الفرزلي: الرئيس التوافقي غير مطروح ومقاطعة الجلسات حق دستوري وأفضل من رئيس مسخ

حاورته روزانا رمال

أكد نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي أن مجيء الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة يكون ضمن مسار متكامل ولا يمكن أن تحسم إلا بعد انتخاب رئيس للجمهورية ذي حيثية حقيقية يصحح سلطة البلد بالشراكة الوطنية المختلة اختلالاً عميقاً، محذراً من أن أي خطأ في مقاربة هذا الموضوع سيطرح مسألة الوفاق الوطني على النقاش.

وإذ اعتبر مقاطعة عدد من النواب جلسات الانتخاب بمثابة استعمال السلاح الدستوري لمنع تحقيق شيء لا يتلاءم مع المصلحة الوطنية، أشار الفرزلي إلى أن عدم انتخاب رئيس مسخ أفضل بكثير من الاستمرار بتكريس شرعية الاعتداء على الحقوق الدستورية وسرقة الرئاسة.

وبين الفرزلي خلال حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، أن ربط الحريري مجيء «داعش» إلى لبنان بتدخل حزب الله في سورية ثبت عدم صحته، متسائلاً: هل كان حزب الله موجوداً عندما دخلت «داعش» إلى العراق وليبيا! وأكد أن هذا مشروع استراتيجي أعلنه «داعش» بأن لبنان هو جزء منه وساحة جهاد وضمن دولته.

ودعا الفرزلي إلى استنهاض المجتمع اللبناني بكل مكوناته في هذه المعركة تحت سقف الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، معتبراً أن إعادة تكوين السلطة هي جزء من هذه الاستراتيجية.

وجزم الفرزلي بأن موضوع الرئيس الوسطي غير مطروح، بل يجب إنتاج الرئيس الذي يعكس حقيقة موازين القوى التي ينتمي إليها وليس رئيساً يلعب على التناقضات المسيحية ويسير بحسب موازين القوى الداخلية والإقليمية والدولية، معتبراً أن أي رئيس من هذا النوع يأتي سيكون إعلاناً رسمياً لرفض الدور المسيحي في لبنان ويشكل أكبر اعتداء على المسيحيين لتهجيرهم.

وتوسع الفرزلي في شرح الواقع المسيحي في المشرق، معتبراً أن الخطة هي إلغاء الوجود المسيحي في الشرق بالكامل ليصبح بلا مسيحيين وبلا شهود على ولادة السيد المسيح. وهذا ما يفسر تهجير المسيحيين لأسباب مختلفة في فلسطين وبيت لحم، وكي لا تعود هناك كنيسة مشرقية لتصبح مرجعية المسيحيين الفاتيكان وليس كنيسة أنطاكية، ويقول حينها الصهاينة كما أن الفاتيكان مرجعية المسيحيين ومكة مرجعية المسلمين نحن بحاجة إلى مرجعية وهي أورشليم القدس.

وفيما يلي نص الحوار كاملاً:

هل صحيح أن لبنان يقف أمام الخطر الإرهابي مجدداً بعد ذوبان الثلوج كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير؟

