مسيرة صامتة لمنع انهيار القطاع الخاص التزام كامل بالإضراب… والشماس يدقّ ناقوس الخطر
تقصدت الهيئات الاقتصادية التأكيد خلال دعوتها الى التوقف عن العمل ساعة واحدة ايصال رسالة الى المعنيين أن هذا الإضراب هو تحذيري ومحطة اولى، وبانتظار ان تجتمع الهيئات الاقتصادية اليوم للبحث في الأمور كافة وتقييم تحرّك يوم امس، نفذت الهيئات الاقتصادية وقفة مركزيّة أمام غرفة بيروت وجبل لبنان في الصنائع أمس من الحادية عشرة قبل الظهر إلى الثانية عشرة ظهراً، شارك فيها نائب رئيس الغرفة نبيل فهد ممثلاً وزير الاتصالات محمد شقير، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، نقيب معلمي صناعة الذهب والمجوهرات في لبنان بوغوص كورديان، الهيئات النسائية، أعضاء مجلس إدارة الغرفة، وحشد من الهيئات الاقتصادية والتجارية.
وفي كلمته قال شماس: الموازنة ستقَرّ بعد أيام وهناك اتجاه لزيادة الضرائب وضريبة الدخل وودائع المصارف، أسأل عن هذه العقول النيّرة الدي تطرح هذه الأمور في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها اللبنانيون، والمسؤول يطالب برفع النمو الاقتصادي والضرائب. إذا كانوا لا يعرفون وضع خطط اقتصادية لإنقاد البلد فنحن جاهزون لإعطائهم دروساً في الاقتصاد. إن زيادة الضرائب هرطقة إلى حدّ المصادرة والتشليح.
وتمنى أن يعامل اللبناني مثل النازح السوري وطالب بمكافحة الفساد والتهريب والمهرّبين الذين ينحرون جسم الدولة، قائلاً نريد أن نقوّي الدولة ونحترم النظام. وإذا استمر الوضع على حاله فإننا ذاهبون إلى مشكلة اجتماعية ويمكن أن تتحوّل إلى فوضى واهتزاز في الأمن الاجتماعي والاقتصادي.
وأشار إلى أن «هناك صراعًا بين القطاعين العام والخاص لأن العمالة الأجنبية تستبيح القطاع الاقتصادي. على رغم ذلك، المؤسسات الصغيرة صامدة في الحفاظ على موظفيها لأنها تعتبرهم أهلها وتحافظ على ديمومة العمل».
وآسف شماس عدم دعوة الهيئات الاقتصادية والمجلس الاقتصادي إلى لقاء بعبدا الذي كان من المفترض أن يكون لهما رأي في معالجة الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها اليوم.
ولفت إلى أن «القطاع التجاري هو الشريان الوحيد للاقتصاد اللبناني، وهو الذي يوظف ويدعم الدولة ويدفع الضرائب، أما اليوم فنمرّ في أيام صعبة والمعادلة أصبحت مستحيلة بحيث ان التهريب يطحن التاجر، والفوائد ارتفعت، في حين يحاولون زيادة الضرائب.
ومنذ فترة نعاني من أزمة الدولار واستمرارية التجار مهدّدة. وهذا الكلام ينطبق على كل القطاعات الصناعية والتجارية والاقتصادية والاجتماعية الزراعية والصحية والتعليمية.
أضاف: في الماضي كان هناك خطر بنسبة 10 في المئة على المؤسسات و90 في المئة منها بألف خير. أما اليوم، فأصبح الخطر على 90 في المئة من المؤسسات، وكل القطاعات التجارية تترنّح. وتابع: كل القطاعات تنهار، قطاع التعليم يتهاوى ويتلقى ضربة قاسية من الدولة، إلى قطاع السكن والبناء، مَن يستطيع أن يشتري غرفة نوم اليوم؟ الضمان الاجتماعي له في ذمّة الدولة 300 مليار ليرة والمستشفيات لها لدى الدولة 200 مليار، هذه حقوق. أليس واجباً على الدولة أن تدفع كل مستحقات التجار والصناعيين.
إذا لم تستدرك الدولة الموضوع الاقتصادي فهناك مشكلة.
والتزمت كل مؤسسات القطاع الخاص والمحال التجارية في كل المناطق بالإضراب ساعة واحدة، وأُقفلت جميع المؤسسات في بدارو من محال تجارية ومطاعم ومقاهٍ ومحطة محروقات وشركات كبرى ومحامين ومهندسين وبعض فروع المصارف، وخرج الجميع مع موظفيهم والعاملين لديهم الى الشارع الرئيسي وساروا في مسيرة صامتة على طول الشارع بمواكبة قوى الأمن الداخلي، رافعين العلم اللبناني وعلم تجار بدارو، كما جاء في بيان صادر عن اللجنة.
وفي نهاية المسيرة توقف البعض في الساحة تحت صورة رئيس الجمهورية ليؤكدوا ان المسيرة هي صرخة وليست انتفاضة ضد الدولة، وتحت لافتة تحمل صورة الليرة اللبنانية حيث شكرهم رئيس لجنة تجار بدارو جورج البراكس لتلبيتهم النداء، وتمنى أن يصل الصوت الى المعنيين علهم يستطيعون فعل ما يلزم، طالباً من الجميع الصلاة، لأنها من الممكن ان تكون ملجأنا الأخير.
ونفذت جمعية تجار طرابلس وقفة تضامنية وسط الشارع الرئيسي لمنطقة التل، تضامناً مع قرار جمعية تجار بيروت والجمعيات والنقابات التجارية في لبنان الذي تبنّته الهيئات الاقتصادية تحت شعار «معاً لمنع انهيار القطاع الخاص».
ونفذت جمعية تجار صور ومنطقتها وقفة استنكار وتوقف التجار عن العمل لمدة ساعة، مؤكدين أن هذا التحرك رمزي وستتبع هذه الخطوة خطوات لاحقة.
واقفل تجار زحلة والبقاع محالهم التجارية لمدة ساعة، ونفذوا اعتصاماً عند بولفار زحلة، للتعبير عن تردي الحياة الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية وزيادة مؤشر التضخم وارتفاع الكلفة التشغيلية وشح السيولة.
والتزمت من جهتها المؤسسات التجارية في المتن بالإقفال لإيصال رسالة إلى اهل السلطة برفض هذا الواقع المرير والآليات المتبعة لمواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية التي تضرب البلاد.
والتزم التجار في سوق صيدا التجاري الإضراب، وأغلقوا أبواب محالهم ولجأ عدد منهم الى رفع لافتات على الأبواب المغلقة تنتقد تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأزمات التي يمر بها البلد.