رئيس نادي شباب البرج نادر علامة: «النخبة» طموحنا و «البرج» شقيقنا وصعودنا دليل على حيادية اتحاد اللعبة
هي المرّة الأولى التي يترفّع فيها فريق كرة قدم في لبنان من الدرجة الرابعة إلى الدرجة الأولى، مشوار تصاعدي سريع لنادي شباب البرج لفت فيه الأنظار واستحق عليه الثناء والاشادة، وتشاء الأقدار أن يدخل إلى دوري الأضواء بمعية غريمه وجاره التقليدي اللدود العائد اليها بعد طول غياب، نادي البرج. وما بين البرج و «شبابه» المتجدد حكاية طويلة من المناكفات والسجالات، التي ما ان تهدأ لفترة حتى تعود وتشتعل لفترات!
مع صعود شباب البرج، الذي كان يحمل في السابق اسم «الارشاد» كان لا بدّ من اللقاء مع ربّان سفينته المبحرة في بحر متلاطم الأمواج، شددنا الرحال إلى مكتب الرئيس الشاب للنادي الواعد نادر علامة مواليد 1972 لنخرج بهذه المحصّلة من الاجابات والتوضيحات.
س ـ كيف وصلت اليك دفّة الرئاسة، ولماذا تغيير الاسم؟ وهل خضعت عملية تشكيل الادارة إلى اعتبارات عائلية ومناطقية؟
ج ـ من منطلق حبي لكرة القدم ووجودي في الصف الأول بين مشجعي أندية البلدة، ونتيجة تمنّي من الصديقين أنور سليم وعبد الناصر ملكي في العام 2017 تصدّيت لموقع رئاسة النادي عندما كان يخوض موسمه في الدرجة الثالثة، وبفضل التعاون والتنسيق والتخطيط دفعنا بالنادي خطوات إلى الامام ليصل الى دوري الأضواء في وقت قياسي.
وحول تغيير الاسم، أوضح علامة: «بداية أود أن أثني على جهود الذين أطلقوا وأسسوا ولعبوا ضمن صفوف نادي الارشاد الذي انطلق من اسم المدرسة التي كان يتعلّم فيها معظم المؤسسين لهذا النادي، ودافعنا إلى تغيير الاسم هو أن نكون أكثر التصاقاً ببلدتنا برج البراجنة وناسها، وهنا أسجّل عتبي على إصرار بعض جماهير نادي البرج الشقيق على إطلاق الشتائم خلال المباريات بحق الارشاد ومؤسسيه، فيما المرحلة الراهنة تقتضي شبك الأيدي والتعاون لما فيه المصلحة العامة».
وعن آلية تشكيل الهيئة الادارية وارتباطها بمعايير عائلية ومناطقية، قال: «لا نقدر على تجاوز تلك الخطوط العريضة والمعايير الخاصة، خصوصاً وأنك عندما تكون في الدرجة الرابعة أو الثالثة لا يمكنك استقطاب آخرين من خارج البلدة ونسيجها الاجتماعي بهدف الدعم والتمويل، وعلى هذا الأساس جاءت الادارة انعكاساً لنسيج برج البراجنة العائلي والاجتماعي».
س ـ بالانتقال إلى موازنات المواسم السابقة وصولاً للأولى، ماذا تخبرنا؟
ج ـ لا شك أن موازنتنا كانت تتضاعف من درجة إلى درجة، وغالباً ما كنا نتجاوز الموازنة المرصودة لكل بطولة، اليوم ومع وصولنا إلى الدرجة الأولى سننطلق من الرقم 350 ألف دولار وما فوق طبعاً، فهناك مصاريف في أكثر من اتجاه، وقد تدارسنا مطوّلاً في كافة التفاصيل المطلوبة والمحتملة منذ اللحظة الأولى للصعود».
س ـ ماذا تخبرنا عن العلاقة التي تربط «شباب البرج» وشقيقه وجاره «البرج»؟
ج ـ سيبقى الشقيق والقريب بالرغم من بعض المناكفات و»الزكزكات»، فالديربي محفوف بمثل هكذا أجواء وحساسيات، على أمل الالتزام بقناعة التنافس الشريف ومبدأ تقبّل الخسارة، وسنبقى أشقّاء ونتمنى الخير لبعضنا، ومن جهتي علاقتي طيبة وممتازة مع غالبية اداريي نادي البرج والقيّمين عليه.
س ـ وماذا عن لقاءات «ثلاثي» الضاحية تحت الأضواء، وهل فريقك أقرب إلى البرج أو إلى الساحل؟
ج ـ مبتسماً … انها رياضة والتنافس مشروع، ونحن والساحل على علاقة ممتازة ولن يحصل أي تشنّج خلال أي لقاء بيننا، وأرى أن الحساسية ستكون مرتفعة عند لقاء البرج والساحل، على أمل أن تبقى ضمن الأطر الرياضية والتشجيع الحضاري ومن دون خلافات… وبصراحة نرى نادينا أقرب إلى الساحل لجهة التنسيق والتعاون والتقارب الرياضي والاجتماعي والعائلي، وقد باشرنا بالتنسيق مع الساحل خلال المواسم الماضية ، فهو دعّم صفوفنا بلاعبين .. وتجمعنا أيضاً العلاقة المتينة مع هيئته الادارية وخصوصاً النائب الدكتور فادي علامة الذي نكن له كل التقدير ونرفع له أسمى آيات الشكر.
س ـ فعلياً، هل باشرتم بعمليات التدعيم للموسم، ومن سيمسك بدفة التدريب وأي ملعب ستعتمدون؟
ج ـ بشأن المدرب لم نتخذ أي قرار بعد، وقد باشرنا اتصالاتنا بهدف التدعيم في ضوء التقرير الذي قدّمه لنا المدربان مالك حسون وحسين حمدان، وسنترك عملية اختيار الملعب والاجانب للجهاز الفني ليكون امام مسؤولية تامة عن خياراته لاحقاً.
س ـ طموحاتكم لموسمكم الأول في الدرجة الأولى؟
ج ـ بصراحة، سنسعى لأن يكون لنا بصمة متميزة على كافة الجبهات، الفنية والاخلاقية والرياضية، هدفنا أن نكون بين الستّة الأوائل، وشعارنا المرفوع والدائم هو المصداقية في العمل والتعاطي، ولا شك بأن حجم الموازنة سيحدد طبيعة طموحاتنا.
س ـ ومن أين ستؤمنون الموازنة؟
ج ـ في السابق كان تمويلنا ذاتياً، أما حالياً ومع اختلاف الموقع سنسعى إلى تأمين موازنة لائقة بحسن التمثيل لبلدتنا، وفي هذا المجال طرحنا عدّة أفكار ورسمنا جملة من الخطط التمويلية والتسويقية، وحالياً نفتّش عن استثمار تجاري تعود أرباحه للنادي، وسنجتهد أيضاً للتعاون البنّاء مع فعاليات ورجال أعمال لديهم القدرة على ضخ أموال في صندوق النادي، بالاضافة إلى الرعايات التجارية، وهذا كلّه يهدف إلى ضمان الاستمرارية المشرّفة لبلدتنا تحت أضواء كرة القدم اللبنانية.
س ـ ختاماً، ما تعليقكم على موضوع المراهنات، والحديث الدائر حول التغيير المرتقب في الاتحاد الكروي؟
ج ـ من جانبنا، سبق وعانينا من آفة المرهنات في بطولة الدرجة الثانية، وأدعو الاتحاد ليضرب بيد من حديد ويبعد المرتكبين عن الملاعب والأندية نهائياً. وبالنسبة للاتحاد وعمله ودوره، يجب أن ندرك كأندية ما على الاتحاد من مهام مطلوبة في سياق دفع اللعبة الشعبية الى الأمام، وهل يقوم بدوره على خير ما يرام؟ وهل الدولة عبر وزارة الشباب والرياضة تهتم بالرياضة وتراقب مجرياتها وبطولاتها؟ …. مع احترامي للجميع الشخص لا يقدّم ولا يؤخّر، فالمشروع المتكامل المدروس هو الأساس في انهاض اللعبة وتطويرها… وأرى في صعودنا مع البرج كفريقين من نفس البلدة دليل واضح على حيادية ومصداقية الاتحاد في عمله وكنّا قد سمعنا مراراً وتكراراً بأن الاتحاد لن يقبل بصعود فريقين من نفس المنطقة إلى الأولى.
كلمتكم الأخيرة؟
ـ أتمنى للعبة الشعبية المزيد من النهوض والارتقاء وعلى الأندية التعاون مع القيمين على ادارتها لتحقيق ذلك الأمر، كما أدعو جماهيرنا لمواكبة الفريق خلال المباريات بروح رياضية وهتافات حضارية، ونعدكم بتقديم صورة مشرفة تعكس واقعنا واخلاقياتنا، والشكر موصول للقسم الرياضي في جريدة البناء على هذا اللقاء الشامل.