– بالتأكيد إن الظروف التي منعت استمرار تفجر الجبهة على مستوى عرسال والسلسلة الشرقية هي العوامل الطبيعية وحالت دون استمرار مشروع الطرف الآخر لمحاولة إيجاد موطئ قدم لنفسه في الأرض الدافئة أي في سهل البقاع، ومحاولة إدارة الصراع في البلد على قاعدة استفاقة كل الخلايا أو الفئات الحاضنة للإرهاب للعب دور معين في مشروعهم السياسي الاستراتيجي. لبنان جزء من بلاد الشام بنظر تنظيم «داعش» الذي أعلن هدفه الرئيسي وهو الوصول إلى البحر أو وصل السلسلة الشرقية بالساحل اللبناني وهذا المشروع لن يتوقف والصراع ما زال قائماً، وبعد انتهاء موسم الثلوج ستعود الجبهات لتشتعل. والسؤال المركزي الآن هو: ماذا يجب أن يفعل لبنان! تمترس الجيش في النقاط الموجود فيها حالياً على الحدود بانتظار هجمات «داعش» ثم يرد، بالتالي يسقط شهداء من الجيش هنا وهناك. هذا الواقع يشكل استنزافاً كبيراً وطويلاً للجيش وأثمانه لا قدرة له أن يتحملها على المستوى البشري والإنساني، لذلك أكد السيد نصرالله ضرورة أن نذهب لاستراتيجية هجومية وليس دفاعية لوضع الآخر بموضع الدفاع عن النفس ونمتلك زمام المبادرة العسكرية، وهذا يتطلب تنسيقاً مع القوات السورية لإنهاء الإرهاب واستئصاله في سلسلة جبال لبنان الشرقية، لا سيما بعد العمليات التي قام بها الجيش السوري في الزبداني، إضافة إلى العملية العسكرية في درعا والجنوب السوري. وهناك وجهة نظر أخرى في البلد حاول الرئيس سعد الحريري أن يعبر عنها في خطابه الأخير وهي ربط مجيء «داعش» إلى لبنان بتدخل حزب الله في سورية، وهذا أمر ثبت عدم صحته وصدقيته لسبب بسيط وهو هل كان حزب الله موجوداً عندما دخلت «داعش» إلى العراق وليبيا؟ بل هذا مشروع استراتيجي أعلنته «داعش» بأن لبنان هو جزء وساحة جهاد وضمن «الدولة الإسلامية»، وهل من الحكمة أن يقف حزب الله والجيش اللبناني بانتظار «داعش» أن يأتي إلى لبنان؟ السيد استشهد بأن ايطاليا البعيدة عن ليبيا مسافة كبيرة وعندما شعرت بخطر الإرهاب عليها قررت الذهاب للقتال فكيف الحال بـ»داعش» التي هي في قلب لبنان، إضافة إلى القوى التي تنسق معها والخلايا التي تخطط لتحقيق أهداف معنية. هذا الموضوع بات على المستوى الوطني، فهناك أكثرية ساحقة من الشعب اللبناني مقتنعة بأن مسألة انتظار «داعش» ليأتي إلى لبنان غير صحيحة.

كيف يمكن أن تكون الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب التي تحدث عنها الحريري وأيدها السيد نصرالله إذا لم تتضمن تنسيقاً مع سورية؟

– هذه الإستراتيجية تبدأ بوعي الرأي العام اللبناني للمشكلة، وللحريري دور أساسي أيضاً في خوض هذه المعركة ضمن الإستراتيجية ولا شك أن المسألة أخذت طابعاً عسكرياً، وأن الجيش بحاجة إلى سلاح ويمكن أن يحتاج إلى متطوعين من الشعب، لذلك يجب الانتقال من موقع الدفاع إلى الهجوم وهذا يتطلب تنسيقاً مع القوات السورية.

السيد نصرالله قال يمكننا القضاء بسهولة جداً على «داعش»، وأشار إلى استثماره في الانتخابات الأميركية، هل موضوع «داعش» إلى هذه الدرجة أصبح عالمياً؟ وكيف يمكن أن يكون القضاء عليه سهلاً في لبنان؟

– دور الأميركيين أساسي في تعجيل إنهاء هذه الظاهرة على مستوى تهديداتها الميدانية في لبنان، وذلك عبر إعطاء الجيش السلاح أو السماح للدول التي هي مستعدة لتقدم للجيش السلاح بالكمية والنوعية لتتمكن من حسم الصراع في الجبهة، والأميركيون هم أصحاب القرار في هذا الأمر. وحتى تاريخه رفضت الهبة الإيرانية لهذا السبب وما يسمى مالاً سعودياً يدفع للفرنسيين لتقديم السلاح لم يتم، والدور الأميركي مركزي وأساسي حتى في تأمين الاستقرار في لبنان. ولولا التقاطع بين أميركا وحزب الله نتيجة تغير الأولويات في المنطقة لما توافر هذا الاستقرار، بحيث أصبحت الحرب على الإرهاب أولوية ولبنان هو خاصرة في هذه المنطقة ويشكل حماية بما يتعلق بحدود لبنان البحرية باتجاه أوروبا وهذا صنع بتقاطع المصالح، وأميركا لها دور مركزي ورئيسي باتجاه إدخال الحريري كمكون أساسي في البلد ليكون طرفاً رئيسياً في هذا الصراع مع الإرهاب. وبرأيي هذا يتطلب أيضاً أن يكون رئيس وزراء ويتحمل مسؤولية هذه المعركة شخصياً، فهو أعلن مواقف واضحة من الإرهاب لكن الترجمة العملية له حتى تاريخه لا تكفي بل يجب استنهاض المجتمع اللبناني بكل مكوناته في هذه المعركة وهذا يتم تحت سقف الإستراتيجية الوطنية وإعادة تكوين السلطة التي هي جزء من الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب. مجيء الحريري رئيس وزراء يكون ضمن مسار متكامل ولا يمكن أن تحسم مسألة توليه رئاسة الوزراء إلا بعد أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية، لأن رئيس وزراء بمستوى الحريري ورئيس مجلس نيابي بمستوى الرئيس نبيه بري لا يمكن إلا أن يكون رئيس الجمهورية ذا حيثية حقيقية يصحح سلطة البلد بالشراكة الوطنية المختلة اختلالاً عميقاً وجدياً.

