بيتر فيرارا واللعب مع نبيه بري

ـ تصنيف الحرس الثوري الإيراني على لوائح الإرهاب الأميركية يحدث للمرة الأولى منذ أربعين عاماً، فلماذا يستبعد أن يطال نظام العقوبات الأميركي شخصيات كان مستحيلاً أن يطالها، حسبما يقول بعض المحللين.

ـ بالمباشر نجيب أنه رغم كلّ حفلة الجنون ليس في واشنطن من يستطيع إحراق السفن وإغلاق طرق التفاوض السياسي في ظلّ العجز عن الذهاب في لغة التصعيد إلى ما بعد الكلام أيّ شحذ الأسلحة نحو الحرب، ولذلك فإنّ رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أكبر من معادلة اللعبة التكتيكية للعقوبات مع حزب الله، وهو مفصل في ترتيب توازنات المنطقة، لا غنى عنه حتى بالنسبة للاعب أميركي يبيع ويشتري لحساب «إسرائيل» ويعرف موقع بري المزعج والمؤذي للمصالح «الإسرائيلية»، لأنه في نهاية الطريق لا بدّ من التفاوض وللتفاوض لا بدّ من مفاوض، والمفاوض لا تختاره واشنطن وحدها ونموذج عُمان التي تسوّق للتطبيع لم يعد صالحاً للمهمة.

ـ لذلك يلاعبون بري على حافة الهاوية وهو الذي يتقنها واختاروا للعبة شخصية فكرية هي بيتر فيرارا الذي كان مستشاراً في مكتب الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان وكلف الآن بتولي إدارة الحرب النفسية مع بري، واختار فيرارا التسريبات الصحافية طريقاً لحربه، وفيرارا صديق شخصي للرئيس الأميركي دونالد ترامب ولوزير الخارجية مايك بومبيو، ويظهر مرة كمحلل وكاتب ومرات كمستشار غير معلن لترامب، وقد زار بيروت مرات والتقى ببعض شخصياتها، وهو صاحب نظرية «الترامبية هي الريغانية الجديدة».

ـ لفيرارا ألف سبب وسبب لينزعج من بري، فهو منزعج من بري في تفعيل حراك عراقي شيعي نحو السنة والأكراد وبين إيران والسعودية، ومنزعج من دبلوماسية بري البرلمانية المعادية للتطبيع مع «إسرائيل»، ومنزعج أكثر من رؤية بري لحساسية ملف النفط والغاز وتعهّده اللعب على حافة الهاوية مع التهديدات الأميركية بالإنسحاب من دور الوسيط، ما لم يتمّ قبول العروض التي يمنح بموجبها الأميركي نصف المربع المختلف عليه هدية لـ «إسرائيل»، وبري فعلها ورفض.

ـ سرّب فيرارا حديث العقوبات ولمّح بومبيو ونفى أعضاء في الكونغرس، وبري يعرف قواعد اللعبة فيلاعبها بالصمت وابتسامة وغمزة عين تقول سنرى!

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى