ورد وشوك
دون اختيار كنّا من بين الركاب في قطار الحياة… أقلع بنا وما كنا ندري ما كنه المشوار ولا أين سيحطّ بنا الرحال…
هي رحلة ما خططنا للقيام بها… وبالبداية ما اخترنا فيها الرفاق…
كل ما عرفناه تاريخ انضمامنا لعداد المسافرين في هذا القطار
تاركين أمر تقدير زمن الرحلة لقائدها كما بقي مكان المحطة الأخيرة بالنسبة للمسافرين مجهول العنوان…
الركاب مزيج متنوّع مختلف في أهوائه والانتماءات. فهو خليط من البشر ينحدر من مختلف مستويات المجتمعات نتآلف مع بعضهم والبعض الآخر يبقى لدينا مجرد أرقام…
رغماً عنا تخللت الرحلة محطات أحياناً نزولاً عند رغبة بعض الركاب وأحياناً لضرورات ارتآها سائق القطار لتزويده بالوقود وإجراء بعض الإصلاحات
لاستمرار سيره بأمان برحلة لا تشبه غيرها من الرحلات…
رحلة لمرة واحدة لا يمكن أن تُعاد والمسافة التي نطويها أثناءها تتوارى عن الأنظار ولا يبقى منها سوى أثرها على الركاب الذي قد يكون بالسلب أو الإيجاب…
بعض الركاب ترجل بعد أن أتعبه السفر وغاب عن الأنظار إلا أن ذكره بقي متواجداً بين من كانوا له أهلاً وأصدقاء. وهناك من ملّ الرتابة والانقياد لرغبات السائق والركاب في اختيار أوقات المحطات وقرر ألا يبقى أمره مرهوناً لما تشاءه الأقدار.
فالحياة جميلة وجمالها مرهون بالاستقرار فيها وحسن الاختيار لا أن يبقى المصير رهناً لسير سكة هذا القطار.
فالحياة أخذ وعطاء ورحلاتها المفروض أنها اختيارية وغير إلزامية لنا أن نختار فيها الرفقاء.
رشا المارديني