قانصو أشاد بفرنجيّة وتاريخه السياسي: كتلتنا النيابيّة ستقترع للعماد عون
يطوي لبنان اليوم صفحة الاستحقاق الرئاسي العالق منذ سنتين ونصف السنة بانتخاب رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية بالرغم من معركة «الأوراق البيضاء» التي أعلنها رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجيّة من عين التينة.
وفيما توالت المواقف في اليومين الماضيين المعلنة في غالبيّتها انتخاب عون، وفي طليعتها الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أشاد في الوقت نفسه بفرنجيّة وتاريخه السياسيّ، أعلنت كتلة «التحرير والتنمية» استمراها بتبنّي ترسشيح الأخير.
«القومي»
فقد عقدت قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي المجلس الأعلى ومجلس العمد اجتماعين تدارست فيهما استحقاق انتخاب رئيس الجمهوريّة. وبعد التداول، أصدر رئيس الحزب الوزير السابق علي قانصو البيان التالي:
أولاً: إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي لطالما أكدّ ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريّة حرصاً على انتظام مؤسّسات الدولة، ونظراً لخطورة التداعيات الناتجة عن الشغور في موقع الرئاسة.
ولطالما دعا حزبنا إلى أوسع تفاهم بين القوى السياسيّة حول الرئيس العتيد، وكم كان يتمنّى لو أنّ طاولة الحوار شكّلت مساحة لقيام هذا التفاهم.
ثانياً: أشادت قيادة الحزب برئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيّة، لما تمتّع به على امتداد تاريخه السياسي من قناعات راسخة بخيارات استراتيجيّة تتمثّل بشكل أساسيّ بالوقوف إلى جانب المقاومة وإلى جانب العلاقات المميّزة بين لبنان وسورية، وبما تمتّع به من علاقات صدق مع حلفائه، لم تتبدّل ولم تتغيّر في كلّ الظروف وخاصة علاقته مع حزبنا.
ثالثاً: انطلاقاً من احترام حزبنا وتقديره للعماد ميشال عون، وعمق العلاقات التي تجمعنا به، وانطلاقاً من ثقتنا بصدق إرادته ببناء دولة مدنيّة قويّة وعادلة تكون مرجعيّة للّبنانيّين جميعاً، وانطلاقاً من ثقتنا الراسخة بوقوفه إلى جانب المقاومة في مواجهة العدو «الإسرائيلي» والإرهاب.
انطلاقاً من كلّ ذلك، نعلن تأييدنا للجنرال ميشال عون مرشّحاً لرئاسة الجمهورية، واقتراع كتلتنا النيايبّة له في الجلسة المخصّصة لانتخاب رئيس الجمهورية.
«التحرير والتنمية»
وفي المواقف من الانتخابات، أعلنت كتلة «التحرير والتنمية» بعد اجتماعها برئاسة رئيسها، رئيس المجلس النيابي نبيه برّي أول من أمس، حرصها على تأمين النِّصاب لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، مؤكّدة ترشيحها رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجيّة.
من جهته، أعلن النائب ميشال المر بعد لقائه برّي في عين التينة، أنّه جرى البحث في استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية من دون أن يعلن الأخير خيار التصويت.
المرّ
وقال المر: «إذا عدنا خمسة عشر عاماً إلى الوراء، نرى أنّه لم تحصل انتخابات رئاسة إلّا وكنّا نسمع توجيهات دولته ونكون معه في خطّ الاتفاق قبل الانتخابات. والزيارة اليوم كانت تكريساً لهذا التحالفـ«.
سئل: هل أطلعتم الرئيس برّي على من ستنتخبون؟
أجاب: ناقشنا الموضوع، وهناك وقت ليوم الاثنين.
«اللقاء الديمقراطي»
وأكّد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، بعد اجتماعه مع نوّاب اللقاء في دارته في كليمنصو، تبنّي ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، وأنّ غالبية أعضاء اللقاء ستصوّت له في جلسة اليوم الاثنين.
