فلسفة كونتي في تشيلسي … سرّ الإنجاز

بقلم زياد العسل

إنّ الناظر للدوريات الأوروبية وللدوري الإنكليزي الممتاز على وجه التحديد، يدرك القفزة النوعيّة الكبيرة التي بدأت تظهر في نادي تشيلسي، والتي جعلته يحقّق أحد عشر فوزاً متتالياً في الدوري الإنكليزي، وهذا ممّا لا شكّ فيه أمر ليس بالسهل واليسير في دوري من الدوريّات الكبيرة والمثيرة والصعبة على أيّ فريق مهما علا شأنه، وهنا لا بدّ من الإشارة بموضوعيّة على أهم الأسباب التي دفعت بالنادي الأزرق إلى التفرّد بهذا المستوى الأنيق، ولعلّ أبرز هذه الأسباب هو ذاك الرجل الإيطالي الذي استطاع إحداث نقلة نوعيّة كبيرة في النادي منذ وصوله، وهذا ما يقرّ به كبار المدرّبين وجهابذة التحليل الكرويّ على المستوى الإعلامي. فكونتي لم يكن فقط مديراً فنياً ناجحاً داخل المستطيل الأخضر فحسب، لكنّه تخطّى هذا الأمر لأن يكون قائداً يحتذي به اللاعبون جميعهم، نفسياً وسلوكياً وفنياً. كونتي المدرّب الإيطالي القادم من إنجازات مع منتخب بلده «الأزوري»،على الرغم من الخسارة مع المانشافت في النهائي الكبير، كان الرهان عليه كبير، وخصوصاً من جانب جمهور «البلوز» الذي انتظر الإيطالي القادم من الكالتشيو، الذي عُرف بالنمط الدفاعي طيلة تاريخه، حاول أن يجد لنفسه فلسفة كرويّة عميقة تثبت كيانه الكرويّ وتعيد للبلوز وهجه الضائع منذ مدة. هذه الفلسفة تمثّلت بتركيز كبير على الشقّ البدني، مع عدم إغفال الجانب الفني التكتيكي، ولعلّ من حسن حظ كونتي هو لعبه مباراة واحدة في الأسبوع كنتيجة للابتعاد عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا، الأمر الذي عمّق لديه منظومة التركيز على الدوري الإنكليزي، على الرغم من تحوّل الساحرة المستديرة إلى ساحة ماليّة استثماريّة تتهافت عليها قلوب رجال الأعمال، بالإضافة إلى الكثير من المعطيات الأخرى، إلّا أنّ كونتي استطاع إثبات وجوده الاحترافي كمدرّب عريق وأنيق، ليكون نجم البلوز الأول، كونتي الذي صنع في نفوس كثيرين شخصية اللاعب العصامي المتفوّق القادرعلى إثبات ذاته في الدوري الإنكليزي أو سواه لاحقاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى