعلنت في 3 تموز 2015: «أريد أن يعرف الإيرانيون أنني إذا أصبحت رئيسة، فإننا سوف نهاجم إيران… وسنكون قادرين على محوها تماماً».
ولم تكتفِ هيلاري بهذا، بل ذهبت بعيداً في تعنّتها، عندما أصرّت على وصف الرئيس الروسي بأنه «هتلر الجديد». وما من شك في أن غرورها يجعلها تعتقد أنها قادرة فعلاً على محو روسيا من على الخارطة الجغرافية للعالم أيضاً.
كذلك، فإن هيلاري هي أوّل من جلب المحافظين الجدد الصهاينة من فيكتوريا نولاند إلى وزارة الخارجية، بهدف الإشراف على مشروع انقلاب الولايات المتحدة في أوكرانيا، بحجة خلق المزيد من الدعايات الإعلامية في وجه روسيا، وإجبار خدم واشنطن الأوروبيين الموافقة على فرض عقوبات ووضع قواعد عسكرية على حدود روسيا، ما أسفر عن رفع وتيرة الخطر في ما يتعلق بمفاعلات الطاقة النووية.
يبدو هذا ملائماً تماماً مع توجهات وولفويتز. فطالما كان هذا الأخير وزير الدفاع في حكومة هيلاري، فهما سيشكلان سوياً الأشخاص المثاليين لإشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة.
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تبنّى مسؤول كبير في البنتاغون عقيدة وولفويتز. وتنصّ هذه العقيدة على أن الهدف الرئيس لسياسة الولايات المتحدة الخارجية، منع صعود نجم البلدان الأخرى التي يمكن أن تضع قيوداً على همينة الولايات المتحدة الأحادية على العالم. وهذا يعني كل من روسيا والصين. يجدر باتحاد هيلاري ـ وولفويتز أن يرعب العالم بأجمعه. فاحتمال أن توضع الأسلحة النووية في أيدي اثنين من المخبولين أمثال هيلاري ووولفويتز، هو أكثر إثارة للقلق والمخاوف مما يمكن لنا أن نتخيل.
والسؤال هو ما إذا كانت هيلاري ستُنتخب في مواجهة انتهاكاتها قواعد الأمن القومي، والتي كانت تلقى تمريرات وتسهيلات لها من أوباما الفاسد، فضلاً عن وثائقها ومؤسساتها المتعدّدة التي أسفرت عن إنتاج 120 مليون دولار، ومليون و600 ألف دولار في تأسيسها. ويبدو واضحاً للعيان أن كلينتون تستخدم المناصب العامة والرسمية لتحقيق أهدافها المعظّمة والخاصة. أهذا هو ما يريده الأميركيون؟ هل يقود اثنان ممن أصبحوا من أغنياء الكون، العالم إلى حرب نووية؟
لكن، ومع آلات التصويت الإلكترونية، لن يكون السؤال حول ما الذي يريده الأميركيون، إنما كيف تمّت برمجة هذه الآلات للإبلاغ عن نتائج التصويت. فالولايات المتحدة كانت قد أجرت بالفعل استطلاعات للرأي، باعتبارها مؤشراً موثوقاً للفائز من قبل ظهور تقنية التصويت الإلكترونية، التي أصبحت الآن تعطي نتائج مختلفة. والسرية في هذه الآلات تستقي حمايتها من «البرمجيات الاحتكارية». فلا إجراءات ورقية لهذه الآلات، ما يحول دون إعادة الأصوات.
