طهران… لا مفاوضات إلا على الانسحاب الأميركي
محمد صادق الحسيني
بوق الحرب والتطرف الصهيوني القابع في البيت الأبيض، مستشار الرئيس الأميركي جون بولتون، مصاب بإحباط شديد بعد ان أحبط رئيسه كلّ جهوده الداعية الى شنّ حرب ضدّ إيران.
أما أسباب هذا الإحباط، كما أكد مصدر استخباراتي عسكري من إحدى دول الناتو العظمى، فهي التالية:
1 ـ اكتشاف بولتون لغبائه وجهله بالاستراتيجيا والسياسة والعسكرية، وذلك بعد توجيه البنتاغون لحاملة الطائرات الأميركية، ابراهام لينكولن، إلى بحر العرب، بدلاً من دخولها الى الخليج لتحلّ محلّ حاملة الطائرات ذات الدفع النووي، جون نيميتس، المتموضعة في البحرين منذ بداية شهر آذار الماضي.
2 ـ انّ قرار إبقاء حاملة الطائرات لينكولن خارج بحر خليج فارس قد اتخذ بناء على قرار من الرئيس الأميركي نفسه كي لا تبدو خطوة إدخال هذه الحاملة الى الخليج وكأنها استفزاز لإيران.
3 ـ إبلاغ الرئيس الأميركي لوزير دفاعه شخصياً بانه لا يريد حرباً مع إيران وعلى البنتاغون ان يتصرف تحت هذا السقف.
4 ـ أما الدليل الأكبر على جهل جون بولتون بمجريات الميدان فهو الدخول الأكثر سلاسةً لمدمّرتين أميركيتين، هما المدمّرة ماكفول والمدمّرة غونزاليز، يوم الخميس 16/5/2019 إلى مياه الخليج وبالتنسيق الكامل والهادئ مع وحدات الحرس الثوري البحرية العاملة في المنطقة.
5 ـ وهذا يعني انّ جون بولتون ليس أكثر من بوق يصدر ضجيجاً ولا أحد يستشيره أو يستمع إلى عنترياته الفارغة، لا في واشنطن ولا في طهران طبعاً، وانّ رياح المنطقة تسير بعكس ما تشتهي سفنه.
6 ـ وهذا ما ينطبق تماماً على بقية أعضاء الفريق ب B، من بنيامين نتن ياهو الى ابن سلمان وصولاً الى ابن زايد، الذين تعامل معهم الرئيس الأميركي بكلّ ازدراء ودون ان يلتفت اليهم لا في صغيرة ولا كبيرة، حتى بعد الهجوم الذي حصل في الفجيرة وعملية الهجوم الجوي المسيّر الذي نفذته قوات أنصار الله على محطات ضخ النفط السعودية، مما أسفر عن إخراج هذا الخط، الذي ينقل ثلاثة ملايين برميل من النفط السعودي من المنطقة الشرقية الى ميناء ينبع من العمل.
7 ـ وهو ما يعني انّ جميع هؤلاء، بمن فيهم «إسرائيل» وبغضّ النظر عما يرافق موضوع صفقة القرن من ضجيج إعلامي، قد أصبحوا خارج المعادلات الاستراتيجية التي لا يقرّر فيها إلا القوى العظمى الدولية، روسيا والصين والولايات المتحدة، والقوى العظمى الاقليمية المتمثلة في محور المقاومة وعلى رأسه إيران.
8 ـ وهذا هو جوهر ما يجري بالضبط حالياً من اتصالات دولية متسارعة، بين إيران وحلفائها من جهة وبين إيران والولايات المتحدة من جهة أخرى بطريق غير مباشر. والأهمّ من ذلك كله انّ كلّ هذا يجري في ظلّ صمود إيراني كبير في وجه الحصار المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
الأمر الذي جعل إيران تتمكّن من إطلاق هذه الديناميكية الفعّالة، في التعامل مع العقوبات الأميركية ومحاولات الترهيب والحرب النفسية التي تمارسها الولايات المتحدة ضدّها، حسب الأجندة الإيرانية وليس الأميركية.
أيّ انّ إيران لم تخضع للشروط الأميركية ولَم تذهب للمفاوضات وإنما اعتمدت آليات لإدارة الأزمه بينها وبين الولايات المتحدة، دون الوصول إلى المواجهة العسكرية، ولإجبارها على التراجع عن الإجراءات، كلها جميعاً، التي اتخذتها بحق إيران والبقاء على أهبة الاستعداد حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
علماً انّ محور المقاومة بكامل جهوزيته لاحتمالات حسم المواجهة بشكل نهائي لو فكّر الأميركي خلاف ذلك وبأدوات مختلفة، انْ لزم الأمر، والتي ستكون أولى خطواتها حينئذ الصعود الى الجليل وما بعد بعد الجليل…!
بعدنا طيّبين قولوا الله…