خميس: ندخل مرحلة إعادة الإعمار وقرارنا سيادي لا يقبل التشكيك الحاج حسن لـ «البناء»: معظم القوى السياسية تؤيد علاقات طبيعية مع سورية
دمشق ـ إنعام خرّوبي
أكد وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسين الحاج حسن أنّ معظم القوى السياسية اللبنانية تؤيد إقامة علاقات طبيعية مع سورية، داعياً إلى التعاطي مع مرحلة إعادة إعمار سورية «بمسؤولية» وليس انطلاقاً من مواقف سياسية.
كلام الحاج حسن جاء خلال مشاركته في الدورة الستين لمعرض دمشق الدولي. وقال الحاج حسن لـ «البناء»: «جئنا إلى دمشق تلبية لدعوة وجهت إلينا من الجهات الحكومية السورية المعنية، كما أنّ الجدل الذي يثيره الفريق الآخر حول زيارتنا هذه هو غير مبرّر، لأنّ سورية ولبنان دولتان جارتان صديقتان لهما علاقات اقتصادية وسياسية وأمنية واجتماعية وبينهما تمثيل ديبلوماسي واتفاقيات على كلّ المستويات».
وقال الحاج حسن: «إنهم يرفضون التنسيق مع الدولة السورية وهذا مخالف لما يجري على أرض الواقع». وسأل: «هل الحدود مغلقة؟ هل توقفت التجارة بين البلدين؟ أليس هناك تنسيقاً في عدة أمور مثل موضوع نهر العاصي والنهر الكبير الجنوبي والكهرباء وملف النازحين والزيارات المتبادلة لمواطني البلدين؟ ما هي الهوية التي يقدّمها النازح للأمن العام اللبناني أليست الهوية السورية؟ التنسيق في عودة النازحين بالتنسيق بين الأمن العام اللبناني والأمن العام السوري أليست تواصلاً وتنسيقاً بين البلدين؟ عندما يقدّم السفير اللبناني أوراق اعتماده للرئيس السوري والسفير السوري يقدّم أوراق اعتماده للرئيس اللبناني وحين يوقع رئيس الحكومة اللبنانية مرسوم تعيين سفير لبناني في دمشق. ماذا نسمّي كلّ ذلك؟ ولماذا هذه المكابرة»؟ واعتبر الحاج حسن «أنّ الفريق المعترض على التواصل مع سورية ينطلق في رفضه هذا من موقف سياسي واضح ومعروف.
وتحدث الحاج حسن عن مضمون المحادثات التي عقدها مع نظيره السوري محمد مازن يوسف ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور سامر خليل قائلاً: «بحثنا موضوع التجارة وعوائقها والآفاق المستقبلية وإعادة الإعمار. وأضاف: «بالنسبة إلى الآفاق المستقبلية لإعادة الإعمار، على سبيل المثال، هناك حاجة في سورية للترابة وفي هذه الحالة إذا لم يكن هناك تنسيق ودراسات بين البلدين ما سيحدث لسعر الترابة؟ إذا أراد منتج لبناني منتمٍ سياسياً لفريق 14 آذار هل سيأخذ موقفاً سياسياً ولا يصدّر إلى سورية»؟
وتابع الحاج حسن: «من هنا يجب التعاطي بمسؤولية في هذا الملف وليس انطلاقاً من مواقف سياسية باتت خلفياتها معروفة، خاصة أنّ اللبنانيين جميعاً، بكافة أطيافهم السياسية، يطالبون بحلّ لملف النازحين، لكن كيف سيتمّ ذلك من دون التنسيق مع الدولة السورية؟ الفريق المعترض على التنسيق يعبّر، كما قلت، عن مواقف سياسية ونحن نعمل بقناعاتنا السياسية ونقوم بواجباتنا وبدورنا العملي والدستوري».
أما بالنسبة إلى الشركات اللبنانية التي ستكون مشاركة في عملية إعادة الإعمار، وما إذا كانت الدولة السورية تضع «فيتو» على شركات ذات هوية سياسية معينة، أجاب الحاج حسن: «السوريون يعبّرون عن موقفهم بكلّ وضوح ويؤكدون أنّ هناك شركات محسوبة على الفريق الآخر في لبنان لن تقبل مشاركتها في عملية إعادة إعمار سورية».
وأشار الحاج حسن إلى «أنّ خسائر لبنان بسبب الحرب السورية بلغت، بحسب أرقام البنك الدولي، 18 مليار دولار. أما خسائرنا بسبب إقفال معبر نصيب عبر سنوات الأزمة فهي تتراوح بين 6 و8 مليار دولار خلال سنوات، بالإضافة إلى خسائر تكبّدناها بسبب إقفال معبر التنف على الحدود السورية العراقية». التعنّت السياسي لن يؤثر والأكثرية السياسية في لبنان هي مع علاقات طبيعية وعميقة وقوية مع سورية وهذا الأمر بات واضحاً. تبقى الأقلية السياسية التي تعبّر عن موقف مغاير أعتقد سيتغيّر موقفها مع الأيام ومع تبدّل المعطيات.
حفل الافتتاح
وقد افتتح المعرض مساء أمس برعاية الرئيس الدكتور بشار الأسد ممثلاً برئيس الوزراء السوري المهندس عماد خميس، بعنوان «عزّ الشرق أوله دمشق»، بحضور وزراء ونواب وشخصيات سورية وعربية وغربية سياسية وديبلوماسية ورؤساء الوفود الاقتصادية.
أما الوفد الرسمي اللبناني فضمّ الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: الصناعة حسين الحاج حسن، الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، الزراعة غازي زعيتر والسياحة أواديس كيدانيان. كما حضر حفل الافتتاح وفد من جمعية الصناعيين اللبنانيين المدير العام طلال حجازي ووجوه إعلامية وفنية واجتماعية سورية ولبنانية وعربية.
على مساحة 93 ألف متر مربع احتشدت 1722 شركة محلية وعربية ودولية عبر أجنحة منظمة ضمّت شركات من اختصاصات مختلفة ورفرفت أعلام 47 دولة في فضاء مدينة المعارض ـ طريق مطار دمشق الدولي.
بداية، تحدث رئيس المؤسسة الدولية للمعارض والأسواق الدولية فارس كرتلي عن تاريخ المعرض وفعالياته.
ثم ألقى رئيس الوزراء عماد خميس كلمة راعي الاحتفال ناقلاً تحياته إلى الحضور والمشاركين.
وأشار إلى «أنّ الإرهاب لم تحصد نتيجته سورية وحدها بل كلّ دول وشعوب العالم»، مؤكداً «أنّ سورية بشعبها وجيشها وقائدها صمدت وانتصرت وستنتصر في كلّ المعارك المقبلة وستفشل كلّ محاولات النيل من وحدتها وسيادتها». ولفت إلى «أنّ نجاح الدورة التاسعة والخمسين من معرض دمشق الدولي رغم أنها لم تسلم من غدر الإرهابيين وحقدهم، وانعقاد الدورة الستين، هو ثمرة تضحيات الجيش والحلفاء»، معلناً أنّ سورية «تخطو خطوات اقتصادية جادّة من شأنها إدخال البلاد في ورشة إعادة إعمار لم تشهدها المنطقة بمساعدة الحلفاء في المنطقة والعالم، وتواصل الحكومة التعاون مع الدول وحكوماتها ورجال أعمالها للتعريف بفرض الاستثمار في سورية»، مشدّداً على «أننا ندخل مرحلة إعادة الإعمار وقرارنا سيادي لا يقبل التشكيك ونرحب بكلّ تعاون مع الحلفاء والأصدقاء يحقق مصالحنا المشتركة لتعود سورية أقوى، بما تمتلك من قدرات وثروات وطنية أكبر من أن يدمّرها الإرهاب». ودعا خميس باسم الحكومة السورية «كلّ أبناء الوطن الذي اضطرتهم ظروف الحروب لمغادرة الوطن إلى العودة إليه والمساهمة في إعادة بنائه بعقولهم واستثماراتهم وسواعدهم».
وختم خميس بأنّ الحكومة «تعمل على تقوية العلاقات مع كلّ أحرار العالم وهي سياسة انتهجتها سورية منذ 1971 وتطمح إلى أن يكون المعرض طريق حرير جديداً يربط الشرق بالغرب ويحمل ثقافات الدول وحضاراتها».
وتحدّث رئيس دولة أبخازيا راوول خادجيمبا معرباً عن سعادته للمشاركة في المعرض، مؤكداً متانة العلاقة بين البلدين وأنّ أبخازيا تتطلع إلى تنمية هذه العلاقات.
واختتم حفل الافتتاح بعروض ولوحات فنية وفولكلورية متميّزة.
تصوير محمد الخطيب