الحريري من بعبدا: الأجواء إيجابية «إن شاء الله خير»
اطّلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في الثامنة والنصف من مساء أمس في قصر بعبدا، من رئيس الحكومة المكلّف الرئيس سعد الحريري، على نتائج الاتصالات الجارية بهدف تشكيل الحكومة الجديدة. ولدى مغادرة الرئيس الحريري القصر، اكتفى بالقول: «إنّ ثمّة تفاصيل يتمّ درسها في ما خصّ التشكيلة الحكومية، والأجواء إيجابية». ولمّا سُئل عمّا إذا كانت ولادة الحكومة باتت قريبة، أجاب: «إن شاء الله خير».
وأكّد رئيس الجمهورية خلال لقائه مُفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من مُفتيّ المناطق الذين يمثّلون مجلس المُفتين في لبنان، أنّه ملتزم تنفيذ ما ورد في خطاب القسم تنفيذاً كاملاً. وقال: «سنواجه العقبات التي يمكن أن تعترضنا بالتعاون مع الجميع، لأنّ المسؤول لا يستطيع أن يفعل كلّ شيء وحده، ويدي ممدودة إلى الجميع كي نتعاون لتحقيق ما نراه ضرورياً لمصلحة جميع اللبنانيّين، وفي مقدمة ذلك تثبيت الاستقرار ومكافحة الفساد وإصلاح القوانين وتفعيل عمل الإدارات والمؤسسات، وكلّ ما يلزم لقيام الدولة القوية والقادرة والعادلة».
وأشار عون إلى أنّه سيولي اهتماماً خاصّاً بالمناطق اللبنانيّة المحرومة وبأهلها، وسيسهر على تحقيق العدالة ورفع الظلم وتوفير إنماء متوازن في كلّ المناطق اللبنانية.
أمّا المُفتي دريان، فأمل من جهته أن يحقّق عهد رئيس الجمهورية طموحات اللبنانيّين وآمالهم في تحقيق الإنجازات. وعوّل على الإنطلاقة الصحيحة والقويّة لهذا العهد، مؤكّداً تطلّع اللبنانيّين إليه لتحقيق دولة قوية، قادرة، حرّة، سيدة ومستقلة، فيها مؤسسات وقانون، ويحميها الجيش الوطني.
وتمنّى أن يتمّ الإسراع في تشكيل حكومة جامعة، حكومة وحدة وطنية منسجمة، ليكتمل بذلك عقد المؤسسات الدستورية كي تنطلق عجلة الدولة بسرعة لتقديم الخدمات للوطن وللّبنانيين. إنّنا نعوّل كثيراً على الانسجام والتوافق بين القوى السياسيّة من أجل مصلحة لبنان واللبنانيّين، كما نعوّل على التفاهم والتوافق والعمل المشترك بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء. نحن في هذا اليوم نقول للّبنانيين إنّنا أمام عهد جديد هذا العهد الذي سيحقّق طموحات وآمال اللبنانيّين جميعاً. ونحن نتمنّى للبنان وللّبنانيّين في هذا العهد الميمون الازدهار والأمان والاستقرار، كما نتمنّى تحقيق الكثير من الإنجازات، معوّلين على الانطلاقة الصحيحة والقويّة لهذا العهد».
واستقبل رئيس الجمهورية نائب رئيس اللجنة المركزية العسكرية في الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، الجنرال فان شانغلونغ، على رأس وفد عسكريّ رفيع المستوى حضر إلى بيروت لتفقّد القوة الصينيّة العاملة في «اليونيفيل»، وإجراء محادثات مع قيادة الجيش اللبناني في إطار التعاون بين الجانبين، في حضور السفير الصيني في لبنان جيانغ كيجيان.
ونقل شانغلونغ إلى الرئيس عون تحيّات الرئيس الصيني تشي جين بينغ، وتمنّياته له بالتوفيق في مهمّاته الجديدة، كما نقل إليه دعوة للقيام بزيارة رسميّة إلى الصين. ولفتَ المسؤول الصيني إلى أنّ «العلاقات التي تجمع لبنان والصين تعود إلى 45 عاماً، وهي تتطوّر باستمرار»، مشيراً إلى أنّ «اجتماعاً سيُعقد مع قيادة الجيش للبحث في سُبُل التعاون بين الجيشين اللبناني والصيني»، مؤكّداً «استمرار قوة بلاده في اليونيفيل لحفظ السلام في الجنوب».
ورحّب الرئيس عون بالوفد، شاكراً «وقوف الصين إلى جانب لبنان في المحافل الدولية»، مؤكّداً «حرص لبنان على تعزيز العلاقات مع الصين في مختلف المجالات، ولا سيّما أنّ الإحصاءات تُظهر أنّ الصين هي المصدر الأول للبنان».
إلى ذلك، شهد القصر الجمهوري تقديم أوراق اعتماد ثمانية سفراء معتمدين في لبنان، يشكّلون الدفعة الثانية من رؤساء البعثات الدبلوماسيّة، الذين سيقدّمون أوراق اعتمادهم لرئيس الجمهورية تباعاً بعدما كانوا يمارسون مهامّهم الدبلوماسيّة بصفة قائمين بالأعمال.
وتضمّنت الدفعة الثانية سفراء: سويسرا فرنسوا باراس، جمهورية البرازيل الاتحادية خورخي جيرالدو قادري، أستراليا غلين آندرو مايلز، مملكة الدانمارك سفند وافر، مملكة النروج لين ناتاشا ليند، جمهورية سريلانكا الديمقراطيّة الاشتراكية هيراث مودي يانسيلا جيديرا ريتيسري راختيا كوماري ويجيراتني مانديس، المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال أيرلندا هوغو شورتر، بنغلادش عبد المطلب ساركر.
وحضر تقديم أوراق الاعتماد وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل، والأمين العام لوزارة الخارجيّة السفير وفيق رحيمي، والمدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية لحود لحود ومديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة ميرا ضاهر فيوليدس.
ونقل السفراء إلى الرئيس عون تحيات رؤساء دولهم وتمنّياتهم له بالتوفيق في مسؤوليّاته الوطنية، مؤكّدين له العمل من أجل تعزيز العلاقات التي تجمع بين لبنان وبلدانهم. وحمّل رئيس الجمهورية السفراء تحياته إلى رؤساء دولهم، متمنّياً لهم التوفيق في مهمّتهم الدبلوماسيّة.
واستقبل الرئيس عون وفد تجمّع الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات للرهبانيّات اللبنانيّة الرجالية والنسائية ومجالس المدبّرين للتهنئة بانتخابه رئيسا للجمهورية. وأكّد التصميم على العمل من أجل مكافحة الفساد وتحقيق مشاريع أساسية مثل اللامركزية التي تؤمّن توزيعاً عادلاً للمشاريع التنمويّة»، مشدّداً على «أهمية إصلاح أجهزة الدولة والإدارات والمؤسّسات الاجتماعية والصحية»، وقال: «إذا لم نغيّر نهج الحكم وطريقة التفكير، فلن نصل إلى أيّ مكان».
وركّز على أهمية دور المؤسسات التربوية التي تشرف عليها وتديرها الرهبانيّات في تربية النشء والمحافظة على القِيم، مشدّداً على «أهميّة الكفاءة والأخلاق لأنّهما الضمانة لصون البلد واستمراريّته ووحدته». وقال: «مهمّتي أن أجمع اللبنانيّين من كلّ الطوائف، إذ لا تمييز سياسيّاً في العقد الاجتماعي بيننا».