وقال جنبلاط بعد الاجتماع: «في هذه اللحظة من تاريخ حياتي، أعود أربعين عاماً إلى الوراء، حيث عشت في كلّ المراحل انتخابات رئاسيّة صعبة، وبعد غد الاثنين سوف أختم إلى حدٍّ ما أربعين عاماً من حياتي بتصويتي للعماد ميشال عون. ما جرى في الماضي سأشرحه في يوم من الأيام، لأنّه ذو أبعاد محليّة وإقليميّة ودوليّة».
وزار جنبلاط أمس رئيس الحكومة تمام سلام، وقال بعد اللقاء: «مرّت ثلاث سنوات من أصعب السنوات على البلد، ولكن بفضل جهود تمام بيك سلام وصبره ومثابرته، قطعنا هذه المرحلة الصعبة جداً. وإذا كان لي من نصيحة إلى الذي سيتولّى بعد تمام بيك، فهي بأن يتمثّل بسيرته وسيرة والده الكبير صائب بيك الذي نذكره أيضاً في الأيام الصِّعاب، فمرّت علينا أيام صعبة جداً جداً وكنّا في هذا البيت تخطّيناها بحكمته وحكمة ابنه تمام بيك».
«كتلة التضامن»
وعقد الرئيس نجيب ميقاتي والنائب أحمد كرامي اجتماعاً لتحديد الموقف النهائي لـ«كتلة التضامن» التي تضمّهما من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وأعلن ميقاتي وكرامي في بيان مشترك أنّ «كتلة التضامن ستحضر جلسة الانتخاب وستصوّت بورقة بيضاء تجاوباً مع تمنِّي المرشّح الصديق سليمان فرنجيّة».
«الديمقراطي اللبناني»
كما عقد المجلس السياسي في «الحزب الديمقراطي اللبناني»، اجتماعا طارئاً، بدعوة من رئيس الحزب النائب طلال أرسلان. وأصدر بياناً بعد الاجتماع أعلن فيه أنّه اتّخذ قراراً بالتصويت للعماد عون لرئاسة الجمهوريّة، متمنّياً للرئيس الجديد «النجاح في مهامّه الكبيرة، والأمل بأن يكون العهد العتيد صفحة جديدة تجمع اللبنانيّين كافة حول مشروع الدولة».
جولة فرنجيّة
وكان فرنجيّة التقى أول من أمس الرئيس برّي في عين التينة يرافقه المحامي يوسف فنيانوس بحضور الوزير علي حسن خليل وأحمد بعلبكي، وانضمّ إليهم لاحقاً النائب أسعد حردان.
بعد اللقاء، قال فرنجيّة: «جئنا لزيارة الرئيس برّي أولاً لنشكره على موقفه وموقف كتلته لدعم ترشيحنا، لكن في الحسابات التي قمنا بها ارتأينا أن نحوّل كلّ صوت لصالح سليمان فرنجيّة إلى ورقة بيضاء، وبالتالي، أن تكون معركتنا تسجيل الأوراق البيضاء بدلاً من التصويت لي. وسأذهب إلى المجلس وكتلتي لوضع ورقة بيضاء، وأتمنّى على كلّ من يريد أن يصوِّت لي أن يضع ورقة بيضاء».
وردّاً على سؤال، قال: «لم يطلب منّا أحد شيئاً، كنت أقول ما زلت مرشّحاً، وأعتبر اليوم أنّ استراتيجية المعركة أصبحت تسجيل الموقف من خلال الورقة البيضاء، لأنّنا لم نعد نراها معركة، بل توافقاً على هذا الموضوع. ونحن لسنا بصدد أن نسجّل رقماً أو أنّنا نركض إلى الرئاسة، بل نريد أن نسجّل موقفاً من خلال الأوراق البيضاء».
وردّاً على سؤال ما إذا كان يُعدّ ذلك انسحاباً، أجاب: «لا، ليس انسحاباً، قلت وأقول سنصوِّت بورقة بيضاء، وهذا يعتبر صوتاً، وسيعبِّر عن حجم الرفض لهذا الواقع».
سئل: يُطرح اليوم أنّ كلّ من لن يصوت للعماد عون سيُحرم من الحكومة؟ أجاب: «الله يهنّيهم».
