الأسد: أعداؤنا يستخدمون أقصى ما عندهم لاستمرار الحرب
أتهم الرئيس السوري بشار الأسد، الولايات المتحدة الأميركية بدعم التنظيمات الإرهابية، من خلال الغارات الأخيرة التي استهدفت مواقع الجيش السوري، في دير الزور.
وقال الأسد خلال استقباله، أمس، نائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابر أنصاري: إن الأطراف المعادية لسورية تستنفذ اليوم كل طاقاتها وإمكاناتها، من أجل استمرار الحرب الإرهابية على سورية. مضيفاً، أنه: كلما تمكّنت الدولة السورية من تحقيق تقدّم ملموس، سواء على الصعيد الميداني أو على صعيد المصالحات الوطنية، يزداد دعم الدول المعادية لسورية للتنظيمات الإرهابية.
وأشار الرئيس السوري إلى: أن آخر مثال على ذلك، كان العدوان الأميركي السافر على أحد مواقع الجيش السوري، في دير الزور، لمصلحة تنظيم «داعش» الإرهابي. لافتاً إلى أهمية الدعم الذي تقدمه إيران وروسيا ومن وصفها بـ«الدول الصديقة الأخرى»، في تعزيز صمود الشعب السوري، في مواجهة الحرب الإرهابية التي يتعرض لها.
من جانبه، أكد أنصاري تصميم إيران على المضي بتقديم كل الدعم الممكن لسورية، في حربها المصيرية ضد الإرهاب. مشيراً في الوقت نفسه، إلى: أن ما يميز العلاقات الراسخة بين سورية وإيران، هو أنها لا تقوم على المصالح المشتركة لشعبي البلدين فقط، بل على رؤى مشتركة وقراءة سياسية واعية للمخاطر التي تحدق بجميع شعوب المنطقة وفي مقدمتها الإرهاب والتطرف.
جاء ذلك في وقت، أعلنت القيادة العامة للجيش السوري انتهاء مفعول سريان نظام التهدئة، الذي أعلن اعتباراً من 12 أيلول، بموجب الاتفاق الروسي ـ الأميركي.
أضاف بيان للجيش السوري: لقد كان من المفروض أن تشكل هذه الخطوة فرصة حقيقية لحقن الدماء، إلاّ أن المجموعات الإرهابية المسلحة، ضربت عرض الحائط بهذا الاتفاق ولم تلتزم بتطبيق أي بند من بنوده.
وأكد البيان تجاوز عدد الخروقات التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة وتم توثيقها، أكثر من 300 خرق، خلال فترة التهدئة في مختلف المناطق. وذلك، باستهداف الأحياء السكنية ومواقع الجيش السوري. وأدت إلى استشهاد وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين.
وإذّ ذكرّت قيادة الجيش السوري بأنها بذلت جهوداً حثيثة لتطبيق نظام التهدئة، ومارست أعلى درجات ضبط النفس في مواجهة خروقات المجموعات الإرهابية، أكدّت عزمها وتصميمها على مواصلة تنفيذ مهامها الوطنية، في محاربة الإرهاب لإعادة الأمن والاستقرار إلى الأراضي السورية.
بدورها، أعلنت هيئة الأركان الروسية: أن التزام الجيش السوري بوقف اطلاق النار لا جدوى منه، في ظل عدم التزام المسلحين بنظام الهدنة. مشيرة إلى أن خسائر القوات المسلحة السورية، منذ بدء الهدنة، بلغت 153 عسكرياً. كاشفةً عن رصد 53 خرقاً من قبل المجموعات المسلحة، خلال يوم واحد.
وإذّ أكدّت الأركان الروسية التحام فصائل المعارضة مع جبهة النصرة» في سورية، وليس انفصالها عنها. لفتت إلى تحضير مشترك لعمليات هجومية. وقالت إن تعطيل مرور القوافل الإنسانية إلى شرق حلب تمّ لأن المسلحين رفضوا وضع نقاط تفتيش على «الكاستيلو».
في سياق موازٍ، نفت «الأركان» اتهامات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بشنّ سلاح الجو الروسي والسوري ضربات على مناطق متفق عليها.
وكان الوزير الأميركي أكد في وقت سابق، أمس، أن الهدنة في سورية لا تزال مستمرة، معلنا أن ممثلي الولايات المتحدة وروسيا يجتمعون في جنيف لتقييم الوضع. وأشار إلى أن المعونة الإنسانية كان ينبغي أن تصل إلى ثمانية مواقع داخل سورية، قبل أيام عدة، لكنها لا تزال تراوح مكانها. معتبراً أن هذا جزء أساسي من اتفاق وقف إطلاق النار، متهما دمشق باعاقة نقل هذه المساعدات.
وزعم كيري أن بلاده تعمل مع «المعارضة السورية» بهدف إرغامها على مراعاة وقف القتال. منوها بأن الاتفاقات بين روسيا والولايات المتحدة تقوم على تنفيذ خطوات محددة من قبل كل طرف، تتضمن الوقف التام لإطلاق النار ونقل المساعدات الإنسانية.
كما حمّل كيري الجيش السوري مسؤولية ما حدث في دير الزور، معربا عن اعتقاده بضرورة أن تضغط روسيا على دمشق في موضوع مراعاة نظام وقف إطلاق النار. وقال: على الروس أن يتعاملوا بجدية أكثر مع موضوع إرغام حكومة الأسد على الالتزام بوقف النار، الذي بات ساري المفعول في 12 أيلول.
من جهته، رأى وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت: أن الاتفاق الروسي – الأميركي بخصوص وقف النار في سورية هش للغاية، لكنه يبقى الأمل الوحيد لحل النزاع هناك. مؤكداً أن الاتفاق هو الأساس الوحيد الذي يمكن أن يتقدم على أساسه المجتمع الدولي. مضيفا، أنه أراد أن تشرك واشنطن وموسكو بقية مجموعة دعم سورية في خطة وقف إطلاق النار، حتى يتسنى لهم إيجاد آلية للمراقبة.
إلى ذلك، أرجئ تنفيذ اتفاق حي الوعر في حمص، أمس، إلى اليوم، بعد أن كان من المنتظر خروج ما يقارب 300 مسلح مع عائلاتهم وسلاحهم الخفيف، إلى ريف إدلب، من آخر معاقل الارهاب في مدينة حمص.
ونقلت وسائل إعلام عن مصدر سوري رفيع المستوى، تأكيده عرقلة الامم المتحدة لاتفاق حي الوعر، بذرائع واهية، بأن الأجواء الأمنية غير جيدة. معتبرا أن الأمم المتحدة تذرعت بعدم توفر الفرصة لدراسة الاتفاق، رغم أن موظفيها شاركوا بتفاصيله.