تحرير إدلب أولوية لسوتشي

بينما تتركّز المتابعات الدولية والإقليمية والإعلامية على ما يجري في جبهات عفرين ومستقبل الحملة العسكرية التي يقودها الأتراك هناك، تبدو المراوحة سيدة الموقف ويبدو التقدم صعباً، رغم مرور عشرة أيام على بدء الأتراك حرباً قالوا إنها حرب أيام.

بالمقابل تدور حرب حقيقية في مكان آخر بأضواء أقل، لكن بأهمية أكبر وثبات أعلى وإنجاز أوضح، حيث يخوض الجيش السوري والحلفاء حربهم للتقدم في أرياف إدلب وصولاً للمدينة التي تشكل الهدف النهائي لهذه الحرب.

القضية بوضوح هي أن مرحلة استانة التي كان عنوانها فتح باب التعاون للحرب على الإرهاب وفصل المعارضة عن الإرهاب قد انتهت، وقد خاض الجيش السوري والحلفاء الحرب على داعش. وها هم عائدون لخوض الحرب على النصرة ومَن معها والباب مفتوح لسوتشي حيث العنوان مختلف وشروط التعاون مختلفة وعنوانها إنهاء الاحتلال الأجنبي ومشاريع الانفصال، أي سيادة ووحدة سورية ضمن مفهوم الحل السياسي.

شرط نجاح سوتشي كمسار يُكمل ما بدأه مسار أستانة بمعزل عن تقييم درجة تجاوب المتورطين في الحرب مع دعوات أستانة اليوم ودعوات سوتشي غداً، تتوقف على تحرير إدلب لإعلان نهاية الحرب على الإرهاب.

لذلك ستستمر حرب الاستنزاف في عفرين حتى تنتهي حرب إدلب، وعندها على المتقاتلين في عفرين أن يتسابقوا للإعلان عن التموضع مع الدولة السورية تحت سقف وحدة سورية وسيادتها. وهذا يعني لا وجود أجنبي حلال وآخر حرام ولا كانتون حلال وآخر حرام.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى