ترامب يلغي القمة مع كيم أون.. آملاً انعقادها «يوماً ما»! سيول تعقد اجتماعاً طارئاً وموسكو تعتبرها خطوة مدمّرة من جانب أميركا
في تحوّل مفاجئ في سياق الاستراتيجيات الأميركية المتضاربة ألغى الرئيس الأميركي لقاء القمة التاريخية المنتظر مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، بعد إعلان بيونغ يانغ التفكيك الكامل لموقعها للتجارب النووية. الأمر الذي دفع سيول إلى عقد اجتماع طارئ لبحث التداعيات.
ترامب
في هذا الصّدد، تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في كلمة ألقاها بعد إلغائه القمة مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، بـ «مواصلة حملة العقوبات على بيونغ يانغ، ما لم تغيّر من موقفها».
واعتبر ترامب «أنّ عدم عقد القمة التي ألغاها بنفسه خطوة إلى الوراء بالنسبة لكوريا الشمالية والعالم».
وهدد ترامب كوريا الشمالية قائلاً «إنّ الولايات المتحدة مستعدّة أكثر من أي وقت مضى للتعامل مع أي تهديد، إذا قرر كيم جونغ أون القيام بأيّ عمل سخيف».
ولم يستبعد الرئيس الأميركي احتمال عقد قمة مع رئيس كوريا الشمالية يوماً ما».
واعتبر ترامب «أنّ الحوار مع كوريا الشمالية كان جيداً حتى الفترة الأخيرة».
وفي إجابته عن سؤال حول «ما إذا كان إلغاء القمة مع رئيس كوريا الشمالية قد زاد من احتمال اندلاع حرب معها»، قال ترامب: «سنرى ماذا سيحدث».
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية «أنّ سياسة الضغوط على كوريا الشمالية ستتواصل».
وفي رسالة وجّهها ترامب إلى رئيس كوريا الشمالية ونشرها البيت الأبيض، أمس، قال ترامب مخاطباً كيم: «إنني كنت أتطلع إلى لقائكم».
وتابع: «للأسف، أنا أشعر، استناداً إلى الغضب الهائل والعداء المفتوح اللذين أظهرتهما في آخر تصريح لكم، بأنّ عقد هذا الاجتماع المخطط له منذ فترة طويلة غير ملائم في الوقت الحالي».
مع ذلك، عبر ترامب عن «استعداده لعقد اجتماع مع كيم في وقت لاحق»، قائلاً: «كنت أشعر بأن حواراً رائعاً بيني وبينكم يتم بناؤه، وهذا الحوار هو الشيء الأهم في نهاية المطاف. إنني أودّ كثيراً أن ألتقي بكم يوماً ما».
وشكر الرئيس الأميركي الرئيس الكوري الشمالي على «الإفراج عن المواطنين الأميركيين الذين كانوا محتجزين لدى بيونغ يانغ»، معبراً عن «تقديره لهذه الخطوة الجميلة».
ودعا ترامب رئيس كوريا الشمالية إلى الاتصال به «دون تردّد في حال غير موقفه من القمة التي هي غاية في الأهمية»، مضيفاً أنّ «العالم وكوريا الشمالية بالأخص، فوّتا فرصة كبيرة لتحقيق السلام الدائم والازدهار والرخاء مع إلغاء القمة».
البيت الأبيض
بدوره، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض «أنّ ردة فعل كوريا الشمالية على كلام نائب الرئيس الأميركي مايك بنس حول كوريا الشمالية هي القشة الأخيرة التي دفعت الولايات المتحدة لإلغاء القمة المرتقبة بين الرئيسين في 12 حزيران في سنغافورة».
وأكد المتحدّث أنّ «الباب ما زال مفتوحاً للكوريين، ولكن عليهم على الأقل إحداث تغيير في خطاباتهم».
بومبيو
فيما أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عن «استغرابه من التصريحات التي أطلقتها بيونغ يانغ في الأيام الأخيرة»، واصفاً إياها بـ «المؤسفة».
وقال بومبيو في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ: «إنّ واشنطن لم تحصل على أي رد من بيونغ يانغ بشأن استفساراتنا حول الأمور اللوجستية للقمة»، متابعاً: «خلال الأيام الماضية حاولنا إنجاز ما اتفقنا عليه مع ممثلي كيم جونغ أون، لكن من دون فائدة».
وأضاف، «المجموعة الأميركية كانت جاهزة بشكل كامل.. نحن جاهزون للقاء كهذا.. أعتقد أن الرئيس ترامب جاهز هو الآخر للقاء».
وشدّد الوزير الأميركي على أنّ «الخارجية الأميركية وبالتعاون مع الجهات المسؤولة في كوريا الشمالية حضرت وعلى مدار الأسابيع الماضية للقاء يجمع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون».
موسكو
من جانبه، أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما مجلس النواب الروسي ، ليونيد سلوتسكي، «أنّ المسؤولية عن فشل قمة كوريا الشمالية والولايات المتحدة تقع بشكل أكبر على واشنطن»، مشيراً إلى أنها «خطوة مدمّرة من جانب أميركا».
وقال سلوتسكي للصحافيين: «المسؤولية عن فشل القمة المرتقبة تقع بشكل أكبر على واشنطن. إنها خطوة مدمّرة تماماً، وخاصة على خلفية إجراءات بيونغ يانغ بإغلاق حقل بونغيري للتجارب النووية».
وأضاف سلوتسكي «قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدعو للقلق العميق».
سيول
بدوره، عقد رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، اجتماعاً طارئاً مع كبار مساعديه بعد إلغاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب قمة مرتقبة مع رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون.
وقال السكرتير الصحافي للبيت الأزرق، يون يونغ – تشان، «إنّ الرئيس الكوري الجنوبي عقد اجتماعاً مع كبار مسؤوليه الأمنيين ومساعديه بعد أن ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعاً كان مزمعاً عقده في 12 حزيرن في سنغافورة، مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون».
وقال السكرتير الصحافي للبيت الأزرق، «إنّ مون يجتمع مع وزير خارجيته، ووزير الدفاع ورئيس هيئة أركانه، بالإضافة إلى آخرين».
وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلنت كوريا الشمالية أنها «فككت بالكامل موقعها للتجارب النووية»، في خطوة مقرّرة تعتبرها بيونغ يانغ بادرة حسن نية قبل القمة التي كانت مقرّرة بينها وبين واشنطن.
بيونغ يانغ
وكانت بيونغ يانغ أعلنت أنها ستدمّر بالكامل منشأة بونغي – ري في أقصى شمال شرق البلاد، ودعت عدداً من الصحافيين لمشاهدة عملية تدمير الموقع.
وقال عدد من الصحافيين «إنهم سمعوا أصوات سلسلة من الانفجارات خلال النهار ثلاثة منها عند مداخل أنفاق تؤدي إلى المنشأة، تلته انفجارات لتدمير ثكنات وهياكل أخرى مجاورة».
وقال معهد الأسلحة النووية في كوريا الشمالية في بيان بالإنكليزية إنه «قام بعملية للتفكيك الكامل لموقع التجارب النووية الشمالي في 24 أيار لضمان شفافية وقف التجارب النووية»، بحسب ما نقلت وكالة كوريا الجنوبية الرسمية.
ورحّبت كوريا الجنوبية بهذه الخطوة، وصرّح نوه كيو – دوك المتحدّث باسم وزارة الخارجية للصحافيين «نتوقع أن تكون هذه فرصة لإتمام عملية تفكيك الأسلحة النووية بالكامل».