قمة لا حلول ولا حروب
ـ القضية ليست خلافات ليحلها حوار الرئيسين الأميركي والروسي بل تصادم واضح بين موقفين متناقضين معلنين.
ـ روسيا تريد فرض حضورها كقوة موازية لأميركا في المعادلات الدولية السياسية والإقتصادية والعسكرية وواشنطن تريد معاملة روسيا كدولة صف ثان وكلّ دولة تبذل قوتها وتوظف مقدراتها لفرض هدفها بحجم ما يمثل النجاح فيه من مكاسب.
ـ هذا الصراع الوجودي يفيد فيه الحوار لاستكشاف ما أوصلته القوة من رسائل نهاية كافية للآخر بأن لا جدوى من مواصلة القتال.
ـ يبقى أنّ الاقتناع بلا جدوى الحرب نقطة بداية دونها لبلوغ التفاهم شرطان.
ـ الشرط الأول الإقتناع بأنّ كلفة التسليم بالبدائل أقلّ من كلفة مواصلة المواجهة.
ـ الشرط الثاني القدرة على تسويق البدائل بما لا يصيب الخطاب الرئيسي للدولة التي ستعترف بالتغيير وتقبل بالتنازلات.
ـ في الحالة الروسية الأميركية بلغت المواجهة حداً لم يعد بيد واشنطن فعل المزيد.
ـ لكن التسليم بالتغيير لا تزال كلفته عالية على واشنطن قياساً بكلفة الاكفتاء بتعطيل الحلول ومنع تكريس انتصار روسيا كما هو حال السياسة الأميركية في سورية وأوكرانيا.
ـ كلفة التفاهم مع روسيا لا تزال مرتفعة أمام الرأي العام الأميركي الذي نجحت حملات تعبئته الإتهامية لإدارة الرئيس دونالد ترامب بالضعف أمام روسيا وابتزازه بإثبات العكس.
ـ لذلك لا حروب لأنها لا تملك أفقاً لتغيير شيء ولا حلول لأنّ كلفتها لا تزال مرتفعة.
ـ ربط نزاع ووضع قواعد اشتباك هو سقف العقلانية الممكنة من قمة ترامب ـ بوتين.
التعليق السياسي