تدمير القافلة الإنسانية في سورية صنيعة «CIA»

تناولت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية الهجوم على القافلة الإنسانية مؤكدة أن لا شيء لدى واشنطن تبرزه ضدّ روسيا سوى اتهامات باطلة، في حين أن لدى موسكو أسئلة عدّة لطرحها على الأميركيين.

وجاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة أمس: يدعو البيان المشترك الصادر عن الاتحاد الأوروبي وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا، روسيا إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لتسوية الأوضاع في سورية. وتؤكد هذه الوثيقة أن موسكو لا تتخذ أيّ خطوات حازمة من شأنها المساعدة في استئناف الهدنة وتوسيع مناطق وصول المساعدات الإنسانية في سورية.

ومن الممكن أن نقرأ بين السطور تلميحاً إلى الهجوم الذي تعرّضت له قافلة المساعدات الإنسانية يوم 19 أيلول الجاري في منطقة أورم الكبرى. فقد حاول الغرب منذ البداية اتهام الطيران السوري ثم طائرات القوة الجوّ ـ فضائية الروسية، مؤكداً أن القافلة هوجمت من قبل طائرتين روسيتين من طراز «سوخوي 24».

ومع أن الغرب لم يقدّم دليلاً واحداً يثبت هذا الاتهام، فإن هذه الاتهامات توقفت فجأة. وهذا التوقف غير المعهود في وسائل الإعلام الغربية، جاء على إثر إعلان ممثل وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف عن وجود أدلة لدى روسيا على تحليق طائرة «بريداتور» الأميركية من دون طيار فوق القافلة وقت مهاجمتها في منطقة أورم الكبرى، لا سيما أن هذه الطائرات تستطيع، إضافة إلى مراقبة المواقع وتصويرها، مهاجمتها بصواريخ «Hellfire» نار جهنم فائقة الدقة.

وأضاف ممثل الدفاع الروسية بعد مضي ساعة على الهجوم أن ممثل القيادة الروسية في قاعدة حميميم اتصل بواسطة الخط الخاص بزميله الأميركي، مؤكداً له عدم علاقة روسيا بالحادث. بيد أن هذا لم تشر إليه وسائل الإعلام الأوروبية أو الأميركية.

من هنا، يظهر أن الادارة الأميركية حصلت يوم الـ 19 من الشهر الجاري عبر البنتاغون ووزارة الخارجية على كامل المعلومات الضرورية التي تؤكد عدم علاقة موسكو بهذا الهجوم.

فإذا كانت روسيا غير مذنبة والطائرات السورية لا تعمل ليلاً، فمن الذي هاجم القافلة؟ للإجابة على هذا السؤال من الضروري أن نتذكر «لاعباً» آخر لديه تأثير كبير في البيت الأبيض وموارد كبيرة في الشرق الأوسط. إذ ليس اعتباطاً امتلاك وكالة الاستخبارات الأميركية عدداً كبيراً من الطائرات من دون طيار المستقلة عن البنتاغون، والتي تقوم بمهاجمة الإرهابيين في باكستان وسورية وليبيا والعراق وغيرها.

ومن المثير للاهتمام أن الأثر الروسي في هذا الحادث لم يعلن عنه الجيش الأميركي، الذي تمسح راداراته الأجواء السورية كما تفعل ذلك أيضاً الرادارات الروسية. كما أن اتهام موسكو جاء على لسان نائب مساعد باراك أوباما لشؤون الأمن القومي بن رودس المقرّب من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

فما حاجة الاستخبارات الأميركية إلى هذا الاستفزاز؟ هناك رواية تفيد أن الهجوم على القافلة وقع قبل يوم واحد من إلقاء باراك أوباما خطابه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة ما سمح له بالحفاظ على ماء وجهه ومهاجمة روسيا من جديد واتهامها بسوء تصرّفاتها في سورية، بدلاً من الاعتذار عن مهاجمة الطائرات الأميركية مواقع الجيش السوري في دير الزور، وعموماً عن فشل سياسة إدارته في الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى