المرصد
هنادي عيسى
في الأسبوع الماضي، حصلت حادثتان في الوسط الفنّي، أظهرتا أنّ علاقات المشاهير في ما بينهم مجرد علاقات وقتية تنتهي مع زوال المصلحة. ولا شيء اسمه وفاء وإخلاص أو «خبز وملح». وكلّ الودّ الذي شهدناه في السنوات الأخيرة على الـ«سوشل ميديا»، مجرّد مجاملات لحفظ ماء الوجه. أما إذا توطّدت علاقة ما بين نجمين، فلا تصمد أمام أيّ هزّة في اختلاف وجهات النظر، خصوصاً إذا قام أحد الطرفين بتوجيه انتقاد فنّي في غير محله للطرف الآخر. هنا تقع الكارثة وتنقلب الصداقة إلى عداوة، ويبدأ التراشق الإعلامي والإلكتروني بين الطرفين. ومثالاً على ما ذكرناه أعلاه، قبل سنة تقريباً، نشأت صداقة قوّية بين المخرج ناصر فقيه والمغنّية إليسا بعدما استضافها في برنامجه الشهير «هيدا حكي». ومذّاك أصبح الفقيه الرفيق الدائم لسهرات إليسا. كما أنّ التواصل بينهما على «تويتر» كان يومياً. وفي حفلاتها كنّا نراه في الصف الأول. حتى أنّه انتقد عدداً من الفنانين وآخرهم مروان خوري إرضاءً لصديقته. واستمرّت هذه الصلة قوية إلى الأسبوع الماضي، إذ حصل تلاسن بين «الصديقين» على «تويتر» على خلفية تأييد الفقيه التظاهرات التي حصلت في وسط بيروت، واعتبار إليسا أنّ تصرّفات المتظاهرين تقود إلى الفوضى. هنا اشتعلت المواقف، فكتب المخرج: «إنّ المرأة عندما تصل إلى عمر معيّن يجب ألّا نردّ عليها مهما قالت، لأن للعمر حقّاً». فردّت «ملكة الإحساس» أن فقيه مجرّد متابع لها على مواقع التواصل الاجتماعي! وهكذا، انتهت صداقة لم تدم طويلاً بسبب اختلاف في الرأي حيال السياسة.
الحادثة الثانية وقعت بين المطربين نجوى كرم ومعين شريف، الذي استدرجته إحدى الزميلات التي تتربّص لكرم بسبب خلافات بينهما، فجعلت شريف يهين «شمس الغنية» ويعيّرها بعمرها وينتقد أغنيتها الأخيرة «بوسة قبل النوم» بشكلٍ مهين لا بطريقة نقدية فنية. فما كان من كرم إلّا أن ردّت لشريف الصاع صاعين، واتهمته بقلّة الوفاء وعدم الذكاء، الذي لو امتلكه لوصل إلى مكانة أهم في الفنّ نظراً إلى موهبته الفذّة. وأنّ كلّ الوسط الفني يعلم أنّ بيت نجوى كرم كان مفتوحاً لمعين شريف في بدايته، وشاركها عدداً من الحفلات. إلّا أنّ حقد زميلة، وعدم ذكاء معين، جعلاه يضرب بعرض الحائط «الخبز والملح» الذي لقيه في منزل آل كرم.
إذاً، علاقات النجوم «الودّية» لا تدوم، إذ تنهار عند المنعطف الأول، والغزل الذي نتابعه على مواقع التواصل الاجتماعي، مجرّد مجاملات تزول بسرعة.