العدوان «الإسرائيلي» الجديد على سورية: المطلوب من منظومة المقاومة

حميدي العبدالله

العدوان الجديد الذي شنّته طائرات العدو «الإسرائيلي» على بعض المواقع الأمنية في ريف دمشق ليس موجهاً ضدّ سورية بقدر ما هو موجه ضدّ منظومة المقاومة والممانعة. فسورية مستهدفة بالعدوان لدورها التاريخي المعروف بدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ووقوفها إلى جانب المقاومة العراقية، ورفضها وعرقلتها لخطط الحكومات الغربية لترسيخ وجود الكيان الصهيوني وإحكام الهيمنة على البلاد العربية والمنطقة كلها، ولأنّ سورية ساندت أيضاً حق إيران في استقلالية قرارها والدفاع عن مصالح شعبها.

اليوم العدو الصهيوني استغلّ الحرب الإرهابية التي شاركت فيها 130 دولة، كما ردّد الأميركيون وحلفاؤهم أكثر من مرة، والتي تمكنت من ضرب الدفاعات الجوية السورية، وتوزيع جهد القوات المسلحة، واستنزاف قدراتها للقيام بمثل هذه الاعتداءات التي ما كانت لتتمّ لولا هذه الحرب المستمرة منذ أربع سوات، فلم يسجل أيّ عدوان «إسرائيلي» على سورية إذا لم تكن مثل هذه الظروف حاضرة، إذ إنّ العدوان الذي وقع عام 2004 على منطقة عين الصاحب في ريف دمشق جاء بعد غارات أميركية على منطقة البوكمال، حيث كانت الغارة «الإسرائيلية» تستهدف توريط الولايات المتحدة بحرب مباشرة في سورية.

سورية التي تدفع اليوم في العدوان «الإسرائيلي» الجديد، وفي الحرب المستمرة عليها منذ أربع سنوات، ثمن دعهما لمنظومة المقاومة، والدفاع عن مصالح الأمة، تستحق من هذه المنظومة ومن أبناء الأمة تضامناً أكثر قوة من طرح الأسئلة حول لماذا لم تردّ سورية على العدوان «الإسرائيلي»، وهي الغارقة في حرب استنزاف تشارك فيها أكثر من 130 دولة على رأسها كبرى دول العالم والمنطقة، سورية تستحق من كلّ أصدقائها وحلفائها أبعد من استنكار العدوان وشجبه سياسياً، سورية تستحق أن توظف إمكانات الأمة، وطاقات منظومة المقاومة لصدّ الهجوم الذي تتعرّض له على أرضها الذي تمارسه التنظيمات المسلحة الإرهابية، وجيش العدو الإسرائيلي، فالمعركة لم تعد معركة سورية وحدها، بل هي معركة الأمة ومعركة منظومة المقاومة والممانعة، ومن دون إسناد عملي للجيش العربي السوري والقتال إلى جانبه، ومدّه بكلّ أشكال المساعدة، لن يكون سريعاً ولن يكون ربح المعركة بالأمر اليسير، وستكون الكلفة باهظة جداً.

الردّ المطلوب على هذا العدوان الجديد غير مطلوب من سورية الموزعة قدراتها على مقاتلة الإرهاب منذ أربع سنوات على امتداد الجغرافية السورية، بل من منظومة المقاومة والممانعة بكلّ أطرافها ومن الأمة، ولا سيما الشعب العربي.

الاستثناء الوحيد من ذلك هو حزب الله لأنّ حزب الله هو الوحيد الذي تضامن فعلاً وليس قولاً مع سورية.

فهل يكون ردّ حلفاء سورية وأصدقائها وتضامنهم معها هذه المرة أقوى في مواجهة تمادي العدو الصهيوني؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى