دمشق حبل نجاتكم أيها العرب
ـ يتحدث بعض الإعلاميين والسياسيين العرب عن الزيارات الرئاسية العربية إلى سورية وعن استئناف العلاقات الدبلوماسية معها واستئناف الرحلات الجوية منها وإليها كأنها مواقف تكتب لهم في سجلهم القومي كمواقف ووقفات إلى جانب سورية.
ـ من المهمّ التوضيح أنّ هذا يُحسب لمن فعلوا ذلك يوم كانت سورية مهدّدة بالسقوط وكانت جحافل الإرهابيين تتدفق من كلّ حدب وصوب إليها، ويومها كان أغلب العرب يموّلون ويساندون هذا التدفق ويقدّمون له الغطاء.
ـ كلّ انفتاح على سورية اليوم هو استلحاق واستباق لإعلان نصرها وتنفيذ لتفاهمات دولية كبرى تلزمهم بهذا الانفتاح لأنّ الاستراتيجية الجديدة في العمل بدلاً من الحرب الفاشلة هو التقرّب ومحاولة التأثير في قرار سورية ومحاولة الدخول على خط التسوية السياسية فيها لضمان قدرة تحرك لاحق من ضمن منتجات هذه التسوية.
ـ سورية مستفيدة من هذا الانفتاح لشرعنة نصرها وتخفيف الأعباء عن مواطنيها وتحقيق انفراجات في اقتصادها وفتح الباب لإعادة الإعمار وعودة النازحين بتغطية شرعية دولية وغربية خصوصاً تحتاج هذا الدور العربي كغطاء للتراجع عن سياسات القطيعة والعقوبات التي كان العرب هم السباقون إلى تنفيذها.
ـ اليوم سورية أقوى العرب ويا ليت العرب يستقوون بها بدلاً من أن يكتفوا بتنفيذ الطلبات التي تأتيهم بالانفتاح عليها، فسورية وحدها تستطيع تنظيم علاقة عربية إيرانية تجلب الإطمئنان، وسورية وحدها تستطيع منح العرب فرص الدخول المتوازن على خط العلاقة بروسيا، وسورية صمام أمان فلسطين فليحيلوا عليها المسؤولية بدلاً من التورّط في الأسوأ…
التعليق السياسي