مقتل 3 أشخاص في إطلاق نار بولاية تينيسي الأميركيّة
تراجعت، أمس، حدّة الاحتجاجات التي شهدتها مدينة تشارلوت بولاية نورث كارولاينا الأميركية، بعد أن اختارت الشرطة عدم تنفيذ حظر للتجوال فرضته السلطات بعد ليلتين من أعمال الشغب التي اندلعت في المدينة بعد مقتل رجل أسود يُدعى كيث سكوت برصاص أحد عناصر الشرطة.
و كانت سلطات مدينة تشارلوت قد أقرّت فرض حظر التجوّل ليلاً على خلفية موجة الشغب، وأوضحت عمدة المدينة جنيفر روبرتس، أنّ حظر التجوال يفرض من منتصف الليل حتى الساعة الـ6 صباحاً، وسيظلّ سارياً لحين رفع حالة الطوارئ في المدينة، أو لحين إلغائه رسميّاً.
هذا، وكانت عائلة سكوت قد عرضت لقطات مصوّرة للحادثة، حيث ظهر كيث هادئاً ويتصرّف بطريقة ليست عدوانيّة، ويسير ببطء للخلف ويداه إلى جانبه عندما أطلقت الشرطة النار عليه، دون أن يتّضح إذا ما كان يحمل مسدّساً كما تقول الشرطة أم لا.
وعلى النقيض من التوتر في تشارلوت، ساد الهدوء في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما، حيث نشرت الشرطة لقطات لمقتل تيرينس كراتشر برصاص الشرطة الأسبوع الماضي بعد تعطّل سيارته على طريق سريع. واتُّهمت الشرطيّة التي أطلقت النار عليه بالقتل غير العمد من الدرجة الأولى.
وشهدت الولايات المتحدة، خلال العامين 2014 و2015، جرائم قتل ناجمة عن دوافع عنصريّة أو جرميّة فاق عدد ضحاياها بكثير عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة هجمات إرهابيّة في البلاد.
إذ أفادت إحصائيّات نُشرت مؤخّراً، بأنّ أميركا شهدت منذ مطلع العام 2014 وحتى مطلع كانون الأول الحالي، نحو 700 عملية إطلاق نار، ورجّح مكتب التحقيقات الفدرالي بأنّ واحدة منها فقط تحمل «فرضيّة العمل الإرهابي»، وهي حادثة سان برناردينو.
وتؤكّد الإحصائيّات أنّ التهديد الأكبر يتمثّل بحالات انتشار السلاح والعنصرية وعنف الشرطة التي حصدت أرواح عدد من الأميركيّين الأبرياء.
ففي آب 2014، فجّر قيام الشرطي الأبيض دارين ويلسون بقتل الشاب ذي البشرة السوداء الأعزل مايكل براون في مدينة فيرغسون بولاية ميزوري، احتجاجاتٍ شعبيّة تحوّل بعضها إلى اضطرابات.
وشهد شهر شباط من العام نفسه أسوأ جريمة كراهية عنصريّة، راح ضحيّتها الطلاب المسلمون الثلاثة من الأصول العربيّة، ضياء شادي بركات 23 عاماً ، وزوجته يسر محمد أبو صالحة 21 عاماً وشقيقتها رزان محمد أبو صالحة في تشابل هيل بنورث كارولينا.
في غضون ذلك، فتح رجل مسلّح النار في معمل بولاية تينيسي جنوب شرقي الولايات المتحدة، ما أسفر عن مقتل شخصين، وبعد اقترافه الجريمة أقدم المسلح على الانتحار، حيث صرّحت مصادر أمنيّة وإعلاميّة محليّة أنّ حادث إطلاق النار حدث في معمل للإلكترونيّات.
ويكاد لا يمرّ أسبوع من دون تسجيل حوادث إطلاق نار وسقوط ضحايا في الولايات المتحدة، ما دفع السلطات إلى النظر في مسألة حيازة الأفراد للأسلحة الشخصيّة.
وتودي حوادث إطلاق النار بحياة 68 من مجموع من يُقتلون بالأسحة في أميركا الشمالية والجنوبيّة سنوياً. وكانت هذه النسبة في حدود 66 فقط سنة 2013، حسب تقرير للأمم المتحدة، حيث يمتلك حوالى 90 من مواطني الولايات أسلحة ناريّة، بينما لا تتجاوز هذه النسبة في البلدان الأوروبية مثلاً 40 . ولا تتجاوز 28 في أفريقيا وآسيا، وتنخفض حتى 13 في البلدان الأوروبية.
ورغم أنّ أوباما يدفع بشكل قوي باتجاه إصدار تشريع ينظم حيازة وبيع السلاح، إلّا أنّ هناك جمعيّات تعارض بقوة هذا المسعى، وتتذرّع بكون دستور البلاد يكفل للمواطنين حقّ حيازة السلاح.