العدوان الغادر على دير الزور: إنهم هم العدو
محمد صادق الحسيني
لا شك ولا تردد لدينا، بأنّ عملية دير الزور تأتي في إطار تقسيم الأدوار بين «البنتاغون» والخارجية والمخابرات الأميركية، وجزء من سياسة واشنطن المخاتلة والمراوغة والمخادعة والكاذبة، بخصوص ادّعائها انها تريد محاربة الارهاب.
لا شك ولا تردد لدينا، بأنّ الأميركي في عدوانه السافر على كتيبة من كتائب الجيش العربي السوري، في دير الزور، إنما جاء ليحمل رسائل بالنار، لروسيا وإيران، بأن واشنطن ما تزال تأمل في إنعاش خيار الحرب رغم تفاهماتها مع موسكو.
لا شك ولا تردد لدينا أبداً، بأن الهجوم الغادر على دير الزور، جاء في إطار أمر عمليات أميركي ضد جبهة المقاومة، بهدف تقديم غطاء ناري لـ «داعش» ضمن عملية واسعة ضد السيادة السورية.
لا شك ولا تردد لدينا، بأنّ العدوان السافر على الجيش العربي السوري، في دير الزور، يأتي في إطار الاحتلال التركي لجرابلس وما حولها. وإطار العدوان الصهيوني على القنيطرة وريفها.
وإليكم التفاصيل:
أولا: الغارات الأميركية على مواقع الجيش العربي السوري في محيط مطار دير الزور، جاءت بقرار واضح من قيادة المنطقه الوسطى، في الجيش الأميركي مركزها قطر .
وقد صدر القرار الى القوة الجوية الأميركية المشاركة في ما يطلق عليه قوات التحالف الأميركي في سورية والعراق.
ثانياً: الطائرات التي نفذت الهجوم، انطلقت من قاعدة المفرق الجوية، في الأردن.
ثالثا: هدف الهجوم هو التمهيد الناري وتقديم الاسناد الجوي لمسلحي «داعش»، الذين أعدوا للقيام بهجوم واسع على مطار دير الزور العسكري ومحاولة اقتحام دفاعات الجيش السوري هناك.
رابعا: قام الاعلام المعادي، خلال الأيام الماضية، ببث إشاعات عن هرب قائد قوة الجيش المدافعة عن المطار: اللواء زهر الدين، إلى مسقط رأسه في السويداء. وهو جزء من الحرب النفسية الممهدة للهجوم.
خامسا: هناك قرار، أو بالأحرى، أمر عمليات وتسهيلات من غرفة «الموك» في عمّان، لتسهيل سيطرة «داعش» على مطار دير الزور.
سادسا: هدف الهجمات الجوية الأميركية في مطار دير الزور، يتماهى مع هدف الطيران «الاسرائيلي» في الجولان، الذي يتمثل في زيادة الضغط العسكري على الجيش السوري، وإظهاره عاجزاً عن السيطرة على الموقف، على كل الجبهات. بدليل «قادسية الجنوب» في ريف القنيطرة والتحرك الهجومي باتجاه مواقع الجيش في معان، بريف حماة الشمالي وصولا إلى الهجوم على مطار دير الزور وجبل الثرده أمس.
كلها هجمات منسقة تديرها غرفة عمليات واحدة وبأمر مباشر من «البنتاغون».
سابعاً: لا بد من مراجعة جدية لموضوع الهدنات، أو التفاهمات الروسية – الأميركية، لأن من غير المسموح الاستمرار في مجاراة الطرف الأميركي، على حساب دماء الجيش العربي السوري. خصوصا ان الروسي يعلم، تماماً، أن كل ما يقوم به الطرف الأميركي، لا يعدو كونه مناورات لكسب الوقت، لإعادة تنظيم صفوف مسلحيه، من «داعش» إلى غيرها من المسميات. وإعادة تسليحهم، تمهيدا لجولة جديدة من الهجمات. والأميركي، بذلك، يكون منغمسا بالارهاب وليس مهملا.
وعندما تكون الامور كما ورد شرحه اعلاه.
فهذا يعني، بالضبط، أن ذلك قد حصل بناء على خطة أميركية متكاملة، تتكون من العناصر التالية:
أولا: توجيه ضربة عسكرية معنوية مفاجئة للجيش السوري وحلفائه، مستخدمين «داعش» في استغلال تأثير الصدمة التي ستصيب الجيش السوري، حسب افتراضهم. بعد الضربة الجوية الموجعة.
وهي ضربة موجعة فعلاً، إذ إنها أدت إلى إبادة كتيبة من الجيش السوري.
ثانياً: كان من المفترض، حسب الخطة، فيما لو حصل الانهيار المنشود في صفوف الجيش السوري، أن يقوم «داعش» بهجوم واسع على محورين:
– المحور الاول: هو محور المطار، بهدف السيطرة عليه بشكل كامل. وقبل أن يستطيع الجيش استيعاب آثار الضربة الجوية.
– ثانياً: تنفيذ هجوم سريع على قرية الجفره واحتلالها، تمهيداً لعمليات هجومية لاحقة، يجري تنفيذها، حسب معطيات الميدان الجديدة.
ثالثاً: الهدف الأبعد للمخطط، كان تمهيد الطريق لمسلحي «داعش» بالتمدد جنوبا والبدء بالاستعداد لشن سلسلة هجمات، بهدف إعادة سيطرتهم على تدمر وما بعد تدمر.
أما من جهتنا نحن، في جبهة المقاومة، فإننا نعيد ونكرر لصديقنا الروسي:
لا تصدّق ولا تثق بأي شئ يقوله، أو حتى يوقعه لك، الأميركي. لأن ديدنه خرق المواثيق والنكث بالوعود والغدر وعدم الالتزام بأي مقررات، حتى لو تنازلت له عن كل شيء. إنه هو العدو فاحذره.
لن يرضى عنك ولا عنا الأميركي، إلا أن ينزع آخر ما نملك من مقومات الوجود. وهذا هو طبعه الانجلو ساكسوني، منذ أن وطأت قدماه أرض أميركا اللاتينية.
لذلك، ولغيره الكثير مما خبرناه، نقول:
لا بد من نزع روحه وطرده نهائياً وأذنابه من منطقتنا، قبل أن يبادر لنزع روحنا.
بعدنا طيبين قولوا الله.