التهديدات الغربية في مجلس الأمن: سياسة حافة الهاوية
حميدي العبدالله
طرح من جديد السؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تنوي شنّ عدوان جديد على سورية لنصرة الجماعات الإرهابية التي انهارت في غوطة دمشق. وعلى الرغم من أنّ البيان الصادر عن الأركان الروسية قد أجاب على هذا السؤال من خلال تأكيد موسكو حرفياً «سنردّ في حال تعرّض قواتنا للخطر أو تعرّض دمشق لضربة صاروخية أميركية» الأمر الذي شكل تحذيراً شديد الوضوح للرؤوس الحامية في واشنطن لا بدّ من أخذه على محمل الجدّ في حال التفكير الفعلي بشنّ عدوان على سورية، حتى وإنْ كان هذا العدوان في نطاق العملية الإعلامية، على غرار الاعتداء على مطار الشعيرات، إلا أنه لا بدّ من ملاحظة أنّ مبعوثة الأمم المتحدة لم تتحدّث أمام مجلس الأمن في صيغة الحزم بأنّ واشنطن سوف تشنّ عدواناً على سورية إذا لم يوقف الجيش السوري عملياته في الغوطة الشرقية، ويمكن الاستنتاج أنّ اللغة المستخدمة هي أقرب بالأساس وحتى قبل صدور بيان الأركان الروسية إلى استخدام سياسة حافة الهاوية منه إلى وضع التهديد الأميركي موضع التطبيق.
تدرك الولايات المتحدة أنّ تنفيذ تهديداتها ووضعها موضع التنفيذ سيعني نشوب حرب مفتوحة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وبين سورية وروسيا وإيران والمقاومة من جهة أخرى، ومن شأن هذه الحرب المفتوحة أن تكبّد الولايات المتحدة خسائر غير مسبوقة، وستكون حرباً مختلفة عن حربها في العراق وأفغانستان، بل إنها ستكون حرباً مختلفة حتى عن حرب فيتنام لأنّ الجهات التي قاومت الأميركيين في أفغانستان والعراق وفيتنام كانت محصورة في أبناء شعوب هذه الدول، في حين في سورية سيكون إلى جانب الشعب السوري، قدرات الدولة الروسية وهي دولة عظمى تضاهي قدراتها العسكرية قدرات الولايات المتحدة ، وإيران بقدراتها كدولة إقليمية هامة، إضافةً إلى قدرات المقاومة اللبنانية التي أظهرت فعالياتها في مواجهة الكيان الصهيوني.
بديهي أنّ هذا الواقع لم يغب عن أذهان المسؤولين في الولايات المتحدة، وليس في سورية ثمة ما يبرّر لجوء الولايات المتحدة إلى حرب مفتوحة كلفتها ستكون غير مسبوقة في تاريخ الحروب الأميركية.
لكلّ ما تقدّم فإنّ التهديدات الأميركية هي استخدام سياسة حافة الهاوية لوقف انهيار الجماعات المسلحة والضغط على الدولة السورية لوقف عملية الغوطة، الأرجح أنها لن تتطوّر إلى عدوان جديد.