هجوم جديد لـ «داعش» ومواجهات عنيفة في عين عرب
صعّد تنظيم «داعش» الإرهابي من قصفه العنيف لمدينة عين العرب السورية، في وقت وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المسلحين الأكراد بالإرهابيين.
يأتي ذلك في وقت وافقت فيه الحكومة التركية على عبور مقاتلين أكراد عراقيين عبر أراضيها والتوجه إلى عين العرب، فيما ألقت طائرات أميركية أسلحة وذخائر لصالح المقاتلين الأكراد.
وتبدو معركة عين العرب أنها ستطول أكثر بين المقاتلين الأكراد في المدينة ومسلحي «داعش» على وقع المعارك الدائرة والتجاذبات الدولية.
فهذه المدينة المحاصرة التي ينظر لها بعين متقلبة من قبل التحالف الأميركي والدول المشاركة فيه شهدت سماؤها تحليقاً للطيران الأميركي.. ليس في مهمة عسكرية هذه المرة، بل لإسقاط معونات قتالية من أسلحة ومعدات للمقاتلين الأكراد.
غير أن الخطوة الأميركية دفعت أحد المسؤولين الأتراك إلى اعتبار تسليح الأكراد في عين العرب خطوة غير مسؤولة من قبل التحالف ومن شأنها أن تهدد الأمن القومي التركي.
وسبق تصريح هذا المسؤول تأكيد إردوغان بأن بلاده لن تسمح بدخول أي أسلحة أميركية لعين العرب، واصفاً المقاتلين الأكراد بالإرهابيين.
إمداد عسكري جاء من دون سابق إنذار، قدمته واشنطن لأكراد عين العرب على الرغم من تصريحات سابقة لوزير خارجيتها جون كيري الذي اعتبر أن إنقاذ عين العرب ليس استراتيجية للتحالف الذي تقوده بلاده، إلا أن التحرك الأميركي هذا جاء بعيد لقاء عقد في باريس جمع رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم والموفد الأميركي الخاص إلى سورية دانيال روبنشتاين.
الناطق باسم الحزب الكردي نواف خليل، الذي كشف أن التواصل بين الحزب والمسؤولين الأميركيين بدأ قبل عامين سراً، أكد أن محادثات باريس شملت تفعيل التنسيق العسكري بين الطرفين. تصريحات قد تفيد بحسب المحللين بأن هناك ما يشير إلى تفاهمات حصلت بين الطرفين وانتهت بقبول بعض قيادات الأكراد السوريين شروط واشنطن وأنقرة، خصوصاً أن أكراد سورية لطالما رفضوا أن يكونوا جزءاً من المعارضة المسلحة ضد دمشق منذ انطلاق الأزمة في سورية.
ويعتقد مراقبون أن معونات السلاح لأكراد سورية تحمل وجهاً استراتيجياً تعتبره واشنطن أولوية لها وهو إدخال جميع الأطراف تحت رحمة رحى ما يحدث في عين العرب، محولة إياها إلى أرضية لحرب استنزاف طويلة الأمد تفقد كل الأطراف قوتها وقدرتها على المواجهة والنظر إلى واشنطن كأنها المخلص والقبول بها حكماً وحاكماً.
وإذا كانت معايير واشنطن تشهد تقلباً تجاه عين العرب، فأنقرة قد شابهتها خصوصاً بعد أن أعلن وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو أن بلاده اتخذت إجراءات لمساعدة المقاتلين العراقيين الأكراد المعروفين بالبيشمركة على الوصول إلى مدينة عين العرب مروراً بأراضيها.
تحرك تركي مواز، إلا أنه أقل ضبابية من التحرك الأميركي كما يرى محللون فالسماح لمقاتلين أكراد محسوبين على قوات تابعة لرئيس منطقة كردستان العراق مسعود بارزاني بالعبور إلى عين العرب يدل على شيء ما تحيكه أنقرة فبارزاني الذي اكتفى منذ شهر برثاء عين عرب يحرك قواته اليوم بمباركة تركية وهذا ما يشير إلى اتفاقات مع بعض القيادات الكردية السورية للدخول تحت عباءة بارزاني الذي يسعى إلى تسويق نفسه كملك للأكراد في المنطقة.
وفي السياق نفسه، دمر طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية إمدادات عسكرية للمقاتلين الأكراد الذين يقاتلون في مدينة عين العرب السورية.
وقالت القيادة الأميركية الوسطى للجيش الأميركي في بيان لها إن مقاتلاته دمرت إمدادات عسكرية للمقاتلين الأكراد كان قد أسقطها عن طريق الخطأ على مشارف بلدة عين العرب. وأضاف بيان القيادة الأميركية الوسطى أن طائرات التحالف الدولي استهدفت الإمدادات للحيلولة دون سقوطها في يد مقاتلي تنظيم «داعش» المتطرف، خلال عملية إلقاء أسلحة وإمدادات للأكراد المحاصرين .
من جهة أخرى، شن الطيران الأميركي 6 غارات جوية على المنطقة المحيطة بالبلدة أصابت مواقع قتالية للتنظيم وشاحنة تابعة له، ولم يبلغ عن سقوط قتلى في صفوف عناصر التنظيمات الإرهابية .