من المتوافر حالياً على الساحة المسيحية؟

– الشخص الذي يمثل الأكثرية في البيئة التي ينتمي إليها وتحديداً باعتراف الجميع هو العماد ميشال عون وهذه مسألة ليست خاضعة للنقاش أما اعتبار أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون موزع الولاء على هذا وذاك وتظهير ظاهرة تجربة الرئيس السابق ميشال سليمان وإمعانه بعدم مواجهة الإرهاب بدليل أن كل الواقع الذي نعيشه اليوم هو نتيجة من نتائج المرحلة السابقة بوجود الرئيس الذي لا تتوافر فيه الحيثية الحقيقية.

هل هناك مصلحة إقليمية ودولية أن يكون للبنان رئيس جمهورية قوي ورئيس حكومة قوي؟

– لماذا لهم مصلحة برئيسي حكومة ومجلس قويين ولا مصلحة لهم برئيس جمهورية قوي على رغم أن الرئيس القوي بقوة النص لم يعد موجوداً بل نتحدث عن رئيس قوي أي ليس مستتبعاً ومستذلاً ومهمشاً وحالة استطرادية، بل يستطيع أن يجلس كرأس للدولة إلى جانب رؤساء السلطات الأخرى لبحث شؤون البلد رئيساً نظيف الكف والقصد، وأي خطأ في مقاربة هذا الموضوع سيطرح مسألة الوفاق الوطني على النقاش. الدستور هو لتنظيم الحياة المشتركة بين المكونات وإذا كان أحد المكونات يقول إن هناك مقاربة خاطئة معي على مستوى قانون الانتخابات النيابية وأنكم تسرقون حقوقي الدستورية وتغتصبونها وتجلبون نواباً يستولدون في كنفكم وقرارهم بيدكم. وفي المقابل نوابكم قرارهم بيدهم وقرار كيانهم المذهبي الذي ينتمون إليه وتعودون إلى واقع مجلس نيابي مزور لأن هناك قانون انتخاب نيابي مخالفاً لنص الدستور نصاً وروحاً وتأتون برئيس أيضاً لا يمثل أحداً وتحاولون أن تقضوا على دور مكون أساسي في البلد هو المكوّن المسيحي. هذا ما يجعل المسائل تطرح بغير طريقة وأسلوب، والمشاكل ستكون أعمق، فلا مصلحة للنظام ولا للدستور أن نذهب إلى هذا البعد. لذلك يجب الاعتراف بالنصوص الدستورية وإيجاد قانون جديد للانتخابات طولب به قبل التمديد الأول للمجلس ومدد للمجلس تهرباً من إقرار قانون انتخابي جديد، لأن هناك سرقة واغتصاباً لـ 20 نائباً من الطائفة المسيحية لذلك يجب أن نقر قانون انتخاب جديداً وعادلاً وعندها ننتخب رئيساً للجمهورية لأن النواب حينها يمثلون الناس فعلاً. فإعادة تكوين السلطة في البلد يجب أن تكون أول عمل في الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب.

ألا تعتقد أن رئيساً توافقياً في ظل هذه الأجواء المتشنجة في المنطقة هو الأفضل؟

– رئيس وفاقي وتوفيقي وليس توافقياً أي الرئيس القادر على التوفيق. فقد ثبت أن لا رئيس حكومة توافقياً بل يذهب أولاً إلى بيت الطاعة عند الرئيس الحقيقي للكيان المذهبي سواء الرئيس الحريري محلياً أو السعودية إقليمياً، وهذا ما فعله الرئيس نجيب ميقاتي قبل دخوله إلى السراي الحكومي، ولسنا ضد هذا الأمر، وكما أن هناك خصوصية للطائفة السنية الكريمة والطوائف الأخرى، أيضاً هناك خصوصية للطائفة المسيحية.

هل حظوظ الرئيس التوافقي معدومة؟

– ليست مطروحة. وهذا كلام تكتيكي يشكل استنهاضاً للرأي العام للضغط على فكرة عدم انتخاب رئيس قوي، هناك مسار معين لانتخاب الرئيس، إنتاج الرئيس الذي يعكس حقيقة موازين القوى التي ينتمي إليها وليس رئيساً يلعب على التناقضات المسيحية ويسير بحسب موازين القوى الداخلية والإقليمية والدولية، وأي رئيس مثل هذا النوع يأتي سيكون إعلاناً رسمياً لرفض الدور المسيحي في لبنان وأكبر اعتداء على المسيحيين لتهجيرهم نتيجة اعتبارهم طارئين ويجب أن يهاجروا. في الدول العربية حاربوهم بالقتل والتهجير. وفي لبنان وجودهم ليس وجوداً كمياً بل هو الدور وإذا ألغيته يعني ألغيت الوجود ولا معنى لبقائهم في لبنان وهذا الدور ممثل برئيس الجمهورية، لذلك كانت مقاطعة الجلسات هي بمثابة استعمال السلاح الدستوري بامتياز لمنع اكتمال النصاب وهو حق دستوري مقدس لمنع تحقيق شيء لا يتلاءم مع المصلحة الوطنية، المقاطعة وعدم انتخاب رئيس مسخ أفضل بكثير من الاستمرار بتكريس شرعية الاعتداء على الحقوق الدستورية وسرقة الرئاسة، وهناك سرقة موصوفة لحقوق المسيحيين كما قانون الانتخاب النيابي. ومنذ عام 1990 حتى 2005 كان هناك تعمد من قبل النخبة النيابية أن تصنع قوانين انتخاب تمنع القوى الفاعلة في البيئة المسيحية أن تتمثل واستمرت بعد الـ 2005 عن سابق تصور وتصميم، وهذا شكل من أشكال الإرهاب ولا مساومة على هذا الأمر.

هل الحوار بين حزب «القوات اللبنانية» والعماد عون جدي؟

– حتى الآن حوار جدي وهو يعبر عن إرادة ومطلب مسيحي شامل بنسبة 90 في المئة وهذا أثبتته استطلاعات الرأي التي نشرت، وهذا مطلوب. وأقول لعون وسمير جعجع نحن نراقب بدقة متناهية نتائج هذا الحوار، والزعيم السياسي الذي سيتخلف عن أخذه إلى نهايته سيلعن التاريخ من تخلف عن الاتفاق ويجب أن يلفظ ويدان ونشير إليه بصورة واضحة. الحوار الآن قطع شوطاً جدياً ومحترماً، ونحن يهمنا النتائج من الحوار، فالحوار بين عون والحريري أنتج حكومة لأن الذي يحاور شخصية مسيحية وازنة، والدور القوي للمسيحيين في لبنان هو الوضع المطمئن للمسيحيين في المشرق.

ماذا فعل المبعوثان الروسي ميخائيل بوغدانوف والفرنسي جان فرانسوا جيرو في لبنان، ومن له الدور الأكبر في الرئاسة؟

– لم يحملوا شيئاً بل أتيا ليطبقا قواعد اللعبة نفسها في عام 2008 التسووية التي أنتجت سليمان رئيساً، لكنهم عادوا خائبين بخفي حنين.

في أي إطار تضع إعدام 21 قبطياً مصرياً؟

– الخطة هي إلغاء الوجود المسيحي في الشرق بالكامل، الصهيونية في العالم استفادت من النزاعات الكبرى في التاريخ، الحرب العالمية الأولى أنتجت لها وعد بلفور والثانية التي أنتجت لها زرع الكيان، والحرب العالمية الثالثة أي الباردة أنتجت توسع الكيان واستدراج الاعتراف به. بعد سقوط الاتحاد السوفياتي تخوف الكيان على وظيفة «إسرائيل» الإستراتيجية التي تقبض ثمنها سيطرة وقوة ونفوذاً في نظر الغرب، فقررت إعادة إنتاج صراع عالمي جديد فتحدثوا عن حرب الحضارات من عشرين سنة أي شرق بأكثرية إسلامية وغرب بأكثرية مسيحية، وعندما حرق القرآن الكريم في أميركا إذ بأجهزة إعلام العالم تحضر لتصور الحادثة لتأجيج المشاعر الإسلامية واستدراج ردود فعل للتحضير لحروب مقبلة، ثم جاء رسم كاريكاتور للرسول محمد وتأتي المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لتعطيه جائزة أهم كاريكاتير في العالم على رغم الاعتراضات عليها في الشارع الإسلامي بهدف اختمار الأفكار المتطرفة، ثم تظهر صحيفة شارل ايبدو الفرنسية لتستمر بهذا الواقع. غاية هؤلاء إنهاء الوجود المسيحي في المشرق للأسباب التالية: أولاً، يصبح المركز الذي ولد فيه السيد المسيح بلا مسيحيين وبلا شهود على ولادته، وهذا ما يفسر تهجير المسيحيين لأسباب مختلفة سياسية وأمنية واقتصادية في فلسطين وبيت لحم. والأمر الثاني، لا تعود هناك كنيسة مشرقية لتصبح مرجعية المسيحيين الفاتيكان وليست كنيسة انطاكية. ويقول حينها الصهاينة كما أن الفاتيكان مرجعية المسيحيين ومكة مرجعية المسلمين نحن بحاجة إلى مرجعية وهي أورشليم القدس. وكي ينتج التهجير ويعمق الصراع يجب أن يتم بصورة مأسوية ليترك أثره في ذاكرة الشعوب الغربية المسيحية ليؤجج الشعور كما أجج الصهاينة عند الغرب المشاعر الإسلامية عند المسلمين لتسبب ردود الفعل ضد المسلمين في الدول الغربية وهذا ما يبرر القتل والحرق وهذه أول غاية لقتل 21 قبطياً.

