أرسلان يضع هواجسه عند بري… متمسكاً بالعدلي… وجنبلاط لضمّ الشويفات علي عبد الكريم: القومي شريك في الحرب على الإرهاب… وسعد: فلتبادر الحكومة للحوار مع سورية
كتب المحرّر السياسيّ
يبدو أن جميع اللاعبين الإقليميين والدوليين والمحليين بات يصفر ساعاته بانتظار توقيت انطلاق المعركة الفاصلة في إدلب، التي يستعد لها الجيش السوري ومعه الحلفاء سواء روسيا أو إيران وقوى المقاومة، بعدما نضجت الظروف والمعطيات الروسية الخاصة بالموقف التركي لتحديد الساعة الصفر لبدء المعركة، التي صارت ضرورة في ظل تمادي الجماعات الإرهابية بقصف مواقع مدنية بعيدة عن جبهات القتال مهدّدة دورة الحياة الطبيعية في المدن والبلدات والقرى، خصوصاً في موسم الاصطياف حيث تشهد ازدحاماً استثنائياً سواء في الساحل أو الجبل، أما على مستوى الموقف التركي فقد ظهرت إشارات سياسية لافتة من الحكومة التركية منها الإعلان عن توقع ولادة اللجنة الخاصة بمناقشة الدستور بين الحكومة وقوى المعارضة خلال الأيام المقبلة، وهي اللجنة التي تعطلت لشهور طويلة بسبب تعنت تركيا التي ترعى الجماعات المعارضة وتتولى تسمية ممثليهم، بينما أعلن وزير الخارجية التركية رفض حكومته للعرض الأميركي الخاص بالمنطقة الآمنة، الذي بدا ثمناً تعرضه واشنطن على تركيا للتراجع عن تفاهماتها مع روسيا حول مستقبل معركة إدلب.
في لبنان لا تبدو الأطراف التي راهنت على الحرب في سورية وتورطت في فصولها أقل قلقاً من واشنطن، التي تخشى اقتراب لحظة مطالبتها بالخروج من سورية وتفكيك بنى الدويلة التي أقامتها في شرق الفرات، حيث يبدو الهدف في لبنان إشغال قوى المقاومة وإرباك حزبها الرئيسي الذي بات مصدر التهديد الرئيسي لمستقبل كيان الاحتلال، حيث كان لافتاً تزامن تنظيم حملة داخلية عن فلتان المعابر الحدودية وتخصيص مرفأ بيروت بحصة كبيرة من الحملة تحت عنوان مكافحة التهريب، مع الكلام الأميركي والإسرائيلي عن قيام حزب الله باستخدام مرفأ بيروت لإدخال الصواريخ إلى لبنان.
على المسار الحكومي لا تزال قضية انعقاد الحكومة عالقة عند «كوع قبرشمون»، ولا تزال المساعي عالقة في مفترق الطريق بين المجلس العدلي والمحكمة العسكرية، وقد حطّ الملف مجدداً في عين التينة، حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان، الذي أكد بعد اللقاء تمسكه بالإحالة إلى المجلس العدلي، مع تفويض بري إيجاد الحلول المناسبة التي تجنب البلد مزيداً من التصعيد وتحفظ الحقوق. والمصادر المتابعة قالت إن اللقاء استم بالصراحة بين الطرفين في مقاربة القضية التي يخشى بري من تمسك أرسلان بالتوافق المسبق على إحالتها إلى المجلس العدلي أن تؤدي إلى أزمة طويلة،
ويخشى أرسلان من التراجع عن تمسكه المسبق وقبوله بالوعود بالإحالة اللاحقة أن يؤدي إلى ضياع القضية في ظل تكفل الحياة السياسية والاقتصادية بضخ عشرات المشاكل التي تجعل أي تصعيد لاحق في حال تعثر الحلول مستحيلاً، فما لا يؤخذ اليوم لن يؤخذ أبداً. وأضافت المصادر أن الرئيس بري أبدى تفهماً لهواجس أرسلان، وسيبذل جهوده على صياغة مبادرات وحلول تنجح بتبديد هواجس الطرفين، وجاءت تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط بعد لقاء بري مع أرسلان، وما تضمنته من مطالبة بضم ملف حادثة الشويفات إلى حادثة قبرشمون في الإحالة للمجلس العدلي، لتعكس بدء النقاش الذي يقوده بري حول الملف، ووفقاً لمصادر الحزب الاشتراكي فإن الكلام الجنبلاطي نابع من تواصل حالة التوتر منذ حادثة الشويفات، والمظاهرة المسلحة التي أشار إليها جنبلاط والتي وصلت قرب المختارة، وإذا كان لا بد من الذهاب إلى المجلس العدلي فليكن كل الملف وليس بعضاً انتقائياً منه، لكن الكلام الجنبلاطي جاء يوحي بمأزق لم تكن محاولة الخروج منه موفقة، وفقاً لمصادر الحزب الديمقراطي، التي تساءلت عن الربط كاعتراف ضمني بنفي الرواية الاشتراكية الأولى القائمة على اعتبار ما جرى في قبرشمون رداً شعبياً عفوياً على كلام الوزير جبران باسيل في الكحالة عن معارك سوق الغرب، وتأكيدها أن لا علاقة لوجود الوزير صالح الغريب في الحادثة إلا من باب الصدفة، بينما الربط بين قبرشمون والشويفات ففيه اعتراف بأن ما جرى في قبرشمون كان مخططاً لاستهداف الوزير الغريب كردّ على حادثة الشويفات.
