بابا نويل: الضبط عليّ
فَعَلَتْها قوى الأمن الداخلي بفيديو ضربة معلم، عنونته « الضبط عليّ» في سياق حملة توعوية بمناسبة الأعياد، مطمئنة أن ضبط السير الذي قد يُحرّر في فترة الأعياد سيدفعه «بابا نويل» مشكوراً.. ولأن «بابا نويل» مختص بالأطفال وأحلامهم الوردية، فلن يكون لديه وقت لغيرهم، لذلك لن يتم تحرير أي ضبط خلال الأعياد.
وفَعَلها «بابا نويل».. وصل في اللحظة الحرجة، وقبل أن يتمّ قطع الضبط بحق أحد السائقين المخالفين، وما أكثرهم، تدخّل جامعاً كفّه إلى صدره مخاطباً عنصر الشرطة: الضبط عليّ! فابتسم السائق لهذا التدخّل «الربّاني» الناجح!! لكن يا عزيزي «مش كل مرّة بتسلم الجرّة»!
تستغلّ الحملة فترة الأعياد لتثبّت دورها المجتمعي المدني كشرطة مجتمعية وطنية تتعدّى الجانب الأمني الصرف، والذي ينمّ عن احتكار السلطة العامة للقوة، من توقيف ومطاردة وضبط ممنوعات وملاحقة مشبوهين وتعقّب مخالفات، إلى الدور المواطني البنّاء لاستعادة مواطن مدني صالح يليق بلبنان كدولة آخذة بتعزيز الرقي.
فهل نفعلها جميعاً.. يرتقي سائقونا معاً، يضعون هواتفهم جانباً خلال القيادة، ولا يرمون نفاياتهم وشتائمهم وأوساخاً أخرى من الشباك، فلا تتحوّل شوارعنا قاذورات عامة؟