حردان
من جانبه، قال حردان: «اللقاء مع الرئيس برّي دائماً للتشاور حول مجريات الأحداث في البلد، ونعرف اليوم الظرف الدقيق الذي يمرّ به البلد، خصوصاً أنّنا على أبواب الاستحقاق الرئاسي. وكلّنا يعرف أنّ هذا الأمر كان مرتبطاً بمبادرة كريمة ونبيلة قام بها الرئيس برّي من خلال مسؤوليّته الوطنيّة، وخلال طاولة حوار وضع له جدولاً يتعلّق بأزمة البلد من شغور في موقع الرئاسة إلى تفعيل الحكومة إلى قانون الانتخاب. وقد جرى نقاش هذه البنود في جلسات طويلة للوصول إلى تفاهم حقيقي حول موضوع الاستحقاق الرئاسي، والجميع كان يؤيّد ذلك. وللأسف، وصلنا إلى تعليق الحوار واندفعت الأمور باتّجاه هذه التفاهمات التي حصلت، والتي ستؤدّي حتماً إلى انتخاب رئيس الجمهورية».
وأضاف: «من الضروري انتخاب الرئيس، لكن نأمل أن تكون التفاهمات أوسع وأشمل حتى يكون هناك التفاف واسع حول الرئيس العتيد. أمّا في ما يتعلّق بموضوع انتخاب الرئيس، فإنّ قيادة الحزب ستجتمع هذا المساء السبت ، وسيُعلن رئيس الحزب الموقف النهائي».
سئل: ما رأيكم بدعوة فرنجيّة من يريد أن يصوّت له أن يضع ورقة بيضاء؟
أجاب: «أولاً الوزير فرنجيّة صديق وأخ وحليف، وهو وطنيّ وليس خاضعاً لامتحان الوطنيّة، كذلك هو شريكنا في مواجهة هذا الإرهاب والعدوان منذ زمن طويل، ومواجهة التقسيم والفدرلة في لبنان. والعماد ميشال عون هو حليف وقامة وطنيّة ونحن شركاء في مستقبل البلد ومصير الوطن، لذلك نقول إنّ قيادة الحزب ستجتمع مساءً وستعلن موقفها».
كما زار فرنجيّة الرئيس سلام يرافقه وزير الثقافة روني عريجي. واجتمع الرئيس سعد الحريري في فندق «لو غراي» في وسط بيروت، في حضور عريجي، الوزير السابق يوسف سعادة، طوني سليمان فرنجيّة، مستشار الحريري الدكتور غطاس خوري، مدير مكتب الحريري نادر الحريري وعدد من أعضاء المكتب السياسي في تيار «المردة».
وبعد الاجتماع الذي دام أكثر من ساعة، قال الحريري: «أتيت لأرى الصديق سليمان بيك فرنجيّة، الذي أعتزّ بصداقته، وإن شاء الله سنكون سويّاً العمر كلّه، إن كان في الصداقة أو في السياسة، كما رغبت أن أقول له إنّنا نتفهّم مواقفه، وأنا أعرف أنّ كل ما يريده هو خير للبنان ولمصلحته، ونحن أيضاً نرى أنّ انتخاب رئيس جمهورية يوم الاثنين المقبل هو لمصلحة لبنان، وإن شاء الله سنبقى على تواصل وتوافق في كثير من الأمور.
كما أنّي أحببت أن أقول له إنّنا معه في السرّاء والضرّاء، والمستقبل أمامنا جميعاً، نحن شباب، والأيام أمامنا إن شاء الله. هذا ما قلته لسليمان بيك الصديق والأخ».
سئل: هل أبدى عتبه لما قمتم به؟
أجاب: «أبداً نحن أصدقاء».
من ناحيته عقّب النائب فرنجيّة بالقول: «ما إلنا شي على الرئيس الحريري».
…وجولة للحريري
كذلك جال الحريري على كلّ من سلام، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان
وأعلن الحريري، أنّ «الاثنين المقبل سيكون يوماً أبيضَ، حيث ستُفتح صفحة جديدة بين جميع اللبنانيّين ليتمكّنوا من خوض هذه المرحلة الجديدة والمليئة بالتحدّيات الكبرى أمام الحكومة والدولة اللبنانيّة، ولا سيّما في إعادة استنهاض الدولة، اقتصادياً أو مؤسّساتيّاً»، داعياً الجميع إلى أن يتعاونوا لمصلحة لبنان واللبنانيّين.
من جهته، أعرب الراعي عن تمنّيه بأن «ينسحب التوافق اللبناني على كلّ الملفات العالقة لما فيه الخير العام للبلد»، مطلقاً تسمية «الاثنين الكبير» على يوم الاثنين المقبل.
« الوطني الحرّ»
إلى ذلك، قال رئيس التيّار الوطني الحرّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال العشاء السنوي لهيئة قضاء زحلة في التيار، بحضور وزير التربية الياس بو صعب، سفير روسيا في لبنان ألكسندر زاسيبكين، النائب السابق لرئيس مجلس النوّاب إيلي الفرزلي، ونوّاب حاليّون وسابقون ووزاراء سابقون، بيار فتوش وحشد كبير من فاعليات زحلة والقضاء: «قضينا عامين ونصف العام نناقش ماهية الرئيس القوي الميثاقي، واليوم أتأمّل في أن يكونوا قد فهموا أنّ الرئيس الميثاقي هو الذي يولد من مكوّنه وطائفته بتمثيل واسع، ويحصل على تأييد واسع من بقيّة اللبنانيّين ونحن هكذا تصرفنا».
أضاف: «الرئيس الميثاقي هو الذي يحصل على تأييد القوات اللبنانيّة و«حزب الله» و«تيار المستقبل» والحزب الاشتراكي، وهذه هي الميثاقيّة والأكثريّة الوطنيّة التي تريح لنا ضميرنا وتجعلنا نعرف أنّنا نحن من قوّتنا ومن بقيّة اللبنانيّين. نسعى إلى أن نحوّل المزرعة إلى وطن، وهذه مهمّة لا يمكننا أن نقوم بها وحدنا، بل مطلوب من كلّ اللبنانيّين المشاركة بها، وأنا اليوم أصررت على أن أكون معكم بالرغم من الوضع الصعب الذي نمرّ به».
وقال: «الاثنين سنعبِّر عن فرحتنا، وسنكون حضاريّين مسؤولين لبنانيّين. الاثنين لا تعدّوا سوى الوجوه البيضاء. هذا هو الربح الحقيقي الذي يشعر به كلّ لبناني منتصر، لا يوجد من خاسرين يوم الاثنين، بل هناك لبنان واحد منتصر. هذه الورشة الوطنيّة التي ندعو الجميع إلى أن يكونوا فيها لأنّنا نريد العيش بالشراكة الوطنيّة. ليس هناك من إقصاء أو إلغاء لأحد، نحن نريد عيش بناء الدولة لا تهديمها، وهذه المسيرة فيها تضحيات واعتراف بالآخر وتبادليّة وطنيّة».
وكان باسيل زار الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب وأعضاء قيادة الحزب، يرافقه الوزير السابق نقولا صحناوي ومنسّق العلاقات بين الأحزاب بسام الهاشم، وتناول اللقاء البحث في موضوع الانتخابات الرئاسيّة.
وبعد اللقاء، قال باسيل: «أردنا كقيادة للتيّار الوطني الحرّ أن نقوم بهذه الزيارة للحزب الشيوعي للتهنئة أولاً، إنّما قصدنا أن يكون التوقيت في هذا اليوم بالذات قبل يومين من انتخاب رئيس للجمهوريّة لطلب دعم من لا صوت له في المجلس النيابي، وحتى نعطي رسالة أساسيّة أنّ همّنا اليوم ليس الأصوات، بل الوحدة الوطنيّة».
من جهته، قال غريب: «تشرّفنا اليوم بزيارة قيادة التيّار الوطني الحرّ برئاسة معالي الوزير جبران باسيل، وكان الموضوع متعلّقاً بالمستجدّات السياسيّة المطروحة، ولا سيّما ملف الاستحقاق الرئاسي وما بعد. بالنسبة إلينا كحزب، سبق وأعلنّا موقفنا في هذا الموضوع في أكثر من محطة، نحن في موقع المعارضة الوطنيّة والديمقراطيّة، ومشكلتنا هي مع النظام السياسي الطائفي والمذهبي، وهو أصل العلّة وهو أصل المشاكل وهو المولّد للحروب والفتن».
أضاف: «مشروعنا، وكما حرّرنا الأرض بقوة المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة وبقوّة المقاومة ضدّ «إسرائيل»، تحرير اللبنانيّين من سجون هذا النظام الطائفيّ والمذهبيّ ومعتقلاته».
كما زار وفد من التيّار الوطني الحرّ برئاسة صحناوي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر، في المقرّ البطريركي في البلمند.
ونقل الوفد إلى البطريرك تحية ومحبة العماد عون.
بدوره، رحّب البطريرك بالوفد مُعرباً عن سعادته للتوافق الحاصل من أجل انتخاب رئيس للجمهوريّة، ومتمنّياً الخير للبنان.
وزار صحناوي على رأس وفد مركز «الاتحاد من أجل لبنان» في الأشرفية – بيروت، ويضمّ الاتحاد أحزاب: «التنظيم»، «حراس الأرز»، «قدامى الكتائب» و«نمور الأحرار».
ووضع صحناوي المجتمعين في أجواء الرئاسة والتوافق الحاصل في البلد.
وفي سياقٍ متّصل، أعلن البطريرك الراعي خلال قدّاس الأحد في بكركي، «أنّنا نتطلّع إلى الرئيس العتيد والحكومة الجديدة التي نناشد الكتل السياسيّة الإسراع في تشكيلها وعدم وضع عراقيل أمامها. فالتحدّيات الراهنة كبيرة ومتنوّعة، وفي رأسها بناء الوحدة الداخلية، وإجراء المصالحة الوطنية، وتضافر جميع القوى في مواجهة التحدّيات. نحن من جهتنا ندعمهما في كلّ ما يؤول إلى خير البلاد والشعب. ونساهم، كلّ من موقعه، وبروح المسؤوليّة المشتركة، في ورشة انتشال الوطن من حالة التقهقر التي بلغ إليها».
واتّصل الراعي بالرئيس برّي وبحث معه في الاستحقاق الرئاسي، فيما تلقّى الراعي اتصالاً هاتفيّاً من النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، تمّ في خلاله عرض للأوضاع الراهنة عن الاستحقاق الرئاسي وجلسة انتخاب الرئيس.
الخازن
وفي المواقف من الاستحقاق، أكّد رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، «أنّ طريق العهد الجديد ليس مليئاً بالورد نظراً لتشابك المصالح السابقة التي شكّل بعضها لوبياً مصلحيّاً، ما سيجعل المعركة السياسيّة للعهد بين مسبّبي الأزمات التي يتخبّط بها لبنان ويعاني منها المواطنون، في مجالات الكهرباء والماء والطرقات والنفايات والمشاريع المرتقبة لتحرير أزمة السير من خناقها، وكلّها ناجمة عن بيئة فاسدة في دهاليز الدولة سياسة وإدارة في وجه عهد ينشد التغيير والإصلاح في عنوانه العريض في الحكم»، منوّها بأنّه «لم تعد هناك مسمّيات طائفيّة للمرحلة الجديدة، والأَولى أن تتجسّد في لبوس وطني، لأنّ المراحل المارونيّة والسنيّة والشيعيّة السياسيّة باتت مع انتخاب العماد عون خلطة وطنيّة».
ورأى أنّ تحرّك الحريري «لم يأتِ من فراغ، بل استمدّ انطلاقته من مؤشّرات خارجية للقيام بهذه الخطوة الأخيرة نحو الانتخابات الرئاسيّة»، مشدّداً على أنّه في السياسة ما من هوّة بين عون وفرنجية. ولفتَ إلى «أنّ فرنجيّة ابن بيئة لبنانيّة خالصة حريصة على الدور المسيحي الطليعي في هذا المشرق، وهي بالتالي ضنينة بأيّ تفريط في هذا الدور متى تعلّق الأمر بالمصير».
وختم الخازن: «أمّا بالنسبة لمواقف رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، فإنّ شخصية من هذا الوزن كرجل دولة لا يمكن أن تلجأ إلى شلّ حركة الإنتاج والحلول، بل يمكنها التوفيق بين التوازنات السياسيّة التي تعطي كلّ ذي حقّ حقّه في التمثيل والتعبير داخل المؤسّسات التشريعيّة والتنفيذيّة».