كما أن معظم المؤسسات تعارض ترامب بشدّة، فكيف إذاً ستتمّ برمجة الآليات؟ كذلك تفعل المؤسسات الإعلامية، لذا، قد تبقى هذه الاستطلاعات موجودة، لكن إلى أيّ مدى قد تستطيع التأثير على سير العملية الانتخابية؟
نشطاء الحزب الجمهوري بدأوا بالتكشير عن أنيابهم، مدّعين أن ترامب سيكلّفهم أصوات الجمهوريين. فكيف يكون ذلك عندما يختار المصوّتون الجمهوريون ترامب من بين المرشحين؟ أليس عناصر الحزب الجمهوري هم من يقولون إنهم سيختارون مرشحهم الجمهوري من بين جميع المرشحين؟
فإذا كانوا كذلك، سيكونون مثل الديمقراطيين، الذين أنشأوا قبل بضع سنوات «المندوبين السوبر» الذين لم يخترهم المصوّتون. كما أن خلق عددٍ كافٍ من هؤلاء «المندوبين السوبر» كان كفيلاً بتأسيس قدرة لهذا الحزب على اختيار المرشحين المناسبين للرئاسة. كان يُطلق على الديمقراطيين اسم «حزب الشعب»، الذين تمكّنوا من إدهاش العالم بسبب قدرتهم على اتخاذ قراراتهم الأولى بعيداً عن الناس. وتشير معلومات كثيرة إلى أن بيرني ساندرز كان قد فاز فعلاً بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، غير أن تزوير «المندوبين السوبر» هو الذي قال كلمته الفصل في نهاية المطاف.
هذه هي السياسة في أميركا، فاسدة بالمقاييس كلّها. فقد يكون كريس هيدجيز محقاً حين قال: «لا يمكن لشيء أن يتغيّر من دون إحداث ثورة».
إن شيطنة ترامب من قبل الإعلام الداعر يبرهن أنه، ورغم الثروة التي يتمتع بها، فإنه محكوم عليه من قبل الأوليغارشية التي تشكل نسبة 1 في المئة فقط والتي تعتبر وجوده تهديداً حقيقياً لأجنداتها. فالأوليغارشية أو القلّة، لا ترامب، هم من يملكون هذه الوسائل الإعلامية. إذن، شيطنة ترامب إعلامياً تشكّل برهاناً واضحاً على أنه المرشح الذي يجدر انتخابه. فهذه القلّة تقمعنا بإجبارنا على كره ترامب، وتقمع كذلك الشعب الأميركي الذي يريد دعم ترامب.
لم تنجح شيطنة ترامب من قبل المؤسسات الإعلامية في الأوساط الجمهورية. فهل هي تقوم بذلك في الانتخابات الرئاسية. لا نعرف، لأن استطلاعات الرأي قامت بها هذه المؤسسات الإعلامية، لا ترامب نفسه.
لكن، إذا لم تنجح هذه الشيطنة في تحقيق أهدافها، ونجحت في سرقة نجاح ترامب من خلال الآلات الإلكترونية، فستكون النتيجة تطرّف الأميركيين، وهو أمرٌ سيطول أمده بلا أدنى شك. وقد تكون التوقعات حيال هذه التطورات هي السبب الرئيس في أن جميع الوكالات الاتحادية، وحتى مكتب البريد والضمان الاجتماعي، تملك الأسلحة والذخائر، وكذلك شركة «تشيني هالبيرتون» التي أنفقت ما يزيد على 385 مليون دولار لبناء مراكز احتجاز في أنحاء الولايات المتحدة.
هؤلاء الذين يتحكمون بنا، يبدو أنهم لن يتخلوا عن سلطتهم من دون التورّط في حرب عالمية. فها هو الشيطان قد استفحل دوره في الولايات المتحدة وفي سيطرته على الشعب، ويبدو أن هذا الشيطان لن يستكين.
د. بول كريغ روبرتس هو مساعد وزير الخزانة للسياسة الاقتصادية ومحرّر في صحيفة «وول ستريت جورنال». كان كاتب عمود في مجلتَي «Business Week, Scripps Howard News Service»، و«Creators Syndicate» . شغل عدداً من المناصب الجامعية. له أبحاث وكتب عدّة في الاقتصاد والسياسة.