حرمة الموت
يكتبها الياس عشي
صحيح أنّ المدن التي تعرّفتْ على طفولتي وشبابي وكهولتي قد ازدادت مِساحةً وسكاناً، وصحيح أنّ شوارعها ازدانت بالواجهات البرّاقة، ولكنّ الصحيح أيضاً أنّ سكّانها فقدوا شعورهم بالهيبة أمام الموت، وبالاحترام لأمواتهم.
عادت بي الذاكرة إلى زمن كانت المحلّات تغلق أبوابها، والناس يتوقّفون عن السير ويقفون باحترام، كلما اخترقت جنازة حيّاً من الأحياء، أو شارعاً من الشوارع.
ما الذي يجري اليوم؟ افتحوا صفحات التواصل الاجتماعي، واقرأوا بعض التعليقات السخيفة والشامتة بضحايا اسطنبول، ثمّ قارنوا، ثمّ ابكوا على موت الأخلاق، وعلى نهاية الزمن الجميل.