لبنانياً، أيضاً استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي مهنئاً بانتخابه رئيساً للحزب، وكانت مناسبة أشاد خلالها السفير السوري بدور الحزب في المواجهة مع الإرهاب إلى جانب الجيش والشعب في سورية، بينما شدّد رئيس الحزب على الشراكة مع سورية كقلعة قومية في مواجهة المشروع الصهيوني والإرهاب ومشاريع التفتيت، مؤكداً على مكانة سورية في المنطقة ومعادلاتها ودورها في حماية القضية الفلسطينية من مخاطر مشاريع التصفية التي تشكل صفقة القرن نسختها الجديدة، داعياً الحكومة اللبنانية إلى حوار منتج وأخوي مع الحكومة السورية، تفرضه المصالح المشتركة والتحديات المصيرية، وفي مقدمتها اليوم قضية عودة النازحين السوريين.
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد وأكد رئيس «القومي» فارس سعد أنّ صمود سورية بوجه الحرب الكونية التي استهدفتها، وانتصارها على الإرهاب ورعاته، عزّز صمود المنطقة بكلّ قواها الحيّة والمقاومة، وأفشل مشاريع الهيمنة والتفتيت والتقسيم، وبانتصار سورية بدأت تترسّخ معادلات جديدة ليس على صعيد المنطقة وحسب بل على صعيد الإقليم والعالم.
موقف سعد جاء خلال استقباله سفير الجمهورية العربية السورية في لبنان علي عبد الكريم علي في مركز الحزب، بحضور رئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان وعميد الإعلام معن حمية، حيث هنأ سعد بانتخابه رئيساً للحزب.
وأشار رئيس «القومي» إلى أنّ الحرب الإرهابية على سورية، هدفها النيل من سورية، دوراً موقعاً، وبما تمثل من قوة احتضان ودعم للمقاومة في فلسطين وللبنان والعراق، وثبات على المواقف الحاسمة تمسكاً بالسيادة الكرامة ودفاعاً الحقوق.
وشدّد سعد خلال اللقاء على أنّ سورية كانت ولا تزال، قلعة قومية، حاضنة للمقاومة، مدافعة عن فلسطين، وعن كلّ قضايا العالم العربي، ولذلك ندعو الشعوب العربية إلى استعادة دورها نصرة لفلسطين ولمقاومة كلّ أشكال التطبيع.
وأضاف: نقدّر عالياً حكمة وشجاعة الرئيس الدكتور بشار الأسد، لأنّ سورية بقيادته لم تكتفِ بالكشف عن المؤامرة وأهدافها، بل أعدّت نفسها بمؤسّساتها وجيشها وكلّ أجهزتها للدفاع عن أرضها وشعبها بمواجهة الإرهاب المتعدّد الجنسيات وبمواجهة نحو مئة دولة مارست كلّ أشكال الضغط والحصار ودعمت الإرهاب بالمال والسلاح والعتاد وسخرت له مئات القنوات والمحطات والإذاعات والمواقع الإعلامية.
