السبسي يعتبر المرزوقي مرشح «السلفية الجهادية»
في وقت تواصلت عمليات فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية التونسية التي أجريت أول من أمس الأحد تؤكد استطلاعات الرأي والتقديرات والنتائج الجزئية فرضية المرور إلى دور ثان يجمع المرشحين منصف المرزوقي والباجي قايد السبسي.
وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أن نسبة الاقتراع داخل البلاد بلغت 64.6 في المئة ونحو 30 في المئة خارجها. وفي مؤتمر صحافي عقدته في العاصمة تعهدت الهيئة إعلان نتائج الانتخابات بعد 48 ساعة.
ومن المتوقع الذهاب نحو جولة إعادة ثانية بين المرشحين المنصف المرزوقي والباجي قايد السبسي بعد أن أعلنت إدارة حملة كل منهما تصدر الجولة الأولى.
وبحسب وكالة الأناضول – في إحصاء خاص بها اعتماداً على النتائج الجزئية التي تصدر تباعاً في مكاتب الاقتراع داخل المحافظات – إنه بعد فرز حوالى ثلثي الأصوات يأتي قايد السبسي في المرتبة الأولى بـ42 في المئة من أصوات الناخبين يليه منصف المرزوقي بـ34 في المئة، في حين حصل حمة الهمامي صاحب المركز الثالث على 9 في المئة من الأصوات.
جهات عنيفة تدعم المرزوقي
في الأثناء، اتهم الباجي قائد السبسي المرشح الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية التي أجريت الأحد في تونس، الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي منافسه الرئيسي في الانتخابات، بأنه مرشح «الإسلاميين والسلفيين الجهاديين».
ولم تعلن الهيئة المكلفة تنظيم الانتخابات بعد النتائج الرسمية، إلا أن مديري الحملتين الانتخابيتين لقائد السبسي والمرزوقي أعلنا أنهما سيتنافسان في الدور الثاني المقرر تنظيمه قبل نهاية كانون الأول المقبل.
وقال قائد السبسي 87 سنة في تصريح أمس لإذاعة «آر أم سي» الفرنسية «من صوتوا للمرزوقي هم الإسلاميون الذين رتبوا ليكونوا معه، أي إطارات حزب حركة النهضة، والسلفيون الجهاديون، ورابطات حماية الثورة وكلها جهات عنيفة».
وفاز حزب «نداء تونس» الذي أسسه الباجي قائد السبسي في 2012 في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 26 تشرين الأول الماضي على حركة النهضة التي حكمت تونس منذ نهاية 2011 وحتى مطلع 2014.
وكانت الحركة تخلت عن السلطة لحكومة غير حزبية تقود البلاد حتى اجراء انتخابات عامة، لإخراج تونس من أزمة سياسية حادة اندلعت في 2013 إثر اغتيال اثنين من قادة المعارضة وقتل عناصر من الجيش والشرطة في هجمات نسبتها السلطات إلى إرهابيين.
ولم تقدم حركة النهضة مرشحاً للانتخابات الرئاسية وأعلنت أنها تركت لأنصارها حرية انتخاب رئيس «يشكل ضمانة للديمقراطية». ويعتقد خصوم الحركة التي حلت الثانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة أن «النهضة» تدعم بشكل غير معلن المرزوقي في الانتخابات، في حين تنفي الحركة ذلك.
وأصر الباجي قائد السبسي على أن «كل الإسلاميين اصطفوا وراءه المرزوقي» في انتخابات الأحد. وتوقع قائد السبسي أن تونس ستنقسم خلال الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية إلى «شقين اثنين، الإسلاميون من ناحية وكل الديمقراطيين وغير الإسلاميين من ناحية اخرى».
وبحسب القانون الانتخابي، يتعين على الهيئة الانتخابية إعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في أجل أقصاه ثلاثة أيام بعد إغلاق آخر مكتب للاقتراع أي في 26 تشرين الثاني، لكن الهيئة أعلنت أنها «ستسعى إلى اختصار هذا الأجل إلى يومين».
ووفق هذا القانون، وفي حال عدم حصول أي من المرشحين على «الغالبية المطلقة» من أصوات الناخبين أي 50 في المئة +1، تجرى دورة انتخابية ثانية في أجل أقصاه 31 كانون الأول المقبل، يشارك فيها فقط المرشحان الحائزان المرتبة الأولى والثانية في الدورة الأولى.
المرزوقي يدعو السبسي إلى مناظرة تلفزيونية
في السياق، قال المرزوقي في وقت متأخر من مساء الأحد، في كلمة لأنصاره من شرفة المقر المركزي لحزبه، إنه يدعو منافسه في الجولة الثانية «إلى مناظرة تلفزيونية ومواجهته مباشرة أمام الشعب التونسي»، وفق ما نقلت «رويترز».
وأضاف أنه ينتظر من منافسه «عدم التهرب من هذا التحدي». ودعا المرزوقي حلفاءه في النضال ممن لم ينجحوا في الفوز في انتخابات الرئاسة إلى دعم رئيس ديمقراطي ضد عودة الآلة القديمة في إشارة للسبسي.
وسيحكم الرئيس الجديد تونس لولاية من خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، وفق الدستور التونسي الجديد الذي صادق عليه المجلس التأسيسي مطلع عام 2014، ولا يمنح الدستور سوى صلاحيات محدودة لرئيس الدولة، لكن الاقتراع العام يمنحه وزناً سياسياً كبيراً، كما يتمتع الرئيس بحق حل البرلمان إذا لم تنل الحكومة التي تعرض عليه الثقة لمرتين متتاليتين.