عالما آثار روسيّان لـ«سانا»: الحفاظ على الإرث الثقافي الحضاري لمدينة تدمر أمر هام جداً
أعلنت نائب مدير معهد التاريخ والثقافة الماديّة التابع لأكاديميّة العلوم الروسيّة، رئيسة بعثة علماء الآثار الروسيّين إلى تدمر، ناتاليا سولوفيوفا، أنّها وضعت نموذجاً ثلاثي الأبعاد لمدينة تدمر التاريخيّة، وشكّلت مخطّطاً تصويريّاً فضائيّاً لوضع المدينة الحالي.
وقالت سولوفيوفا، إنّ «وضع النموذج ثلاثي الأبعاد سيساعد المرمّمين حاليّاً على دراسة خطواتهم العمليّة ومناقشتها بصورة افتراضيّة، كما أنّ هذه الأعمال يمكن أن تساعد على تشكيل منظومة جيوإعلاميّة لتدمر، وسيكون بودّنا أن نقدّم ذلك هدية إلى مقتنيات وزارة الثقافة السورية».
واعتبرت سولوفيوفا، أنّ «المهم جداً هو الحفاظ على الإرث الثقافي الحضاري لهذه المدينة، وحثّ المجتمع الدولي على المشاركة، لأنّ عمليّة الحفاظ على القيم الأثريّة والثقافيّة لا تقلّ أهميّة عن الحفاظ على الأرواح البشرية.»
وأعربت سولوفيوفا عن أملها بأن تُسهم الخطوات التي قامت بها البعثة في إيقاظ الشعور الإنساني لدى أولئك الذين امتهنوا القتل والتخريب وحمل السلاح، ليدركوا أنّ الحرب لا يمكن أن تكون عملا ومهنة.
وأشارت عالمة الآثار الروسية إلى أنّ «ما يقوم به الإرهابيّون من «داعش» و«جبهة النصرة» والتنظيمات المرتبطة بهما لا علاقة له بأيّ دين، بل هو أعمال وحشيّة تصدر عن أناس متوحّشين يتستّرون بلبوس الإسلام، وعلى البشريّة جمعاء أن تواجههم بجبهة واحدة مشتركة».
من جهته، قال نائب مدير إدارة الإرث الثقافي في وزارة الثقافة في روسيا الاتحادية ديميتري سيرغييف: «إنّ المختصين في روسيا من علماء آثار ومتاحف ومرمّمين ومؤرخّين قاموا بعد الاتفاق مع الجانب السوري ببعثتين علميّتين لتقدير الأضرار التي لحقت بالإرث الثقافي المسجّل لدى منظمة اليونيسكو، وتحديد الطرق الأكثر فاعليّة في إعادة إعمار مدينة تدمر، ووضع سُبل ترميم آثارها التاريخيّة».
وأضاف سيرغييف، أنّ «عمل البعثة يُعتبر مرحلة تحضيريّة لتلك المرحلة التي سيكون ممكناً بدء عمليّات إعادة الإعمار فيها»، مشيراً إلى أنّ الجانبين الروسي والسوري مهتمّان بأن يكون هذا العمل ذا طبيعة دوليّة تجعله قريباً من روح هذا المعلم الحضاري التاريخي، وتؤكّد على موقف عالمي موحّد في رفض الأعمال الوحشيّة».
واعتبر سيرغييف، أنّ ما فعله الإرهابيّون بالأوابد التاريخيّة في تدمر يثير الشعور بحجم المأساة التي لحقت بهذه المدينة الوادعة، التي يعرف كلّ تلميذ في روسيا بوّابتها وأعمدتها المطبوعة على غلاف كتاب التاريخ في المدارس الروسيّة.