ضياء الحموي: لا أكرّم شهيدي إن لم يُستشهَد مقبلاً

تجسّد الأم السبعينية ضياء الحموي أم الفوز التي قدّمت خمسة من أبناء شهداء على محراب الوطن وزفّتهم بدموع الفرح والفخر مثالاً حياً لأمهات سورية بما يقدّمنه من تضحيات في سبيل صون كرامة الوطن وسيادته.

والسيدة الحموي التي تُكنّى بـ«أم فوز الحرك» من أهالي بلدة تل الدرة في محافظة حماة. امرأة يُطلق عليها لقب أم كلّ شهيد كما تفضّل حيث وصفت الوطن بأنه «الكرامة وفي حال فرّطنا به نفقد كرامتنا وعزتنا، وبالتالي لن يبقى لحياتنا أي معنى»، مؤكدة أنها «لا تدفن أيّ إبن لها من الشهداء أو تقيم له مجلس عزاء إن لم يُستشهَد مقبلاً غير مُدبِر أي أن تكون الرصاصة التي اخترقت جسدَهُ من جهة الصدر، وليس في الظهر».

أبناؤها الشهداء الخمسة هم فوز ونمر ومحمد ورحيم وضيغم الذين ارتقوا خلال تصدّيهم للمجموعات الإرهابية المسلحة في مختلف جبهات القتال على امتداد ساحات سورية.

وتتكفل أم فوز بإعالة أسرهم التي تضمّ 24 حفيداً داعية إلى «تأسيس جمعيات تعاونية إنتاجية تُعنى بإطلاق مشاريع مدرّة للدخل تستقطب أبناء وأسر الشهداء وفقاً لإمكانياتهم المهنية والعلمية، لا أن يبقى هؤلاء عالة على أسرهم ومجتمعاتهم أو عبئاً على الدولة التي لم تقصّر، حسب أم الفوز في تأمين فرص عمل لهم من خلال إبرام عقود عمل مع مختلف المؤسسات العامة ودعمهم في مختلف المجالات وفق إمكاناتها».

قيس الحرك، وهو نجل السيدة أم فوز، يملك مشغلاً للخياطة يعود ريعه لأسر وذوي شهداء البلدة، كما يؤمن عملاً ومورداً مادياً لهم، حيث طالبت أم فوز بتقديم الدعم الحكومي للمشغل سواء من موازنة المحافظة أو من خلال التواصل مع إحدى المنظمات الدولية الراعية والعاملة في هذا الشأن.

وأكد محافظ حماة الدكتور محمد الحزوري خلال تكريم أم فوز أقيم في المحافظة «أننا لن نألو أي جهد أو مسعى أو مبادرة من شأنها تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية لأسر أبنائها الشهداء ودعم مشغل الخياطة الذي يعود ريعه لأسر شهداء بلدة تل درة».

ضياء الحموي أنموذج بسيط عن سيدات سورية اللواتي شكّلن سداً في وجه الحرب الظلامية التي شُنّت على وطنهم وقدّمن فلذات أكبادهن ليبقى الوطن مضيئاً بروح المحبة والحياة.

سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى