عيد ميلادي
في يوم مولدي!
لم يسألني أحد
إن كان لي الرغبة
في الحضور،
لم يكترث أحد لِما
قد ينتابني من شعور،
من قال:
بأن الجنين لا يفقه
شيئاً من الأمور؟
ولله لولا مشيئة
الرحمن لكنت نطقت
ولكنت سردت كل
تفاصيل حياتي في
سابقات العصور،
في يوم مولدي!
كان كل شيء يبدأ
تأتي من بعده البقيّة،
من أول جملة بسملة
نطقوها في أذني
إلى من بارك مولدي
وقدم التهاني والهدية،
أطلقوا عليّ اسماً
في قيد نفوسي
ليرافقني إلى حين
تسلمي تلك الهوية،
في يوم مولدي!
كان يعتصر قلبي ألماً
خوفاً من المجهول،
كنت أنظر إلى كل من
حولي بخشية وذهول،
وكان الواضح
في وجهي وعيوني
الحزن والذبول،
وعندما كبرت،
كان كل شخص
يسألني بكل فضول،
لِم كل هذا
الحزن في عينيك؟
ألم يحن الوقت
لهذا الحزن أن
يتلاشى ويزول؟
وفي يوم ميلادي!
يقدمون لي التمنيات
والتهنئة والمعايدات
ويرسلون ليّ قوالب
الحلو والورود
في باقات،
وكأنّ ما قد مضى
من عمري
كان حافلاً بالمسرّات
وبأجمل الذكريات!
لا أحد يعرف حتى
تاريخ هذا اليوم
ما قضيته طوال
عمري في صراع
مع المعجزات
وبأن روحي
تحتضر منذ الولادة
وإلى الآن لا تزال
روحي تحتضر
بكل وقت من الأوقات،
عذراً أيها الأحباب
فأنا لا أعتقد
بعد كل هذا العمر
أن تتبدّل حياتي
من ألم جارف
إلى حياة خالية
من الحزن مليئة
بالمفاجآت والمسرّات.
عبير فضة