وشدّد على ضرورة معالجة ملف النزوح السوري عن طريق التنسيق بين الحكومتين، وأن تبادر الحكومة اللبنانية في هذا الاتجاه، وأن لا تترك الأمور تتفاقم ومفتوحة من جراء التدخلات الخارجية، وبسبب إجراءات تتحكم بها بعض القوى السياسية المتناغمة مع الأجندات الخارجية.. إنّ المطلوب هو حلّ موضوع النزوح لا جعله ورقة تفجير وكراهية.
بدوره أكد السفير السوري أنّ للحزب القومي دوراً ومساهمة فاعلة في التصدّي للإرهاب، فقد قدّم عدداً كبيراً من الشهداء وحقق مساهمات مقدّرة مع الجيش العربي السوري وبقيادة قائد هذه المعركة باقتدار كبير، لذلك نحن نتفاءل للحزب القومي مع الاستاذ فارس سعد بتحقيق إنجازات ونجاحات على الصعيد اللبناني للخروج من المآزق والأزمات، لتحصين الوحدة الوطنية اللبنانية، لتحصين العمل بين كلّ القوى الوطنية، لأنّ عافية لبنان تعني سورية، وعافية سورية تشكل عافية للبنان.
أرسلان: اجهاض مبادرتَيْ بري وإبراهيم
لم تؤدِ المبادرات حتى الساعة إلى حل لأزمة قبرشمون رغم استمرار المساعي بحسب مطلعين على الجهود المبذولة على هذا الصعيد، إلا أن ما كشفه رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان من عين التينة أمس، شكل دليلاً على تعثر الحلول وتعقيدات الأزمة وتشعبها وتأثيراتها على مجمل عمل مفاصل الدولة لا سيما مجلس الوزراء، إن بحديثه عن إجهاض مبادرتي رئيس المجلس النيابي نبيه بري والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في اتهام غير مباشر للنائب السابق وليد جنبلاط، وإن بتمسك أرسلان بإحالة القضية الى المجلس العدلي في مقابل «فيتو» جنبلاطي على ذلك، ورفض حريري لعرض الملف على التصويت.
إلا أن أرسلان فتح بصيص أمل قد يخرق جدار الأزمة بإعلانه تفويض الرئيس بري بإيجاد حل للمشكلة ضمن إطار العدالة ووقف مسلسل القتل في الجبل. ما سيدفع الرئيس بري بحسب مطلعين على موقفه الى إعادة تحريك عجلة جهوده لصياغة مخرج توافقي يرضى به أرسلان ويشكل ضمانة لرئيس الاشتراكي وليد جنبلاط، علماً ان المصادر تشير الى أن «جنبلاط بوضع لا يُحسد عليه ولم يعد لديه سوى الرئيس بري كجهة وحيدة قادرة على مساعدته وإنقاذه للخروج من هذا المأزق، إذ إن رئيس الحكومة سعد الحريري لا يستطيع البقاء على موقفه الى ما شاء الله وبالتالي سيجد نفسه محرجاً أمام تعطيل الحكومة وإصرار أرسلان على موقفه مدعوماً من أكثر من نصف الحكومة وقد يبادر في نهاية المطاف للتراجع عن ممانعته خيار التصويت لا سيما إذا بادر رئيس الجمهورية ميشال عون الى عرض الأمر على التصويت من خارج جدول الأعمال، وهذا من صلب صلاحياته الدستورية».
بدوره لفت اللواء ابراهيم إلى أن «إحالة ملف قبرشمون الى المجلس العدلي دونه وضعيات ومعطيات لم يتم الانتهاء من بحثها»، مشيراً إلى أن «الجميع يستشعر المسؤولية الكبيرة لما يمكن أن ينجم عن عدم التوصل إلى مخرج أمني سياسي قانوني لما حصل»، مؤكداً أن «الأبواب غير موصدة تماماً أمام الحلول لكن المساعي لن تتوقف».
في المقابل يبدو الرئيس الحريري أكثر المحرجين إزاء الواقع القائم، ولو أنه يلوّح بين الفينة والأخرى باستخدام صلاحياته الدستورية بالدعوة الى جلسة وزارية كأمر واقع مع تحكمه بجدول أعمالها أي دون إدراج قضية قبرشمون على الجدول، وأكدت مصادر قناة «المستقبل» ان الحريري يتجه لدعوة الحكومة الى الانعقاد أوائل الاسبوع المقبل، موضحة أن «موضوع جدول أعمال الحكومة بيد رئيس الحكومة حصراً بالتشاور مع رئيس الجمهورية»، مشيرةً الى أنه «ليس هناك من مؤشرات تُظهر أي نية لدى الحريري لإحالة حادثة قبرشمون على المجلس العدلي ».
وجدّد الرئيس بري، بحسب مصادر لـ»البناء» دعوته المعنيين للفصل بين العمل الحكومي والمسار القضائي والأمني والسياسي لملف قبرشمون، داعياً الى «عقد جلسة للحكومة للبتّ بجملة ملفات وأزمات وقضايا وطنية كمؤتمر سيدر وروما2 وتعيينات المجلس الدستوري ونواب حاكم مصرف لبنان وأزمة النفايات ومن ثم البدء بدرس موازنة 2020 وإرسالها الى المجلس النيابي»، متسائلة كيف يعد الجميع بإرسال موازنة وقطع الحسابات الى المجلس النيابي بموعدها الدستوري فيما الحكومة معطلة؟ وتوقّعت مصادر نيابية لــ»البناء» أن يبادر الحريري للدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء بمعزل عن الخلافات السياسية حول المجلس العدلي، إلا إذا ارتأى رئيس الجمهورية عقدها في القصر الجمهوري وحينها سيعرضها على التصويت وبالتالي سيصوت كل فريق وفق قناعته. وعن موقف وزراء حركة أمل إذا ما وصلنا الى هذا السيناريو قالت مصادر التنمية والتحرير لـ»البناء»: «لما نوصل عليها منصلي عليها وسنتصرف وفق المصلحة الوطنية».
وكان أرسلان زار عين التينة والتقى الرئيس برّي، وهو اللقاء الأوّل منذ ما يقارب السنة ونصف السنة وجاء بعد زيارة لوزير المال علي حسن خليل إلى خلدة منذ أسابيع قليلة. وقال أرسلان: «لسنا ضدّ عقد جلسة لمجلس الوزراء وندعو لانعقاده فوراً وطرح الموضوع على التصويت ومَن يرفض حتى التصويت يتحمّل مسؤولية التعطيل ومسؤولية ما حصل في الجبل»، مضيفاً «نتمنى ألا تصل الأمور إلى أن تأخذ الناس حقّها بيدها لأن أحداً لا يمكنه الإمساك بزمام الأمور حينها». مشيراً الى ان «مُطالبتنا بالمجلس العدلي هي احترام للدم والسلم الأهلي والعيش المشترك ولهيبة الدولة. واحتراماً للمبادرات سأتحفظ على الكثير من الأمور التي حصلت».
في المقابل، يحاول جنبلاط جاهداً تضخيم القضية ونقلها من مسرحها القضائي والسياسي الداخلي الى حرب تشنّ عليه من حزب الله وسورية بهدف استدراج الدعم الدولي وشدّ العصب الاشتراكي والدرزي وإحراج الحريري، كما يحاول عرقلة الإحالة الى المجلس العدلي باشتراطه ضم قضية الشويفات أيضاً، وقال في تغريدة أخرى: «حادثة البساتين نتيجة الفلتان السابق في بعض المظاهرات العسكرية وصولاً الى جريمةً الشويفات والذي هرب فيها الفاعل الى سورية. لذا أعتقد انه آن الاوان لضمّ القضيتين والسلطات المختصة تقرّر كيف واذا لزم المجلس العدلي للقضيتين سوياً».
وردّ رئيس «حزب التوحيد العربي» وئام وهاب على جنبلاط ، سائلًا: «كيف يمكننا أن نقنعك أنّ المرور في المختارة لم يكن يستهدفك وأنّ لا مؤامرة كونيّة وراءه وأنّ الرفيق سقراط الأشقر أخذ القرار، ولم يكن مظاهرة مسلّحة بل واجهته حواجز مسلّحة». وأضاف: «هدّي من روعك شوي ما حدا مستهدفك، وحاج أوهام الله يخليك».
واستغرب الرئيس بري في لقاء الأربعاء عدم دعوة مجلس الوزراء للانعقاد بعد مضي نحو 3 أسابيع على عدم انعقاده وهناك مواضيع تحتاج لانعقاد الحكومة وأبرزها العامل الفلسطيني. ونقل النائب علي بزي عن بري قوله: «ان هناك وظائف ضرورية لمؤتمر روما 2 وسيدر واستكمال تعيينات المجلس الدستوري والنفايات وغيرها من القضايا التي تستوجب مواكبة من مجلس الوزراء»، وقال: «إن بري أكد حصول تقدم ايجابي في ما يتعلق بالحدود النفطية براً وبحراً وبقيت نقطة واحدة قيد البحث تتعلق بتلازم التنفيذ براً وبحراً، ورئيس المجلس متفائل بامكانية التوصل الى حل نهائي لهذا الملف».
وأشارت أوساط نيابية لـ»البناء» أن «السفيرة الاميركية في بيروت كُلفت من قبل إدارتها بمتابعة الملف الى حين تعيين مبعوث جديد خلفاً لدايفيد ساترفيلد الذي عُين سفيراً في انقرة، علماً ان السفيرة حضرت جميع اللقاءات التي أجراها ساترفيلد مع المسؤولين اللبنانيين وبالتالي باتت على اطلاع على حيثيات ومعطيات هذا الملف، ولفتت الى «أنه بقيت نقطة خلاف واحدة وهي تلازم تنفيذ الترسيم بين البر والبحر»، لكن المصادر حذرت من احتمال أن تكون اعادة تحريك الملف تخفي أهدافاً سياسية تتعلق بتطورات المنطقة، مشيرة الى أننا نتعامل مع عدو غير موثوق به لا يؤتمن جانبه، وأكدت الأوساط على الموقف اللبناني الرسمي الموحد إزاء هذا الملف بعدم التراجع عن الشروط اللبنانية للتفاوض والتمسك بحقوق لبنان كاملة في البر والبحر.
في مجال آخر، نفت مصادر الجمارك اللبنانية المزاعم الإسرائيلية عن إدخال أسلحة إلى لبنان عبر مرفأ بيروت والمطار والمصنع، وأكدت أن كل الشاحنات التي تدخل عبر المرافق الشرعية تخضع للتفتيش من الأجهزة المختصة وفي مقدمها استخبارات الجيش والقوة البحرية التابعة لليونيفيل بإمكانها تفتيش اي سفينة مشكوك في أمرها تدخل المياه الإقليمية اللبنانية. وكانت سفيرة لبنان في مجلس الامن أمل مدللي ردت على كلام المندوب الاسرائيلي، معتبرة أنه تهديد للسلام وبشن حرب اسرائيلية عسكرية على لبنان.
أزمة النفايات
في غضون ذلك عادت أزمة النفايات الى الواجهة مع توقف مطمر «كوستا برافا» عن استقبال نفايات العاصمة بيروت ما يهدد بأزمة كبيرة، ولهذه الغاية عقد اجتماع امس في السراي الحكومي وافضى إلى انتظار ما سيقرّره اتحاد بلديات الضاحية في اجتماعه في ضوء الوعود وخريطة الطريق التي وُضعت في الجلسة، بعدما طلبت الحكومة مهلة إضافية كي يعود مطمر «كوستا برافا» إلى العمل، إلى حين البدء بالحل «الذي سيكون سريعاً». وأعلن الوزير محمود قماطي بعد لقائه ووفداً من اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية الرئيس الحريري ان «الجلسة مع الحريري كانت إيجابية وتم الاتفاق على خارطة طريق للحل». وقال «هناك حل موقت وآخر جذري لمشكلة النفايات، والمطامر الصحية هي الحل الموقت لحين الوصول الى الحلول الجذرية».
وطمأن رئيس الجمهورية الى اننا سنتجاوز الازمة وكل يوم سيكون افضل مما سبقه واكد انه سيسلم رئيس الجمهورية المقبل وطناً افضل مما هو عليه اليوم. وقال «نحن في حاجة اليوم إلى تعاون الجميع لتحقيق النهضة، وعلى الجميع تقديم التضحيات للتخلص من الأزمة الحالية. فاذا لم نضحِ اليوم بالقليل فسنخسر بعدها الكثير».
وشدد عون خلال استقباله قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، مجموعة من الطلاب يمثلون مختلف الجامعات اللبنانية، على أن الأوضاع المعيشية لن تتحسن إلا مع تطبيق الخطة الاقتصادية الجديدة التي بدأنا بالفعل العمل عليها، والتي من شأنها أن تزيد فرص العمل في مختلف المجالات. وقال: نعم، نحن نحارب الفساد، ولكننا لا نسعى الى التشهير بالناس، وستشعرون من تلقاء أنفسكم بأن الأمور تتحسن».