820 نازحا سورياً عادوا طوعاً إلى ديارهم بإشراف الأمن العام
أعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان، أنها قامت اعتباراً من صباح أمس «بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR وفي حضور مندوبيها بتأمين العودة الطوعية لـ 820 نازحا سورياً من مناطق مختلفة في لبنان إلى الأراضي السورية عبر مراكز المصنع، القاع والعبودية الحدودية، ومن عرسال عبر معبر الزمراني على الحدود السورية.
وواكبت دوريات من المديرية العامة للأمن العام النازحين الذين انطلقوا بواسطة حافلات أمّنتها السلطات السورية لهذه الغاية وبواسطة آلياتهم الخاصة من نقاط التجمع المحدّدة في بيروت، المصنع، طرابلس، العبودية، النبطية، صيدا، برج حمود، القاع وعرسال حتى الحدود اللبنانية – السورية».
وكانت دخلت فجر أمس 10 باصات سورية معبر المصنع لتأمين عودة مئات النازحين السوريين ضمن الحملة الطوعية التي تشرف عليها المديرية العامة للأمن العام عبر معابر العبودية والمصنع.
وفي نقطة المصنع، انتظرت حافلة واحدة لنقل حوالى30 نازحاً إلى منطقة ريف دمشق.
ودقّق الأمن العام بأسماء المغادرين، فيما تولت مفوضية شؤون اللاجئين بتوزيع كتيّب على العائدين يتضمّن مراكزها ومكاتبها لتقديم المساعدات.
وتجمّع النازحون العائدون منذ ساعات الصباح الأولى في باحات معرض رشيد كرامي الدولي حيث تولى عناصر الأمن العام التدقيق في أوراقهم الثبوتية في حين تولت حافلات تعود لوزارة النقل السورية نقلهم إلى الداخل السوري كما سجل انتشار لوحدة من الجيش اللبناني عند مداخل المعرض وفي محيطه.
وأشرف رئيس شعبة معلومات الأمن العام في الشمال العقيد خطار ناصر الدين، على عملية الانطلاق بتوجيه مباشر من اللواء عباس إبراهيم حيث عمل الجهاز الإداري على الكشف على أسماء العائدين على مدى أسابيع عدة.
وفي النبطية تجمّعت دفعة جديدة من النازحين السوريين قوامها 59 شخصاً، في «مركز كامل يوسف جابر الثقافي» في النبطية أقلتهم حافلتان باتجاه الأراضي السورية، يرافقها 3 سيارات «بيك أب» تحمل أمتعة العائدين، وذلك في إطار العودة الطوعية والآمنة التي ينظمها الأمن العام وسط انتشار للجيش في محيط المركز.
وغادر63 نازحاً سوريّاً صيدا عائدين إلى ديارهم، وتابع رئيس المكتب الإقليمي للأمن العام في الجنوب علي قطيش صباحاً، مغادرتهم الطوعية من ملعب صيدا البلدي.
وكان المقدم قطيش حضر صباحاً مع فريق من النقباء والضباط والعناصر لإنجاز الإجراءات والتدابير اللوجستية والأمنية لعودتهم. وجرت استعدادات العودة وسط مواكبة من ممثلين لهيئات إنسانية وجمعيات دولية ولبنانية.
وفي عكار توافد العديد من أبناء العائلات السورية النازحة الراغبين بالعودة طوعاً إلى ديارهم، نحو نقطة العبودية الحدودية بين لبنان وسورية، وفق الآلية التي وضعتها المديرية العامة للامن العام، وفي حضور ممثلين عن منظمة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR.
وباشر عناصر الأمن العام عند هذه النقطة بإشراف رئيس مكتب معلومات الأمن العام في عكار الرائد وسيم الصايغ باتخاذ كلّ التدابير لتسهيل عودة النازحين والتدقيق بأسماء المغادرين لمطابقتها واللوائح الإسمية الموضوعة لكلّ الأشخاص الذين أبدوا رغبتهم بالعودة طوعاً إلى مدنهم وبلدتاهم وقراهم السورية.
وأكد عدد من السوريين العائدين رغبتهم وسرورهم بالعودة إلى ديارهم التي كانوا نزحوا عنها قسراً منذ بدء الازمة السورية، شاكرين الأمن العام اللبناني على الجهد الذي يبذله لتأمين وتسهيل هذه العودة الطوعية.
وفي برج حمّود تجمّع عدد من النازحين السوريين في الملعب البلدي وحمل هؤلاء أمتعتهم وأوراقهم الثبوتية حيث قام الأمن العام بالتدقيق بها والتأكد من صلاحيتها.
وتجمّع 44 شخصاً منذ الصباح في باحة المدينة الرياضية في بيروت، وانطلق 28 منهم عن طريق العبودية و16 عن طريق المصنع. وقد تولت حافلات تعود لوزارة النقل السورية نقلهم إلى الداخل السوري، في حضور مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. كما حضر فريق من وزارة الصحة اللبنانية لتلقيحهم ضدّ الشلل.
وغادر 200 نازح سوري الأراضي اللبنانية من مخيمات عرسال إلى سورية ضمن برنامج العودة الطوعية الذي ينظمه الأمن العام اللبناني.
وانطلقت رحلة العودة وهي الأولى هذا العام والعاشرة من عرسال بعد توقف دام تسعة أشهر إلى القلمون الغربي من بلدات قارا وفليطا ويبرود والجراجير ودير عطية.
وقام الجيش اللبناني بإجراءات أمنية مشدّدة وواكب النازحين حتى معبر الزمراني على الحدود اللبنانية السورية عبر الجرود كما واكبها ممثلون عن الهيئات الدولية والصليب الأحمر اللبناني الذي تولى نقل مريض من النازحين إلى الأراضي السورية. وأشرف على العودة من الجانب اللبناني رئيس دائرة بعلبك الهرمل في الأمن العام اللبناني المقدم الإداري غياث زعيتر والرائد علي المظلوم. كما غادر من مشاريع القاع أربعة نازحين فقط.
اللبناني الواعد
من جهته، أعلن الحزب اللبناني الواعد، في بيان، أنه نظّم عودة الدفعة السابعة من النازحين السورين إلى ديارهم، حيث ضمّت ما يقارب الـ 150 نازحاً عادوا من منطقة كسروان. وانتقد «تقاعس الدولة عن القيام بواجباتها في هذا المجال»، وقال» يتأكد يوماً بعد الآخر صوابية القرار الذي اتخذه الحزب لجهة العمل على مساندة الدولة في إعادة النازحين السوريين إلى قراهم لا سيما أنّ الأمن والهدوء باتا يعمّان غالبية المناطق السورية».
وأضاف «معظم المبادرات والمحاولات داخلية كانت أم خارجية لم تكن على مستوى الفاعلية المطلوبة ومعظمها قد توقف نتيجة تقديم ملفات أخرى على هذا الملف الذي يمسّ الكيان والاقتصاد. في حين أنّ الحزب اللبناني الواعد ما زال مثابراً في التواصل مع النازحين وإقناعهم بجدوى العودة وخير دليل الدفعة التي تغادر اليوم أمس ».
وفي سياق متصل، حذر الحزب «من مغبّة زجّ هذا الملف في الزواريب السياسية الضيقة التي ستزيد الأمر تعقيداً»، داعياً إلى «عدم انتظار الحلّ السياسي الخارجي الذي لن يجدي نفعاً في ظلّ هذا الكمّ الكبير من التحريض إلى جانب محاولات المجتمع الدولي المستمرة لإقناعهم بالبقاء في لبنان مقابل حفنة من المساعدات لا تقارن بأهمية العيش بكرامة على أرضهم وفي أملاكهم».
وختم «عوض الجلوس والانتظار على جميع المعنيين العمل بمثابرة لتفعيل العودة. ويدنا ممدودة إلى الجميع».