تقرير إخباري
تقرير إخباري
الاحتواء المزدوج للإرهاب… إلى أين؟
نيبال هنيدي
السياسة الخارجية الأميركية والتي اعتمدت على نظرية المحافظين الجدد بافتراض العدو ومحاربته، أسست وأنشأت البنية التحتية للإرهاب في أفغانستان والتي انبثق عنها لاحقاً تنظيم القاعدة، وبعد فورات الربيع العربي خلقت ودعمت «داعش» ثم شكلت تحالفاً بذريعة محاربته.
منظمة «جوديشيال ووتش» الأميركية غير الحكومية ونقلاً عن مصادر عسكرية وأمنية مكسيكية قالت إن لتنظيم «داعش» معسكراً في المكسيك قرب الحدود مع الولايات المتحدة، ويقع على بعد ثمانية كيلومترات عن مدينة سيوداد خواريز، بالقرب من مدينة إل باسو بولاية تكساس الأميركية.
ونقلت المنظمة عن مصادر في الاستخبارات المكسيكية أن التنظيم يخطط لتفجير البنية التحتية بالمطار وسكة الحديد في ضواحي مدينة سانتا تيريزا بولاية نيومكسيكو الأميركية.
فماذ يفعل هذه التنظيم الإرهابي على حدود أميركا وهو الذي يسيطر على مناطق تقدر بربع العراق وثلث سورية، وتتدعي أميركا محاربته؟
تعتبر منطقة سيوداد خواريز المكسيكية ساحة للاشتباكات بين عصابات مكسيكية مختلفة في تنافسها على السيطرة على توريدات المخدرات إلى الولايات المتحدة. فيما لم تستبعد منظمة «جوديشيال ووتش» أن يلجأ تنظيم «داعش» إلى الحصول على مساعدة تجار المخدرات بهدف إرسال مسلحيه إلى الولايات المتحدة.
وفي المقابل، انعكس الاحتواء المزدوج للسياسة الأميركية لهذه التنظيمات الإرهابية عليها، خصوصاً بعد انتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان»داعش سيحرق أميركا»، وهدّد التنظيم الإرهابي أميركا بتكرار ما حدث في أحداث 11 أيلول 2001، والتي استخدمتها واشنطن لغزو أفغانستان والعراق، فعلياً بالقوة العسكرية، واحتلت قطر والبحرين ومن قبلهما الكويت بالقواعد العسكرية، في وقت جهزت أميركا شعبها نفسياً وجعلته مستعداً لتقبل غزو هذه الدول بعد هذه الأحداث.
وهنا لا ننسى أحداث بوسطن في الخامس عشر من نيسان عام 2013 حين وقع وسط بوسطن انفجاران متتاليان بالقرب من الخط النهائي للماراثون التقليدي، قتل فيهما 3 أشخاص وأصيب 264 آخرون بجروح.
ووصف الرئيس الأميركي باراك إوباما حينذاك التفجير بأنه «عمل إرهابي»، مدعياً بأن السلطات الأميركية لا تعلم حتى الآن ما إذا كان مرتكبو هذا «العمل الدنيء والجبان» أجانب أو أميركيين، فيما أفاد ريتشارد دي لورييه من مكتب التحقيقات الاتحادي في بوسطن ـن «هذا تحقيق جنائي يحتمل أن يكون تحقيقاً في عمل إرهابي.»
إن كان القاعدة أو «داعش»، جهاديين أو إرهابيين فهما وجهان لعملة واحدة لتنفيذ السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، ولاغتيال دوله وتحويلها لساحة من الفوضى والقتل والدمار، ولكن الإدارة الأميركية تجرعت أيضاً ما صنعته يداها.