ثانياً، إن أحد أسباب النار المشتعلة في المنطقة هي طبخ نظام إقليمي جديد على أنقاض سايكس بيكو وليس بحدودها بل بمراكز النفوذ لها. وقد أصبحت ملامحه واضحة في إيران و»إسرائيل» وبقيت تركيا ومصر، و»إسرائيل» أحد أهم أهدافها الإستراتيجية دق إسفين بين مشرق العالم ومغربه، لذلك مصر لن تعود إلى المشرق العربي بسب انشغالها بواقعها الداخلي واقتصادها وحربها مع المتطرفين ومشكلة غزة وعلاقتها مع حركة حماس والحرب مع «الإخوان المسلمين»، وقلت سابقاً انه سيتم إشغالها في المغرب العربي، لذلك هناك أصوات مصرية خرجت للحديث عن أولوية الحرب في ليبيا لكي تغطس بحرب في أفريقيا وعندها ينتهي دورها المشرقي، ولكي يتوافر لتركيا التي دخلت «بداعشها» إلى العراق والتي صنعت مسرحية الديبلوماسيين المخطوفين لتدخل بصفقة إقليمية عنوانها حصتها في النظام الإقليمي، والأمر نفسه فعلته «إسرائيل» في جنوب سورية عند دخولها عن طريق «جبهة النصرة» إلى الحدود لأخذ حصتها في هذا النظام الإقليمي الجديد.

لماذا فقط الرهائن الأتراك يخرجون أحياء وتركيا لم تدخل التحالف الدولي، في حين 60 دولة تدخل التحالف ولم تستطع القضاء على «داعش». ما حقيقة الدور التركي هنا؟

– لتركيا الدور الأساسي في ما يجري، ولولا تركيا كل المعركة غير موجودة نظراً للحدود التي تربطها بسورية 800 كلم مفتوحة على الإرهابيين والسلاح والمال، هذا صراع قائم في قلب أميركا بين تيارين وفي الاثنين موجودة «إسرائيل» والصهيونية، تيار يقول إن لا مصلحة لنا أن يكون التركي شريكاً، والثاني أن تكون هناك قوة اسمها إيران الإمبراطورية الفارسية لتؤمن التوازن مع تركيا الإمبراطورية العثمانية ، في لعبة النظام الجديد، فالقرار الأميركي لن يحسم في وقت قريب لذلك قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الحرب ستمتد لسنوات.

ماذا عن زيارة الرئيس الروسي فلاديمر بوتين إلى مصر؟

– روسيا عادت إلى المنطقة بقوة ولها مصلحة كبيرة في العلاقة مع مصر، سواء كانت في المشرق أو المغرب وهي قوة رئيسة في المنطقة، وهذه خطوة جيدة من الرئيس الروسي وهي تبني علاقة مع مصر كما بنتها مع سورية ومع العراق. هناك مؤشرات انتصار روسي في سورية بدأت ملامحها تظهر، لكن في أوكرانيا حكماً ممنوع على روسيا الخسارة ولو اقتضى الأمر إشعال حرب. لقد ثبت أن أميركا تبيع أوروبا مقابل الاتفاق مع روسيا وأن أوروبا هي حديقة خلفية للأميركيين وهرمة والقرار بيد الأميركيين وليس بيدها.

يبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً ويعاد بثه الحادية عشرة ليلاً على قناة «توب نيوز»، تردد 12034

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى